عقد السيد توفيق سلطان، مؤتمرا صحافيا في دارته في ميناء طرابلس تناول فيه الأوضاع الراهنة وإستهل حديثه قائلا: “كنت قد آليت على نفسي أن لا أعلق على زيارة الوزير جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر الى طرابلس رغم أنني كنت أتوجس خشية من ردود فعل عناصر غير منضبطة، ونحن في طرابلس وضعنا حساس وبالأمس ومنذ حوالى الشهر وقع حادث امني أعاد البلد إلى الوراء رغم أنه حادث فردي، ولكن طرابلس دائما مستهدفة ونحن لدينا تخوف كبير من اي إثارة وان يكون لها ردود فعل في الشارع، ولأن الوزير باسيل في خطابه يستثير عواطف الناس أصبح اختصاصيا في نبش القبور”.
أضاف: “الكل يعلم في الداخل وفي الخارج أن لبنان مر في حرب أهلية جرت فيها مجازر ذهب ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى ودمرت مدنا وقرى، ولكن ما جرى في لبنان جرى ما يماثله في كثير من بلدان العالم ولكن العقل والمنطق والمصلحة الوطنية تقتضي أن نتناسى جراحنا وأن ندفن اعزاءنا وننظر الى مستقبل بلدنا ونعيد اعماره وانماءه”.
وتابع: “قد نكون على خلاف مع التيار الوطني الحر رغم اني لست ضد شعار الاصلاح والتغيير بل هو حلمي، ولكن هل يقوم اليوم التيار الوطني الحر بتنفيذ شعاره، قالوا أن حكومة العهد الأولى تأتي بعد الانتخابات، جرت الانتخابات وعانينا أشهرا طوال في تشكيل حكومة وفاق وطني واستبشرنا خيرا رغم أن الانتخابات جرت في ظل قانون هجين فرض علينا كما فرض على من قبل به ووافق في مجلس النواب هو قانون إنتخابي طائفي بلباس النسبية للتمويه، وعلى كل حال إكتشفوا مساوئه”.
وقال: “أعود الى زيارة الوزير باسيل الى طرابلس، وهو سبق له أن زارها مرارا وهو بالأمس القريب أقام افطارا في طرابلس ومن حقه وحق أي مسؤول أو مواطن أن يجول على الأرض اللبنانية في كل حرية وأن يعبر عن رأيه ضمن اطار القانون بعيدا عن اثارة النعرات ونكء الجراح ونبش القبور”.
وتابع سلطان: “كل مسؤول يقوم بأي مشروع لأي منطقة ليس منة بل هو واجبه وهو من أموال الشعب وبرأيي أن نكء النعرات الطائفية جريمة يعاقب عليها القانون لأنها تهدد السلم الأهلي، ويمكن هذه المسألة تحتاج إلى مجلس عدلي، وإذا دققوا بها، ساعة في الكحالة وساعة إستشهاد الرئيس رشيد كرامي في طرابلس وفي هذا الظرف لماذا؟ وخدمة لأي مشروع؟ وما هو التوجه؟ عندما أنجزوا “إتفاق معراب” الم يكن الرئيس رشيد كرامي إبن طرابلس وزعيمها قد إستشهد؟ طرابلس لها حقوق كثيرة على الدولة، القاصي والداني يعلمها ولن أكررها ولي فيها كلام كثير، لكن أن يقف الوزير باسيل ليمنن أهل طرابلس بأنه رعى مصالحها هنا أتوقف وأسجل للتاريخ كي لا يعتقد أحد أن كلامه فيه ولو جزء بسيط من الحقيقة”.
واردف قائلا: “الوزير باسيل حضر قبيل الانتخابات بمعية دولة الرئيس سعد الحريري ووزير الطاقة ورئيس مجلس ادارة كهرباء لبنان وكهرباء قاديشا لتدشين محول كهربائي استملكت أرضه في عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري يوم كان المهندس مهيب عيتاني رئيسا لمجلس ادارة كهرباء لبنان، فأين دور الوزير باسيل وحزبه في ذلك؟ هل لأنه حضر حفل التدشين أصبح صاحب منة؟ الوزير باسيل قلنا له أكثر من مرة طرابلس منفتحة لكنها ليست مستباحة بداية”.
وتابع: “لقد وضع في المحافظة قاضيا حول مركزالدولة الى مكتب لتياره وألحق به مستشارا وواكبه في جولاته الانتخابية وارتكب من المعاصي والمخالفات ما يندى له الجبين، امتد الى كهرباء قاديشا فعين جماعته من البترون وشكا والكورة بما يقارب أكثر من 60 شخصا منهم عسكري متقاعد وهو شرطي في بلدية البترون عينه في كهرباء قاديشا، أما عن مصفاة طرابلس المتوقفة عن العمل منذ أكثر من أربعة عقود الا من بضع خزانات يوجد فيها 500 موظف، وفيها 3 خزانات للفيول ولو كان هؤلاء ال500 موظف في عمر ال24 يوم أغلقت المصفاة لكانوا اليوم أحيلوا على التقاعد علما أن تعويض نهاية الخدمة لبعض كبار الموظفين اكثر من المليون دولار، وليس هناك من حسيب ولا رقيب، وهذه التوظيفات تمت بدون مجلس خدمة مدنية والمصفاة تابعة لوصاية وزير الطاقة كما حال معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس التابع لوصاية وزير الإقتصاد”.
وقال: “حضر الوزير باسيل مصحوبا بعدد من وزراء ونواب تياره، فيا ليته حضر ومعه وزير البيئة وزار مكب النفايات وأعطانا خطته أو تصوره لازالة هذه الكارثة البيئية عن المدينة، حضر ومعه وزير الدفاع يا ليته زار الملعب الاولمبي الذي فقد معالمه فلا هو ملعب ولا هو ثكنة عسكرية رغم أن طرابلس التي أحبت الجيش مستعدة لفتح بيوتها وعقاراتها لايوائه أما أن يبقى مدخل طرابلس بهذا المنظر المهين، ستائر مخلعة وحديد صدئ فهو يعطي صورة لا نقبل بها لمدخل مدينتنا التي هي عاصمة لبنان الثانية، لا أعتقد أن الوزير باسيل الذي يستملك العقارات في البترون ويرعى البيئة ويرمم الآثار يقبل أن تكون طرابلس في عهد لبنان القوي بهذا الشكل، إنهم يقومون بنقل بعض الآثار من مدينة طرابلس القديمة ويبيعونها، وتجدونها في البترون”.
أضاف: “بقي الموضوع الأساسي الذي هو فضيحة الفضائح بحق طرابلس وهو مشروع “نور الفيحاء” وهذا الموضوع ليس هناك من احد له علاقة به إلا هو شخصيا، هذا المشروع الحيوي الذي تداعى نخبة من أبناء المدينة وجمعوا ربع مليار دولار في هذا الوقت العصيب وتقدموا بطلب تأسيس شركة لتوليد الطاقة لمدينتهم. طلب منهم أن يكون نطاق هذه الشركة نطاق كهرباء قاديشا غيروا الخرائط والدراسات وامتثلوا لمطالب الدولة، وافق مجلس ادارة كهرباء قاديشا على المشروع وكذلك مجلس ادارة كهرباء لبنان الذي نصح بالتعاقد مع الشركة لأنه مشروع حيوي يخدم منطقة كبيرة ولأن كهرباء لبنان يستفيد من الطاقة التي يوفرها لتحويلها الى مناطق أخرى”.
وتابع سلطان: “جرى تحويل الطلب الى وزير الطاقة سيزار ابي خليل الذي أجاب ” شوفوا جبران ” قلنا له مش لح نشوف جبران، ذهب الرئيس نجيب ميقاتي راعي المشروع الى فخامة الرئيس وعرض له الأمر واخذ منه وعدا بأن هذا الأمر سيجري ترتيبه والى اليوم ما يزال المشروع في أدراج الوزارة المهيمن عليها من قبل التيار الوطني الحر”.
وتساءل: “اين اهتمامك يا معالي الوزير بمشاريع طرابلس نحن بانتظار جوابك أما سلبا أو ايجابا واذا كان سلبا نريد تعليلا لرفضك.أنت تذهب الى لوس انجلوس ولاس فيغاس والبرازيل تستجدي توظيفات مالية وتعطي حوافز للمغتربين فكيف بك ترفض مشروع وظف فيه ربع مليار دولار في هذا الوقت العصيب في حين أن دولة مثل المانيا تساهم باعطاء أقل من مئة مليون يورو ضمن قروض سيدر، وأسأل هنا إذا إطلع سفراء الدول الأوروبية المشاركة في سيدر على هذا المشروع ماذا بإمكانهم ان يقولوا؟ هناك رأس مال وطني بشأن مشروع وطني لإنتاج الكهرباء في طرابلس وهناك مسؤولون في لبنان يحاربون هذا المشروع، وبالمناسبة اقول ان طرابلس كانت ولا تزال تنفذ المشاريع من جيبها الخاص لصالح أبنائها ولصالح أبناء المناطق المجاورة وخير دليل على ذلك قضية جر مياه الشفة إلى طرابلس في ثلاثينات القرن المنصرم والذي تكفل ابناء طرابلس بدفع تكاليفه وإستفاد منه ابناء المناطق المجاورة، وشركة كهرباء قاديشا التي أسهم بتأسيسها طرابلسيون وشماليون من رأسمالهم كانت هذه الشركة تغطي بإمتيازها مناطق أخرى غير طرابلس وتبيع الكهرباء إلى سوريا إلى العام 1975، وجئنا اليوم لننتج الكهرباء لنسد حاجة طرابلس ومناطق اخرى في الشمال، فلماذا حضرتك يا معالي الوزير لا تقبل؟ هل لأن ذلك يعطل مشاريعك بخصوص بواخر الكهرباء التي تستفيدون منها، وليس هنا من احد في البلد إلا ويعلم مقدار “الكومسيون” الناتج عن إستئجار البواخر، الشبهة تتلبسهم من فوق إلى تحت، فأين الإصلاح والتأهيل؟ أين الشفافية؟”.
وقال: “أكتفي بهذا الكلام اليوم الذي حرصت أن يكون سريعا بعد خطاب الوزير باسيل لأناشد فخامة الرئيس لحماية عهده وبلده لأنه هو المؤتمن دستوريا على ذلك، وأذكر “حلم معاوية قتل الغلام”، إنه لا يسيىء إلى العهد فقط صهره العزيز، وفي تركيا يسمونه “الداماد” صهر السلطان”.
وردا على سؤال يتعلق بنبش القبور قال سلطان: “إن ذلك يعني نكء الجراح، وهو جريمة يعاقب عليها القانون لأنها تهدد السلم الأهلي، وبرأيي لو ان الدولة واقفة على رجليها وهناك قضاء متحرر وليس مرتهنا من قبل القوى السياسية هذا جريمة تحال إلى المجلس العدلي بكل وضوح، وببساطة هذا الكلام تم ترديده في الكحالة وفي سوق الغرب وفي طرابلس ماذا يسمى هذا؟ اليس هو نبشا للقبور؟ وهذا الكلام ماذا يخدم؟ هل يخدم السلم الأهلي؟ أم الإستقرار الإجتماعي؟ البلد يعاني من القضايا الإقتصادية والإجتماعية والأمنية وتأتي انت إلى طرابلس لتقول مثل هذا الكلام، وداعش يصدر البيانات أنه وراء الحادث الذي حصل في طرابلس منذ اكثر من شهر. ما هذا التزامن؟ هل المطلوب حرب اهلية في البلد؟”.
وسئل ماذا تطلب من فخامة الرئيس؟ أجاب سلطان: “فخامة الرئيس اقسم على الحفاظ على الأمن والإستقرار والدستور، ومن هو جبران باسيل من دون فخامة الرئيس؟ ومن من السياسيين والدول لا يعرف انه مفوض بمسائل خارج إطار وزارته؟ هل هو سوبر وزير؟ يقوم بإستدعاء الثلث المعطل إلى وزارة الخارجية ويعقد هناك إجتماعا ويعطل الحكومة، وفي جلسة الموازنة يعلن ان لديه “بروغرام” ويعطل الجلسة كلها بغيابه، وفي آخر جلسة الموازنة وبعد الإنتهاء من النقاش يفاجىء الجميع ان لديه ملاحظات مدرجة في لائحة، هل يريد بذلك الظهور بمظهر الحاكم؟ نحن ليس لدينا في لبنان حزب حاكم، لدينا نظام برلماني، وليس نظاما رئاسيا، وحتى لو كان كذلك ماذا يفعل الصهر العزيز في اميركا؟ وما هي هذه التصرفات التي يقوم بها؟ هل من المعقول؟ احيانا ينزل إلى المحكمة ويوجه القضاة، وساعة اخرى يستخدم منبر وزارة الدفاع، لوزارة الدفاع هيبتها ومنبرها ليس لتوجيه الشتائم، يمكن للوزراء ان يتحدثوا من بيوتهم ومن وزاراتهم وليس من على منبر وزارة الدفاع”.
برمتها سياسيا واقتصاديا وكيفية التصدي لها في مختلف المجالات.