* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
إذا كانت الحكومة الجديدة ما بعد الإنتخابات النيابية في شهرها السابع المنتظر أن تضع فيه مولودها البكر- الموازنة، تعرضت لخضة أو هزة من الجبل لا تزال ارتداداتها تؤثر في صحتها سلبا، إلا أن المعالجات ومحاولات تعافيها مستمرة، على رغم ما يعتريها، وما يواجه القابلة، من توترات متقابلة ترفع من منسوب السلبيات على حساب الإيجابيات، في وقت بدا أن الإنعقاد البديهي افتراضا لمجلس الوزراء أضحى من الأهداف المرتجاة.
أوساط رئيس الحكومة سعد الحريري نقلت عنه، أنه لن يسمح بالتعطيل الحكومي، وسيسعى لحسم الأمر بعد عودته إلى لبنان ليل الإثنين- الثلاثاء من رحلته الخاصة، وسيعمل جاهدا لفصل مفاعيل ما حصل في الجبل الأحد الماضي، عن مسألة عقد جلسة مجلس الوزراء.
وفي الواقع تنشط الجهود والإتصالات في عدد من الإتجاهات، في محاولة للحؤول دون أن تلفح سخونة حادث قبرشمون ومندرجاته أكثر فأكثر، مسألة عقد الجلسة الموعودة الخميس المقبل.
وفيما العقدة المباشرة هي جدلية إحالة الجريمة إلى المجلس العدلي، فإن مطالبة المير طلال أرسلان الحكومة بذلك، ومن حيث العددية الوزارية، دونها موانع. فهي لن يتأمن لها النصف زائدا واحدا داخل مجلس الوزراء في حال انعقد وتم طرح الموضوع. ناهيك بأن المسار السياسي الأوسع لسياق قضية قبرشمون ككل، يضغط في اتجاهات عدة وعلى ملفات داخلية عدة ومع مفعول رجعي، كما أنه يلامس ما يسمى الجو الاستراتيجي “المحلي- إقليمي”.
لكن الاتصالات والأجواء في الساعات الماضية، أوحت ضمنا بأن بعض القوى، وفي مقدمتها “حزب الله”، ترغب في عدم إيصال لصق أجوبة الاستفسار بمسار خارج أو ما بعد حدود لبنان، أقله بحسب ما يتسرب من معلومات حتى الآن.
بالتوازي نقل عن أوساط قريبة من عين التينة، ما يشير إلى استبعاد الرئيس نبيه بري إحالة الحادث على المجلس العدلي.
في الغضون، وبعد ستة أيام على الزيارة الشهيرة لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل لعاليه، وبعد الذي حصل في موازاتها في قبر شمون، أتت زيارة الوزير باسيل للشمال أمس مقتصرة على يوم واحد، بلقاء كوادر “التيار الوطني الحر” في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، ولقاء آخر في عكار. باسيل يستعد لزيارة الجنوب، ولقد أكدت أوساطه “أن جولات باسيل لا ترمي إلى استفزاز أي أحد”.
في المقابل، بدأ وليد بك تحركا في اتجاه سفراء الدول الكبرى، لشرح تفاصيل ما حصل في الجبل. أما البطريرك الراعي فقد أكد أن مصالحة الجبل التي أرسيت مع البطريرك صفير هي كنز وفوق كل اعتبار، رافضا الخطابات التي تحرض والتي تفرق.
كل ذلك يحصل في لبنان، فيما المنطقة تتماوج على صفيح القضايا الساخنة، من التطورات الايرانية- الأميركية، إلى مجريات الأزمة السورية، امتدادا إلى السودان فليبيا ومجمل المغرب العربي ضمنه الجزائر، وصولا إلى بيت القصيد ألا وهو “صفقة القرن” التي وصفها البطريرك الراعي بصفعة القرن، ونعتها البعض بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية.
وحدها سلطنة عمان تخرق الجو الاقليمي، وتضطلع بدور ضمن ما يسمى “مساعي استعادة الأمن في المنطقة”. وقد التقى وزير خارجيتها لهذا الشأن، الرئيس السوري في دمشق.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
أسبوع جديد أمام اللبنانيين، يفترض أن تتكثف فيه المساعي لاحتواء تداعيات حوادث الجبل التي وقعت الأحد الماضي، ولإعادة الروح إلى مجلس الوزراء وضبط الأولويات على النحو الذي تتطلبه المرحلة سياسيا واقتصاديا وماليا.
حتى الآن لم يعثر على معطيات جدية تؤكد إزالة العوائق من طريق استئناف جلسات مجلس الوزراء المعلقة، لكن الاتصالات السياسية جارية على هذا الخط في السر والعلن. في هذا الشأن، تقول مصادر في تيار “المستقبل” إن الرئيس سعد الحريري لن يقف مكتوف اليدين حيال أي توجه لتعطيل انعقاد مجلس الوزراء، وإنه يرى ضرورة فك الاشتباك بين الأزمة الناشئة عن حوادث الجبل وبين عمل المجلس.
لكن مرصد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لم يلتقط أي إشارة توحي بانعقاد مجلس الوزراء قريبا، متهما الوزير جبران باسيل بتعطيل جلسات المجلس لتحقيق مصالح حزبية ضيقة، وقائلا: إن رئيس “التيار الوطني الحر” ذا القلب الأسود يردنا بخطاباته خمسين عاما إلى الوراء.
أبعد من لبنان، انتهت مهلة الستين يوما التي منحتها إيران للأوروبيين للوفاء بتعهداتهم، من دون أن يغتنموها. وعليه، بدأ اليوم كلام إيراني آخر يعكس مرة أخرى مقدرة طهران على الدفاع عن حقوقها حتى آخر رمق، في مواجهة سياسات التهديد والتهويل.
القرار الذي أعلنت عنه إيران اليوم، يقضي بزيادة درجة تخصيب اليورانيوم إلى أكثر من الثلاثة فاصل سبعة وستين بالمئة الواردة في الاتفاق النووي المبرم عام 2015. أكثر من هذا، أكد الإيرانيون أنهم سيرفعون التخصيب إلى أي درجة يرونها مناسبة وإلى أي كمية يحتاجونها، إذا لم تتمكن الدول الأوروبية من تلبية مطالبهم. بمعنى آخر، لم تقفل طهران الباب نهائيا، فالمسار الديبلوماسي ما زال مفتوحا، وهي تتطلع إلى التوصل لحل مع الأوروبيين خلال مهلة جديدة من ستين يوما، وإلا ستتخذ خطوة ثالثة.
رد الفعل الأوروبي الأول، تولاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أكد ضرورة استئناف الحوار في الخامس عشر من تموز بين الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي.
في المقابل، لم يتأخر بنيامين نتنياهو المسكون دائما بال”فوبيا” الإيرانية، في الافراج عن انزعاجه من قرار طهران التخصيبي، وهو رأى فيه خطوة خطيرة جدا، ودعا بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى فرض عقوبات تلقائية على إيران.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المستقبل”
هل يحمل الأسبوع المقبل مؤشرات العودة إلى العمل المؤسساتي البناء، بعيدا عن أجواء الشحن والتشنجات، بعد المواقف التي أطلقت في سياق السجالات التي لم تهدأ، وماذا عن العقبات التي تعترض العودة إلى طاولة مجلس الوزراء، المكان الوحيد الذي من شأنه التصدي للمأزق الاقتصادي وللنهوض بالبلاد؟.
من الواضح أن الرهان في الاجابة على هذه الأسئلة، يبقى في نتائج الاتصالات والتحركات التي سيجريها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بداية الأسبوع، والتي من المنتظر أن تتواكب مع خطوات معينة في اتجاه الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء، وفق ما أكدت مصادر متابعة ومعنية لتلفزيون “المستقبل”.
وبالانتظار، تأكيدات على ضرورة العودة إلى طاولة مجلس الوزراء، وهذا ما ألمح إليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لافتا إلى أن التوتر السياسي عطل اجتماع مجلس الوزراء، فيما الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمالية تتفاقم والديون تتراكم، وكأن البلاد سفينة ضائعة في وسط البحر تتلاطمها الأمواج.
إقليميا، التحدي الإيراني بزيادة تخصيب المفاعلات النووية، قابلته أوروبا بالدعوة لاجتماع لجنة العمل المشتركة الخاصة بالاتفاق. وفيما تحدث وزير الخارجية الإيرانية عن إمكانية التراجع عن خطوات بلاده في حال نفذ الأوروبيون التزاماتهم، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يرى في زيادة نسبة التخصيب خطوة بالغة الخطورة.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
متمسكة بكامل حقوقها وباستراتيجية التكريس الديبلوماسي، نفذت الجمهورية الاسلامية الإيرانية خطوتها الثانية من تخفيض التزاماتها بالاتفاق النووي، والقاعدة الجديدة: تخصيب فوق الثلاثة والنصف في المئة وفق الحاجات، وكم هي حاجات ايران السلمية عديدة وكبيرة، وهي الدولة التي تعرف كيف توثق العرى في السياسة وعلى خطوط المواجهة على حد سواء.
أعلى الأصوات القلقة من خطوة إيران خرج من كيان الاحتلال، وبنيامين نتنياهو لم يجد العبارة التي تعكس مستوى إحباطه فرمى بكرة عتابه في ملعب الأوروبيين، منتظرا صديقه دونالد ترامب لمساندته بتغريدة ما.
أوروبيا، فرنسا التي كان رئيسها على اتصال بنظيره الإيراني قبيل ساعات من اتخاذ إيران خطوتها الثانية، فقد كانت في رد فعلها أقرب إلى التمسك بالحوار مع طهران منه إلى الاستنكار والتصعيد، وكذلك دعمت فريدريكا موغريني هذا التوجه في اطار الاستفادة من المهلة المتجددة لعلها تتحلل من الضغط الأميركي، وينشط اتحادها على خط القناة التجارية الناشئة مع ايران لمصالح عديدة.
إلى الآن تتحكم إيران بحكمة كبيرة باللعبة النووية، وفي برنامجها خطوة ثالثة جاهزة، وربما أكثر، بحسب ما يقتضيه الموقف واداء الخصوم في ميادين السياسة وغيرها.
في المنطقة، عودة خليجية إلى دمشق حملتها زيارة وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي، ولقاؤه الرئيس بشار الأسد للبحث في التطورات الاقليمية. وفي الانجازات اليمنية، لم يتمكن العدوان وحصاره من تكبيل يد الصناعات العسكرية التي حققت مستويات متطورة كشف عنها النقاب، على وقع انجازات كبيرة في الجبهات.
في لبنان، لا تزال تداعيات حادثة قبرشمون ترخي بظلالها على المشهد السياسي، وأسئلة عما قد يحمله الأسبوع الطالع من اتصالات تعيد الحكومة إلى جلساتها، فيما تبقى التحديات متراكمة، ولا ينتج عن تأخر الحلول إلا المزيد من الأزمات.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
في المنطقة قرع لطبول التوطين، وفي الداخل يقرع البعض طبول التقسيم. ليس في هذا القول مبالغة ولا تضخيم، ولا هو استعادة لتجارب لبنان الكبير في أكثر من محطة، أبرزها عام 1975، ولا هو تعبير جديد عن نظرية المؤامرة.
وللتأكيد، فلننظر معا إلى الصورة العامة: قبل أيام، أعلن جاريد كوشنير أن بقاء فلسطينيي الشتات حيث هم، في اطار حل سياسي، هو جزء أساسي من الخطة الأميركية الجديدة للسلام. وقبل هذا الاعلان الصريح، كانت التسريبات المتعددة تؤكد الأمر بوضوح، وقد تناقلتها جميع وسائل الاعلام المحلية والعالمية.
تزامنا، خرجت في لبنان أصوات تندد بالتسوية الرئاسية، التي تشكل جزءا من تفاهم وطني عام على اعادة تحريك عجلة الحياة السياسية، لكن هذه المرة استنادا إلى معيار الميثاق.
واستهداف هذا التفاهم الوطني، كان لا بد أن يمر بالتصويب على أحد أبرز العاملين لارسائه، أي جبران باسيل، بما ومن يمثل اليوم. شوهوا مضمون لقاء في البقاع الغربي ليقولوا إنه ضد السنة، وافتعلوا همروجة في البقاع الشمالي ليصوروه معتديا على حقوق الشيعة. أما في عاليه، فشحنوا الجو، ودفعوا بالمناصرين إلى الشارع، وسقط شهيدان، لتكون الخلاصة أنه ينتهك الخصوصية الدرزية.
وعلى الفور، بادرت أبواق الفتنة إلى التشويش على زيارته المقررة منذ مدة طويلة لطرابلس وعكار، فاعتمدت الأحذية لغة، وبات التهديد بالقتل أمرا عاديا، وصار اللجوء إلى مفردات من نوع “نحتقرك” و”نكرهك” من اليوميات، لا تعبيرا عن احتقار أو كره لشخص، بقدر ما هو احتقار للتواصل بين اللبنانيين، وكره للتوازن والشراكة والعيش الواحد المتناصف، الذي يشكل أشد الأسلحة الوطنية فتكا في مواجهة التوطين.
وفي موازاة ما سبق، يبقى الذميون على استنفارهم للتبخير لمن ارتكب المعصية والتبييض مع الجاني، واعتماد الهجاء للارضاء كمسار سياسي شبه وحيد.
بكل بساطة، هذا هو الواقع، لمن يريد أن يرى. أما من يغمض عينيه عن الحقيقة، فليبق أسير المعادلة اللبنانية القديمة التي أوصلت البلاد إلى حيث هي اليوم، حيث بات اتخاذ قرار انقاذي اصلاحي مقرون بخطوات عملية على المستوى الوطني، هو باب الخلاص الوحيد.
فليجتمع التوحيديون مهما اختلفوا في السياسة، وليتوحد اللبنانيون رفضا للتقسيم وكسرا للتقسيميين بغض النظر عن التنافس الداخلي. وها هو قضاء زغرتا خير نموذج و”نيال أهل زغرتا فيه”، كما قال باسيل أمس. فلبنان الواحد الموحد هو الجامع، والتقسيم والكانتونات هما المرفوضان. أما التباين السياسي والتنافس الانتخابي، فشأنان طبيعيان تحت العنوان الديموقراطي.
وعلى وقع دعوة وئام وهاب اليوم إلى مصالحة درزية، الأكيد أن عودة التواصل بين الجميع هو القاعدة، أما ما حصل في الأيام الأخيرة فهو الاستثناء.
يبقى أن الأسبوع الطالع حاسم على المستوى الاقتصادي والمالي، فانجاز الموازنة لم يعد يحتمل مماطلة، ولا بد من اشارة للداخل والخارج، قبل أن نقع في المحظور.
****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
الحكم والحكومة ليسا على ما يرام، وما بعد حادثة قبرشمون لن يكون كما قبلها. ففي ذكرى الأسبوع على حادثة الجبل، يبدو الوضع اللبناني على حافة الهاوية. الرئيس سعد الحريري خارج لبنان، وهو لا يستطيع دعوة الحكومة إلى الانعقاد، علما أنه كان وعد اللبنانيين الثلثاء الفائت، بأنه سيدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء خلال ثلاثة أيام على الأكثر.
في المقابل التصعيد السياسي يقوى، وكل فريق يستخدم كل ما لديه من حجج وأدلة وبراهين ليواجه الفريق الآخر. اليوم مستشار الرئيس الحريري الدكتور عمار حوري قال لل “أم تي في” إن جبران باسيل “مجنن” البلد. بالتوازي، مصادر “الحزب التقدمي الاشتراكي” تحدثت لل “أم تي في” عن اغتيال سياسي يتعرض له رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وعن سيدة نجاة ثانية تشبه تلك التي فبركت للدكتور سمير جعجع. أما جعجع فاعتبر أن باسيل يرد البلد خمسين عاما إلى الوراء وبقلب أسود.
في المقابل، لا يزال “الحزب الديمقراطي اللبناني” مصرا على إحالة قضية قبرشمون على المجلس العدلي للاقتصاص من الجناة.
ففي ظل الاصطفاف السياسي العمودي والخلاف الحاد، ألا يمكن القول إن مجلس الوزراء قد يذهب ضحية المجلس العدلي؟. وفي النتيجة الحكومة أضحت حكومتين، والمتاريس بين الفريقين المتواجهين ترتفع أكثر فأكثر يوما بعد يوم. فمن جهة أولى هناك “الحزب التقدمي الاشتراكي” مدعوما من الرئيس نبيه بري والرئيس الحريري والدكتور جعجع، وفي الجهة المقابلة هناك “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” و”الحزب الديمقراطي اللبناني”.
فهل يعني هذا الأمر أننا أمام مشهد سياسي جديد، هدفه الانقلاب على التسوية التي أتت بالعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية؟. المؤشرات إلى الآن لا تنبىء أننا أمام عملية انقلاب كاملة، بل أمام عملية تصحيحية للتسوية القائمة. فالرئيس بري والحريري منزعجان من أداء الوزير جبران باسيل، كما أن النائب جنبلاط متوجس من حرب الغاء يتعرض لها، فيما الدكتور جعجع غير راض عن عدم تطبيق تفاهم معراب.
فهل تنجح الحركة التصحيحية في تحقيق أهدافها فتعود الحكومة إلى الانعقاد قريبا، أم أننا أمام أزمة حكومية مفتوحة، يمكن أن نشهد فيها المزيد من التوترات والحوادث والأزمات؟.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
لماذا في لبنان لا تلتقي السياسة والسياحة؟، ولماذا لا يعرف السياسيون كيف يفرقون بين العطلة والتعطيل؟. سؤالان استراتيجيان يطرحان كثيرا هذه الأيام، فالسياسة منذ أكثر من أسبوع وحتى اليوم، كادت أن تطيح السياحة، وما يعول عليها من إنعاش للحركة الإقتصادية سواء في العاصمة أو في المصايف.
اللبنانيون يعولون على تموز وعلى جزء من آب، والمؤسف أن بعض السياسيين أعدوا لهم “مهرجانات تصعيد”، في مقابل المهرجانات الفنية التي ينتظرها اللبنانيون والمغتربون والسياح من سنة إلى سنة، فمن يسمح لنفسه أن يحرم اللبنانيين والمغتربين الصيف بمهرجاناته وفرحه وزحمته؟.
هذه التساؤلات تنقلنا إلى السؤال الثاني، وهو: من يشرح للسياسيين الفرق بين العطلة والتعطيل؟، لماذا لا تأخذون عطلتكم فتريحوننا من تعطيلكم؟. نعرف أن عطلاتكم محسوبة ومضمونة ومقررة ومعظمها خارج لبنان، فلماذا تتمتعون بعطلكم وتفرضون على البلاد تعطيلكم؟.
السؤال الواحد الوحيد على ألسنة الناس هو: هل طارت الصيفية؟، هل المصطافون الذين أتوا سيغادرون؟، هل الذين لم يصلوا بعد سيعدلون عن المجيئ؟. الأجوبة وقف على السياسيين: توقفوا عن التصعيد. السياحة تستعيد شيئا من رونقها وألقها.
أجلوا مماحكاتكم التي لا تنتهي، فما تدلون به ليس جديدا، حتى أنكم لا تبذلون جهدا لتقديمه في قالب جديد. في اختصار: “أعطونا سكوتكم” فالبلاد تحتاج إلى راحة وإلى نقاهة لتخرج من المعاناة التي سببتموها لها. إذا أردتم العمل فانصرفوا إلى ما يفيد لا إلى ما يلهب الأوضاع ويهز الإستقرار: أمامكم ملفات كثيرة فلماذا العبث واللهو؟.
هل نسيتم أن أمامكم موازنة يجب أن تصدر بقانون، ولو بتأخير سبعة أشهر؟. هل نسيتم أن أمامكم ملف الدين العام الذي لامس المئة مليار دولار؟. هل نسيتم أن لديكم التزامات تجاه دول وهيئات “سيدر”؟. هل نسيتم أن لديكم إدارة مترهلة، فاسدة، بحاجة إلى ترشيق وإلى ضخ دم جديد فيها؟. هل نسيتم أنكم تعاقبون الشعب اللبناني بتقنين قاس، لأنكم فشلتم في تحقيق وعودكم لهذا الشعب؟.
في لبنان مؤسسات وسلطات: من مجلس النواب إلى مجلس الوزراء، فلماذا لا تعالجون الملفات في قاعة مجلس النواب وعلى طاولة مجلس الوزراء؟. أما إذا أردتم تغليب الشارع على المؤسسات، وقارعة الطريق على قاعة مجلس الوزراء، فهذا يعني أنكم تريدون عن سابق تصور وتصميم بناء دولة الشارع لا دولة المؤسسات.
في انتظار أجوبتكم، تفرجوا على تحدي السياحة للسياسة. السياحة البناءة تتفوق على السياسة الهدامة.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
لم يرفع جبران باسيل اليوم من معدلات تخصيبه السياسي، وترك الساحة لإيران التي زيحت تاريخها السابع من الشهر السابع بإشارة نصر، وعلامة رفعها هنا تقديرها طهران التي أصبحت على حافة القنبلة النووية، وإعلان الجمهورية الإسلامية فك القيود النووية يعني عمليا أن لا عوائق لديها بعد اليوم لصنع القنبلة التي تخشاها أوروبا وتخافها إسرائيل، لأن كل الدول الأوروبية ستكون إذا وقع أي محظور تحت الإشعاع النووي الإيراني.
والقلق دفع بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تناول “حبة تحت اللسان”، قبل أن يجري اتصالا بنظيره الإيراني حسن روحاني دام ساعة كاملة، قبل ليلة واحدة من انتهاء المهلة. والساعة بقرب روحاني أفضت إلى اتفاق أعلنه ماكرون، قضى بتوفير الظروف الملائمة لعقد اتفاق بحلول الخامس عشر من تموز، وقال إنه سيواصل المحادثات مع السلطات الإيرانية والأطراف الأخرى المعنية بوقف التصعيد.
ولأنه ليس هناك من أطراف معنية بالتصعيد سوى أميركا، فسيتولى الرئيس الفرنسي مهمة وسيط الجمهورية، لرد الضيم عن أوروبا والتفاوض مع الولايات المتحدة بهدف تخفيف العقوبات عن إيران. وأبدى ماكرون لروحاني قلقه البالغ من عدم التزام إيران بالاتفاق النووي، لكن الرئيس الفرنسي يقلق على ما صنعته يداه ومعه كل أوروبا التي انصاعت إلى أمر أميركي، فانحنت وتراجعت ولم تقدم على خطوة واحدة تلتزم فيها بالاتفاق.
اليوم يطلب ماكرون من إيران أن تبقى في اتفاق خرجت منه أوروبا وخذلت طهران، وأطاحت كل نداءات الجمهورية الإيرانية للالتزام بما جرى التوقيع عليه. أطاح الأوروبيون ما وقعوا عليه على قاعدة: نحن في حل من الاتفاق لأن أميركا تحرضنا ضدكم، أما أنتم أيها الإيرانيون فممنوع عليكم الخروج، ظلوا وسنفاوضكم.
والتفاوض هو عمليا جسر عبور أوروبي يصل إيران بأميركا، والتي اتضح أنها تراسل المسؤولين الإيرانيين بالمباشر وليس من خلال عمان أو اليابان، وقد كشف الإيرانيون اليوم عن رسالة أميركية بعد إسقاط الطائرة المسيرة، مفادها أن واشنطن سترد بضربة محدودة ليست ذات أهمية لحفظ ماء الوجه، طالبة من إيران عدم الرد. وقد سربت الجمهورية الإسلامية مضمون هذه الرسالة على توقيتها المناسب، معلنة أن أي ضربة، محدودة كانت أم مدمرة، فسترد عليها، وليس في قاموسها العسكري والسياسي أي تسويات من تحت الطاولة.
لكن اللغة الفارسية قابلة للأخذ والرد، إذ بدا أن إعلان طهران رفع نسبة التخصيب أمر يخضع لإعادة الصياغة، سواء في الارتفاع الإضافي أو في الخفض التدريجي بحسب سوق العرض والطلب السياسي، ومن دون ضغوط أو تهديد بعقوبات.
وعلى المفاعل النووي الحكومي محليا، فإن مصير جلسة مجلس الوزراء يخضع لتخصيب بمياه ثقيلة، ولم تصل بعد أنباء الطرد المركزي من الخارج، حيث يواصل رئيس الحكومة إجازة طارئة. فيما رمت “القوات اللبنانية” تهمة تعطيل مجلس الوزراء على الوزير جبران باسيل. وقال رئيس حزب “القوات” سمير جعجع إن باسيل يعطل من أجل بعض المكاسب الحزبية الصغيرة. وإذا كانت هذه هي نوعية القوى السياسية “ما بعرف وين بدنا نروح”. وعلمت “الجديد” أن تواصلا قد جرى بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري الذي يتمسك بعقد جلسة لمجلس الوزراء يوم الخميس المقبل.