اعتبر رئيس “الحزب السوري القومي الإجتماعي” فارس سعد أنه “اليوم، وبعد سبعين عاماً على جريمة اغتيال أنطون سعاده، لا يزال النظام الطائفي يشكل خطراً على لبنان، فهو ولاّدة للحروب والأزمات والفتن، بعد أن استعصى على كل اصلاح نصّ عليه اتفاق الطائف، بدءاً من الغاء الطائفية إلى قانون الانتخابات النيابية”.
وفي بيان له في ذكرى استشهاد مؤسس الحزب أنطون سعاده، رأى أن “النظام الطائفي لم يخرج من ظروف وأسباب نشأته، ولذلك، يقف حائلا مانعاً أمام تحول اللبنانيين من رعايا طوائف ومذاهب الى مواطنين موحدين متساوين في الحقوق والواجبات، ويمتهن استثارة الغرائز لصناعة الفتن وتعزيز الانقسامات ولمنع قيام دولة المواطنة المدنية الديمقراطية”.
وأكد أن “اغتيال سعاده، تمّ بناء على مخطط استعماري ـ صهيوني، بهدف وأد المشروع القومي الذي وضعه سعاده وحمله الحزب القومي، لتثبيت سيادة الأمة على نفسها، ولتحقيق وحدة المجتمع وترسيخ قيم الآخاء والعدالة والمساواة، والدفاع عن فلسطين والتمسك بلبنان نطاق ضمان للفكر الحر، ولذلك، نشدد اليوم على مواصلة العمل السياسي لانقاذ لبنان من مربع التبعية للقوى الاستعمارية الموصولة بالعدو اليهودي، ونرى بأن اقصر الطرق لهذا الانقاذ، تبدأ بوأد النظام الطائفي بكل معادلاته وارتباطاته، وبقيام دولة المواطنة العادلة والقوية والقادرة”.
وشدد على أن “الممر الاجباري لبلوغ هدف قيام الدولة القوية القادرة، هو عن طريق حماية عناصر قوة لبنان، والتمسك بثوابت الانتماء وبتعزيز العلاقات بين لبنان والشام وفق ما نصّ عليه اتفاق الطائف، لكن ما نشهده في لبنان، تنكرٌ من قبل البعض لهذه الأولويات والثوابت، تحت عباءة النظام الطائفي وبدعة “توازناته”، وهذا خطر جسيم يبقي البلد غارقاً في أزماته البنيوية، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية”.
ورأى أن “الذين يريدون نزع سلاح المقاومة، لا يريدون قيام الدولة. والذين يرفضون معادلة الشعب والجيش والمقاومة لا يريدون بناء الدولة، والذين يقفون مع محور الحرب على سورية، يتنكرون لدستور طالطائف” الذي نصّ على العلاقات المميزة مع الشام، والذين يرفعون شعارات النأي والحياد إنما يتنازلون عن حق لبنان في تحرير ما تبقى محتلاً من أرضه، وهؤلاء جميعاً بارتباطاتهم والأجندات التي ينفذونها، مسؤولون عن ابقاء البلد في مآزقه وأزماته، بهدف اعادته الى مربع الضعف والهوان”، داعياً الى “التخلي عن كل الرهانات التي لا تتطابق مع هوية لبنان وانتمائه، والانخراط في مشروع قيام الدولة فعلاً لا قولاً، على القواعد التي تحرر البلد من اسر نظامه الطائفي ولبلوغ دولة المواطنة”.
وأشار إلى أن “لبنان يواجه تحديات اقتصادية ومعيشية وبيئية، وعلى كل الصعد، والمطلوب وضع سياسات شفافة لمواجهة هذه التحديات، فليس بسياسة الإقتراض وحدها يخرج لبنان من أوضاعه الاقتصادية الصعبة، بل من خلال برنامج انقاذي متكامل، يبني الاقتصاد على قواعد متينة تحقق العدالة الاجتماعية، ويلغي بشكل حاسم كل اشكال الهدر والفساد والسمسرات والصفقات بالتراضي. خصوصاً أن ما نراه في موضوع محاربة الفساد، “اكباش” فداء صغيرة، بينما الحيتان الكبيرة خارج الشبهات”.
وأعلن رفض أية ضرائب جديدة تطال ذوي الدخل المحدود، كما نرفض المس برواتب العسكريين والموظفين، ونجدد التاكيد على ضرورة سدّ عجز الموازنة، من أبواب معروفة، محمية بالمحاصصة والنفوذ.
من جهة ثانية، أشار إلى أن “فلسطين كانت ولا تزال بوصلة صراعنا ضد العدو الصهيوني، على أرض فلسطين منذ ثلاثينيات القرن الماضي وفي لبنان. وفلسطين حاضرة دائما في مسيرة نضالنا، ولذلك نؤكد رفضنا كل التسويات والصفقات والاتفاقيات التي تفرط بحبة تراب واحدة من ارض فلسطين. ونعتبر أن صفقة القرن لتصفية المسألة الفلسطينية تشكل تهديدا وجودياً ومصيرياً لكل شعبنا وأمتنا، وهذه الصفقة لن تمر، مهما كان حجم تآمر بعض العرب على فلسطين والفلسطينيين”.
وجدد “إدانة كل اشكال التطبيع العربي مع العدو الصهيوني”، داعياً الشعوب العربية الى “رفض التطبيع ومواجهة سياسات الانظمة المطبعة، ونحن على ثقة بأن نبض الشعوب العربية نبض كرامة واباء نصرة لفلسطين والمقاومة”.
كما أكد أن “سوريا، بصمودها وثباتها ومواجهتها الارهاب ورعاتهم ومشاريع التقسيم والتفتيت، أثبتت للعالم كله، بأنها القلعة القومية التي على صخور مجدها تتحطم كل المؤامرات، وبأنها الرقم الصعب الذي لا يمكن شطبه، ليس على صعيد المنطقة وحسب بل على الصعيد الدولي، وهذا كله تكرس بفضل القيادة السورية، وبفضل الجيش السوري الباسل الذي قدم اغلى التضحيات، وبتعاون كل القوى التي وقفت الى جانب الجيش في خندق واحد بمواجهة الارهاب، وفي طليعة المقاومين نسور الزوبعة أبطال الحزب السوري القومي الاجتماعي”، معتبراً أن “انتصار سوريا على الارهاب، هو انتصار على كل الدول التي رعت الارهاب ومولته وشاركته في التدمير وارتكاب المجازر الارهابية، لا سيما الولايات المتحدة وحلفائها، وتركيا والكيان الصهيوني وبعض العرب المتأسرلين. ونرى بأن صمود سوريا وانتصارها، شكل ضربة قوية لكل اوهام وأحلام الاستعمار والاحتلال، ولصلافة تركيا الاردوغانية وبعض العرب الذين يتوسلون حماية عروشهم من اميركا وكيان العدو الصهيوني”.
وشدد على أن “الحرب الارهابية على سوريا استهدفت اسقاط القلعة القومية الحاملة لقضية فلسطين والحاضنة للمقاومة، ولالغاء دور سوريا واخضاعها لمشيئة القوى الاستعمارية والصهيونية العالمية”، مؤكداً أننا “ماضون على ما نحن عليه، في مقاومة الارهاب، ومستمرون في عملنا لتحصين الوحدة الداخلية، وفعل كل ما يعزز هذه الوحدة، من خلال دورنا ومشاركتنا الفاعلة في عملية التحصين”
من ناحية أخرى، رأى أن “ما حققه العراق في مواجهة الارهاب ومشاريع الانفصال، شكل دعامة أساسية لتثبيت وحدة العراق، وافشالاً لأهداف المخطط الأميركي ـ الصهيوني الذي اراد لهذا البلد أن يغرق بوحول الفتن الطائفية والمذهبية والاتنية وأن يتشظى بالانقسامات والدويلات”.
واعتبر أن “التحديات الاقتصادية والسياسية الصعبة التي يواجهها الاردن، هي من جراء الضغوط التي تمارسها أميركيا واسرائيل وبعض الدول الخليجية، حيث أن “صفقة القرن” تهدف الى جعل الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين، ما يعني أن هذه الصفقة لا تهدف لتصفية المسألة الفلسطينية وحسب، بل ايضاً لتصفية المسألة الأردنية”، داعياً “ابناء شعبنا في الاردن إلى مواجهة صفقة القرن، والحكومة الاردنية الى التصدي للمشكلات الاقتصادية بسياسات ناجعة، وعدم الرضوخ لكل اشكال الضغوط”.