نظمت “سمارت سنتر”، بالشراكة مع مؤسسة كونراد أديناور، لقاء في قاعة اتحاد بلديات بعلبك، حول المرحلة الثانية من مشروع التمكين الاقتصادي للنساء في قضاء بعلبك، برعاية رئيسة لجنة المرأة والطفل النائبة عناية عزالدين، بعنوان “الواقع والتحديات أمام رائدات الأعمال الصغيرة والمتوسطة” بالتعاون مع بلدية عرسال واتحادي بلديات بعلبك وشمال بعلبك.
وقد ألقت عز الدين كلمة أشارت فيها الى أن “النساء البقاعيات معروفات بالعزيمة والنشاط، متطلعات دائما نحو اكتساب المزيد من المهارات والقدرات والامكانيات والمعارف، وللأسف لطالما ناضلت مناطق الأطراف بريفها ومدنها في لبنان من أجل سياسات تنموية شاملة وهو ما يعرف بمطلب الإنماء المتوزان، وهو المطلب التاريخي الدائم والمستمر في لبنان”.
ورأت أنه “كما في معظم دول العالم، كذلك في لبنان، فإن النساء الريفيات تواجهن التحديات، فالحكومات لم تقم بمعالجة احتياجاتهن على نحو كاف في القوانين والسياسات الوطنية والمحلية والموازنات، لذلك فان المطلوب العمل على خلق بيئة مؤاتية لتحسين أوضاعهن الاجتماعية والاقتصادية ودائما وفق منهجية الشراكة، ولعل النشاط الذي نحييه اليوم هو ترجمة لهذه الشراكة بين مختلف الأطراف المعنية”.
وعلى الصعيد التشريعي اعتبرت أن “المطلوب العمل على أكثر من مستوى ان كان على صعيد حقوق المرأة، وهو ما نعمل عليه في لجنة المراة والطفل النيابية، لتحصين المرأة اللبنانية تشريعيا وإلغاء أو تعديل النصوص التي تقونن التمييز ضدها. وعلى صعيد قطاع الزراعة، الذب لا بد للحكومة من تبني رؤية اقتصادية شاملة تتضمن سياسات تصلح المجال الزراعي في لبنان.
ولفتت إلى أن “إصلاح أحوال الزراعة والمزارعين في لبنان سينعكس أيضا تلقائيا على أوضاع المرأة الريفية. وأكدت أن “تمكين المرأة اقتصاديا ليس مجرد شعار لحفل أو نشاط، إنه هدف تنموي ببعد وطني، حيث نبحث اليوم في دفاتر مالية الدولة لترشيد اقتصادنا الوطني،والأصل أن نبحث في مواردنا وفي أرضنا وفي عقول مواطنينا فيما يمكن أن تنتجه أيادينا”.
وقالت: “ان الاقتصاد الرائد يعني الاقتصاد المنتج، وتفعيل الانتاج يعني تمكين الناس من العمل في القطاعات المنتجة وعلى رأسها الزراعة والصناعة. والمرأة الشريكة في الانتاج تساعد بشكل قوي على تعزيز صمود الأسرة”.
ورأت ان “منطقة البقاع العزيزة لم تكن يوما إلا في موقع أشد المطالبين بالدولة التي كثيرا ما كانت تشيح بوجهها عنها، ولهذا كان موقف دولة الرئيس بري منذ عدة أعوام إلى البقاع در”.
واكدت عز الدين”هذا قرارنا وإرادتنا وتصميمنا، لكننا بصراحة تامة وفي ظل الواقع الحالي للدولة نجد صعوبة وقصورا وتقصيرا للتحول في مسارها نحو الأطراف والمناطق المحرومة، والتي هي بالحقيقة بيت القصيد في الانتاج والتنمية. إلا أننا وكوننا ننتمي إلى مدرسة الأمل فلن نيأس، وسنبقى ونسعى ونبذل الجهود، لعلنا نخفف من وطأة هذا الحرمان ونحقق خطوة في التقدم نحو الازدهار”.
وأشارت الى أن “هذه المنطقة هي جزء أساسي من المقاومة التاريخية للبنان، المقاومة التي هزمنا بها الاحتلال فكانت استعادة أراضينا المحتلة وكان البقاع كما الجنوب شريكا في الانتصار وكان هو أيضا المتصدي الأول للارهاب والتكفير، فكان الانتصار الثاني وصيانة الوطن وحفظ استقراره. واليوم ، مع اقتراب ذكرى طرد الارهابيين من جرودنا وأرضانا ومن البقاع، ندعو الحكومة اللبنانية إلى الالتفات الفعلي والعملي والجدي لمتطلبات أبناء المنطقة والمسارعة إلى إحياء المشاريع ذات الصلة، واكثر ما نؤكد عليه هو الاهتمام بتصريف المزروعات وفتح قنوات التصدير إلى الخارج والحماية مقابل التهريب”.