يعد الطلاق أو انفصال الأب والأم من المشكلات الاجتماعية التي باتت مألوفةً في مجتمعاتنا في هذه الأيام. ولا شك أن مثل هذه المشكلة يمكن أن تؤثر على نفسية الطفل وعلى نموه العاطفي والوجداني السوي. نتناول في هذه المقالة تأثير انفصال الوالدين على الأبناء.
التأثيرات السلبية لانفصال الوالدين على الطفل
يمكن أن يشعر الطفل بما يلي في حال انفصال والديه بما يلي:
الإحساس بالخسارة، فالانفصال عن الوالدين لا يعني فقدان المنزل بل فقدان حياة بكاملها.
الشعور بعدم الانسجام مع عائلة فرض عليه العيش معها.
الشعور بالقلق حيال فكرة العيش وحيداً بعد غياب أحد الوالدين.
الخوف من فقد أحد الوالدين.
الشعور بالحقد والغضب تجاه أحد الوالدين الذي يعتقد أنه كان سبب الانفصال.
الشعور بفقدان الأمان والاحتكار والنبذ.
الإحساس بالتشتت بين الوالدين.
يحتاج معظم الأطفال إلى وقتٍ طويلٍ لكي يعودوا إلي حالتهم الطبيعية حتى لو عاد الوالدان إلى العيش سوياً حياة يتخللها العنف.
إرشادات مفيدة لحماية الطفل من التأثيرات السلبية لانفصال الوالدين
من المهم أن لا تضع اطفالك في بؤرة الصراع وفيما يلي بعض الإرشادات التي يمكن أن تكون مفيدة:
عدم الطلب من الطفل أو المراهق أن ينحاز إلي أحد الوالدين كأن نقول له: “مع من يعجبك أن تعيش يا عزيزي؟”
تجنب استجواب الطفل وعدم سؤاله عما يفعله أبوه أو أمه (أحد طرفي الصراع).
عدم استخدام الطفل كسلاح لتهديد الطرف الآخر، كأن يلجأ أحد الوالدين إلى حرمان الطرف الآخر من الطفل.
عدم انتقاد الطرف الآخر أمام الطفل.
عدم تحميل الطفل المسؤوليات التي يجب أن يتحملها الطرف الآخر، فلا تتوقع من طفلك أن يحل محل الشريك الآخر، مثل تكلفة الطفل بالقيام بأمور وواجبات معينة.
المشاكل العاطفية والسلوكية التي يتعرض لها الأطفال
تظهر هذه المشاكل بوضوح لدى الأطفال الذين يكون والديهم فى حالة خصام دائم أو عندما يحدث الانفصال الذي يجعل الطفل يشعر بعدم الأمان.
يمكن أن ينزع الطفل أو المراهق إلى سلوك طفولي يميز مرحلة عمرية أدنى (النكوص)، مثل: التبول الليلي، وحدة الطباع، والقلق، والعناد. وعادةً يحدث هذا السلوك قبل أوبعد لقاء الأب المنفصل أو الذى يعيش بعيداً عن الطفل.
يظهر المراهقون سلوكاً مضطرباً مثل الانطواء إضافة إلى صعوبة التركيز في الدراسة.
مساعدة الطفل على تجاوز المشاكل العاطفية والسلوكية التي يتعرض لها
يمكن أن يساعد الوالدان اللذان اختارا الانفصال طفلهما على تجاوز المشاكل العاطفية والسلوكية التي يمكن أن تنشأ لديه نتيجة هذا الانفصال من خلال:
إشعار الطفل بأنه لا يزال يعيش فى كنف والدين يغمرانه بالحب والرعاية بصورة مستمرة.
إشعار الطفل بوجود والديه دوماً كعونٍ له في جميع المراحل التي يمر بها، مثل مرحلة البلوغ وما تتضمنها من قلق وحيرة ومسؤوليات.
التوضيح للطفل أن مسؤولية ما قد يحدث له تقع على الوالدين وليس على الطفل.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد النصائح التالية طفلك في تجاوز مشكلة الانفصال:
تكلم مع طفلك بصراحة ووضوح لأنه بحاجة إلى أن يعرف ما يحدث حوله ويشعر أن من حقه إبداء رأيه أو الاستفسار عما يحدث حوله.
اجعل طفلك يشعر باطمئنان بأنه لا يزال موضع حب، ورعاية، وعناية من قبلك ومن قبل الطرف الآخر.
احرص على إمضاء بعض الوقت مع طفلك.
كن دقيقاً وملتزماً بمواعيد رؤية طفلك.
حاول إبداء الاهتمام بوجهة نظر طفلك أو ولدك البالغ مع مراعاة ضرورة إشعاره بأن القرارات تؤخذ من قبل الآباء.
حاول الاستمرار في أنشطتك والتزاماتك الاعتيادية اليومية مثل لقاء الأصدقاء أو بقية أفراد العائلة.
حاول قدر المستطاع أن تقلل من التغيرات التي ستحدث على حياتك لأن هذا يمكن أن يساعد الطفل على الشعور بأن أحباءه يعيشون حياة طبيعية رغم الصعوبات التي مروا بها.
في حال شعرت أن هذه التوجيهات غير مجدية لمساعدة طفلك، يمكنك الاستعانة بالطبيب أو الاستعانة بمكتب الخدمات الطبية النفسية للأطفال الذى يقوم بالمساعدة ابتداءً بالوالدين لتمكينهما من تجاوز تبعات الانفصال ليتمكنا بعد ذلك من مساعدة أطفالهما.