أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، خلال رعايته افتتاح اجتماعات وزراء الزّراعة في لبنان عباس الحاج حسن، سوريا محمد حسن قطنا، الأردن خالد الحنيفات والعراق محمد كريم الخفاجي، في السراي الحكومي، إلى “أنّني أرحّب بجميع المشاركين في هذا الاجتماع، الّذين سيتبادلون الآراء والأفكار لبلورة إطار جديد لتعزيز التّبادل التّجاري الزّراعي وتطويره، وتذليل العقبات المتعلّقة بإجراءات الحجر الصحي الزّراعي والبيطري بين دولنا وإجراءات النّقل والترانزيت”.
ولفت إلى أنّ “كلّنا أمل في أن توفّقوا في إقرار تعاون رباعي مشترك في المجال الزّراعي، وأن يُصار إلى تعميمه على سائر الدول العربية الشّقيقة”، مؤكّدًا أنّ “تحقيق الأمن الغذائي للجميع يشكّل إحدى الأولويّات الرّئيسيّة لدولنا وسائر البلدان العربيّة، لا سيّما في ضوء الأحداث الأخيرة في العالم، الّتي كشفت فعليًّا فجوةً عميقةً ينبغي التنبّه لها”.
وأوضح ميقاتي أنّ “هذه الفجوة تتعلّق بضرورة تعديل سلّم الأولويّات، والتّركيز بشكل أساسي على القطاعات الزّراعيّة والغذائيّة وتبادل الإنتاج وتكامله، إضافةً إلى تبسيط إجراءات التّصدير والاستيراد وانسياب الأشخاص والخبرات”، مركّزًا على أنّ “أمام ما يعانيه العالم من أزمات اقتصاديّة وغذائيّة، أصبح لزامًا علينا، كدول عربية متجاورة، حتميّة التّعاون التّكاملي، من حيث الإنتاج والتّسويق، مع ضرورة التّنسيق في ما بيننا في المجالات الزّراعيّة والصّناعيّة، في إطار خطّة متكاملة ومدروسة، من حيث التّوازي العادل بين الإنتاج والإستهلاك، وبين الحاجة والفائض”.
وذكر أنّه “يجب التّركيز أيضًا على تشجيع الشّراكة بين القطاعَين العام والخاص، لتنمية القطاع الزراعي والصّناعات الغذائيّة وتسويق المنتجات الزّراعيّة، من خلال توفير المناخ الاستثماري المناسب”، مبيّنًا أنّ “أزمة القمح العالميّة قد أظهرت مدى الحاجة إلى الإفادة من كلّ مساحة تمتلكها دولنا، لتأمين مخزون غذائي يؤمّن قدرًا عاليًا من الأمان الاجتماعي”.
كما شدّد على أنّ “ما بدأته وزارة الزراعة عندنا من خطوات مقدّرة من وزير الزّراعة، يشكّل بداية مسار طويل من العمل الزّراعي الجدّي والتّوعية المطلوبة على أولويّات وقطاعات كانت غائبة عنّا، أو لم نكن نعطيها الأولويّة والاهتمام الكافي”. وأشار إلى أنّ “انطلاقًا من إيماننا بأهدافنا المشتركة، نرى أنّه آن الأوان لكي نخرج بموقف عربي واحد وموحّد، يضع حدًّا لخلافاتنا الجانبيّة، ونصبّ جهدنا على قضيّتنا العربيّة الأولى، من خلال دعمنا المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني، وأحقيّته في قيام دولته الموحّدة وعاصمتها القدس”.
وأكّد ميقاتي أنّ “لبنان الّذي يعاني من مشاكل سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة، يتطلّع إلى أشقّائه وأصدقائه لكي يقفوا إلى جانبه في محنته، لكي يستطيع أن يعود إلى لعب دوره المحوري داخل أسرته العربيّة، ويعود قبلة العالم أجمع، كونه نموذجًا يحتذى من حيث تعايش أبنائه، مسلمين ومسيحيّين، في وحدة مميّزة”.