بقلم غسان همداني
في بداية ما سمي بالحراك كتبنا مقالة حول “محاولة لاغتيال الرئيس نبيه بري سياسيا” فندنا فيها دوافع هذه المحاولة، باعتبار أن الرئيس بري يشكل عقبة أمام مخططات إقليمية ودولية تُنفذ بأيدي محلية لتغيير المسار المقاوم في لبنان، وادخاله في جوقة المطبعين مع العدو الاسرائيلي، هذه المحاولة اشترك فيها شياطين الإنس والجن من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، وسُخرت لها محطات إعلامية ومنابر سياسية، ورصدت لها مبالغ طائلة، بالإضافة الى محاولات اقتحام المجلس النيابي ، وشيطنة حركة أمل ورئيسها، وتطويع القضاء عبر قاض مرتهن، لتوجيه أصابع الاتهام الى الوزيرين علي حسن خليل وغازي زعيتر،والعمل على احداث فتن مذهبية باءت بالفشل بسبب عدم انجرار الثنائي الوطني الى هذا المخطط ، والعض على الجراح، وكظم الغيظ ، وتفويت الفرص على المصطادين بالماء العكر.
فشلت الخطة ولم ينته المخطط ، وكان الرهان على الانتخابات النيابية من أجل تحقيق ما عجز عنه الشارع، لكن”وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ “، فكانت الصاعقة التي قضت على اوهامهم أن البيئة الحاضنة للمقاومة كانت عند حسن نية الثنائي، وخيبت آمال وأموال المراهنين على كسر شوكة المقاومة، وأتت بالرئيس نبيه بري رئيسا وحيدا فريدا الى سدة رئاسة المجلس النيابي للمرة السابعة.
ايتام السفارات يقيمون مجالس العزاء، ومحطات العهر تجترع ريقها سما زعافا، ونوبات من الهستيريا تجتاح عرابي ما يسمى بالحراك، وجلسات تنجيم وضرب بالمندل لمعرفة سر نجاح الرئيس نبيه بري، وجلسات حوار ودراسات معمقة حول أسباب الفشل، والتي ستستمر الى وقت طويل.
قال الناس الشرفاء كلمتهم، وكانت كلمة السر”أمل”، وأُلقم المتآمرون حجرا، فاسودت وجوههم، وخرست ألسنتهم، ولم يعلموا أن الرئيس بري ليس كباقي الزعماء، فهو متجذر في ضمائر الاحرار، وله في وجدان مريديه وانصاره ومحبيه مكانة تمتزج فيها المحبة بالتقدير والاحترام، ومجده ليس كرسيا او عرشا بل قلوب الناس من كل الطوائف، ولم يفهموا أن النبيه ولبنان صنوان، وان لم يكن من وجود للرئيس بري لوجب ايجاده، فهو الوحيد الذي يستطيع جمع الأضداد، وهو الوحيد الذي يبتكر الحلول متى استعصت المشاكل، وهو باعتراف الجميع حلفاء وخصوم، في الداخل والخارج، الذي يُعول عليه في ايصال السفينة الى بر الأمان.
الرئيس نبيه بري رئيسا لمجلس النواب للمرة السابعة، خلافا لأمنيات البعض، وغصبا عن الذين “يرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ”.