كثير من الشباب يعانون من مشاكل في السمع، ويرى الأطباء أن ذلك يعود إلى كثرة الضجيج في الحياة اليومية.
الأخصائية الدكتورة إيدلتراوت إيمريش في مشفى ينا الجامعي تقول “الجميع يعلم أن الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة والتعرض لضوضاء الحياة اليومية يلعبان دورا حاسما في ذلك”.
يختبر الخلل في السمع عن طريق تسجيل الاستماع إلى ترددات فردية واختبار إن كان المريض يستمع إليها أم لا. وجرى اختبار من خلاله فحص السمع لفتاة لا تعاني من مشاكل صحية في السمع. في الاختبار الأول كانت النتيجة طبيعية من دون مشاكل تذكر.
وقبل إجراء الاختبار الثاني ذهبت الفتاة إلى مرقص تعزف فيه موسيقى صاخبة وصل فيها مستوى الصوت إلى 120 ديسيبيل، وهو مستوى خطر على الأذن البشرية. وبعد أربع ساعات في المرقص توجهت الفتاة إلى العيادة. فحص السمع أوضح أنها يمكنها الاستماع إلى الأصوات عندما تكون أربع أضعاف المرة السابقة.
وفحص الأطباء تأثير الموسيقى الصاخبة على الجهاز العصبي، كما فحصوا تحليل الدماغ للأصوات. والنتيجة كانت أن الدماغ يتعامل معها في وضع أبطأ من الوضع الطبيعي. بيد أن الوضع الطبيعي يعود بعد ساعتين فقط. ورغم ذلك قد تبقى هناك بعض الأضرار.
الدكتورة إيدلتراوت إيمريش أوضحت بالقول “تجربتي مع الشباب، كانت هناك حالات يصابون فيها بطنين الأذن بعد الزيارة الأولى للمرقص. وبرأي أن طنين الأذن المتكرر والمترافق مع تعرض السمع للحالات القصوى، يسبب ضررا دائما في السمع”.
في تجربة أجريت على الحيوانات أجرى الباحثون دراسة على شعيرات الأذن الداخلية بعد الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة. لاحظ الباحثون الشعيرات وكأن عاصفة دمرتها. ويرى الأطباء أن كل زيارة للمرقص تتلف جزءا من الشعيرات والقدرة على السمع في الأذن البشرية.
ويجب توعية الشباب إلى أنهم يمكن أن يعانوا من مشاكل في السمع بعد تجاوز الأربعين، إن لم ينتبهوا إلى مشاكل زيارة الأماكن ذات الموسيقى الصاخبة.
الدكتور برويز مير سليم، طبيب الأنف والأذن والحنجرة، يضيف أن التغيرات الالتهابية في الأذن وخاصة في الأذن الوسطى من الأمراض الشائعة التي تصيب الناس في سن مبكرة. بينما تكون مشاكل السمع مع كبار السن بسبب تقدم العمر.
وبالنسبة للتعرض للضجيج عند الشباب يقول الدكتور برويز مير سليم “التعرض للضوضاء سواء لعدة ساعات أو لعدة دقائق قد ينشأ عنها مشاكل صحية لا يمكن تجنبها لأن مستوى الضجيج كان عاليا جدا. وهذا ما يعني أن ارتياد النوادي الليلية يمكن أن يشكل خطرا على صحة الأذن، وليس هذا فقط، فحضور حفل موسيقي أو الوقوف أمام مكبر للصوت لدقائق معدودة يمكن أن يحدث أضرار لا يمكن إصلاحها”.