أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، خلال خطبة الجمعة إلى أن “الوضع المالي والتدهور النقدي والمعيشي يعيد رسم ملامح لبنان، وسط حصار أميركي إقليمي يعمل على هدم القطاعات المالية النقدية المعيشية، بهدف تفريغ لبنان. ولكن مهما حصل الميزان الإقليمي لن يستطيع تغيير هوية لبنان، بل لبنان سيخرج أقوى من هذه المحنة التاريخية، والأيام شواهد إن شاء الله”.
ولفت قبلان إلى أن “الانتقام السياسي عيب وعار، وسياسة الجدران الصماء كارثة، لذلك لا بد من خرق سياسي أخلاقي كبير، لأن البلد لا يحتمل العناد والهروب والنكاية والأنانية وحوار الطرشان. فنحن في مرحلة مصيرية جداً، خاصة أن أوروبا الآن تعيش لحظة مصيرية، وعينها على غاز “كاريش”، والدبلوماسية الأمريكية الدولية نشطة بشكل هائل فقط لإخراج غاز كاريش، والمطلوب أن نكون أسياداً بكل ما للكلمة من معنى. فالمصلحة اللبنانية العليا تلزمنا باعتماد كل شيء لاستخراج نفطنا حتى لو أدّى ذلك إلى الحرب، والمقاومة حتماً هي رأس قوة لبنان في هذه المعادلة، والسيادة النفطية والجوفية لا وجود لها دون مقاومة”.
واعتبر قبلان انه “لا بد من انتشال البلد من قعر الفراغ، والملفات الداهمة كبيرة وخطيرة، وتحتاج إلى البت السريع؛ والخروج من أزمة البلد يحتاج إرادة واتفاقَ أقطاب؛ وتأليفُ حكومة قرار وطني ضرورة بحجم ضرورة وجود لبنان”، مؤكداً على “أننا مع مصلحة لبنان العليا أمنياً ومالياً ونقدياً واقتصادياً وسياسياً، وأين تكون مصلحة لبنان سنكون، وإسرائيل عدو بكل أشكال وجودها وقطاعاتها وشبكات أموالها، بما في ذلك سواتر الأخطبوط الأمني لطواقم العملاء الفارّين الذين يعملون ضد وطنهم لبنان، ومصلحة لبنان الأمنية ضرورة للمسيحي والمسلم، والمسيحي والمسلم عائلة وطنية واحدة، والعدو هو إسرائيل، ولا بد من التعامل معها كعَدوّ، وقلب المعادلة كارثة وطنية، والشحن الطائفي أكبر تهديد لمصالح لبنان ووجوده”.
وختم قائلاً: “المطلوب إنقاذ البلد من الفراغ عبر تقديم تنازلات متبادلة من الجميع من أجل مصلحة لبنان، وبتسوية سريعة وقوية يفرضها واقع البلد، لأن اللعب بالسياسة والزواريب كارثة، وأي خطأ بالتقدير خسارة للبنان واللبنانيين”.