ألقى وزير التربية اكرم شهيب كلمة خلال احتفال جامعة الحكمة لتخريج دفعة جديدة من طالباتها وطلابها حملة الماستر والإجازات في كلياتها الثماني أقيم في حرم الجامعة في الأشرفية في كلية السياحة وإدارة الفنادق بعد ان حل كضيف شرف، قال فيها: “اليوم تحملون شهادة .. والشهادة ليست مجرد ورقة موقعة ومختومة. إنها عصارة سنوات العمر والجهد، وهي تعبير عن كرامة الجامعة، وعن مسؤولية رئيسها وأساتذتها تجاه الأجيال، كما أنها جواز مرور المتخرجين نحو سوق العمل. لكن في كل الحالات شهادتكم اليوم تحمل اسم دفعة سيادة المطران بولس مطر ولي الحكمة السامي الإحترام، وصاحب الرؤية البعيدة والتجربة المثقلة بالمعاني والقيم والرموز، ما يجعل منها فخرا بالإنجاز، وتطلعا نحو مستقبل واعد، رسمته سنوات من الجهد والمتابعة”.
أضاف: “نحن نأتي من إيمان يقوم على احترام أهل الحكمة ونجد في تكريم سيادة المطران بولس مطر حكمة عميقة ورشيدة فيها الكثير من المسؤولية، كما أننا نجد في إختيار سيادة المطران بولس عبد السائر، الكثير من الحكمة وبعد النظر لكي يكون خير خلف لخير سلف، يقود الطائفة والأبرشية والمؤسسات التابعة لها بكل اندفاع ومحبة وعقل منفتح وقلب يتسع للجميع. لقد حفل تاريخ الحكمة بالشخصيات التي تركت بصمات في التربية، وأسهمت في نجاحها وتألقها. ومن المفيد أن نعرف أن الحكمة التي تأسست في العام 1875 كانت أول معهد للحقوق في الشرق قبل أن تتحول منذ العام 1999 إلى جامعة تضم اليوم 8 كليات، وقد أصر سيادة المطران مطر على بنائها في منطقة فرن الشباك لأن هذه المنطقة تقع على تقاطع مع كل المناطق اللبنانية ويستطيع أبناء لبنان، كل لبنان الوصول إليها. خرجت الحكمة أهم الشخصيات في تاريخ لبنان التشريعي والقضائي والقيادي، وفي هذه المناسبة أود التأكيد على بعض الحقائق التي يجب أن يعرفها الرأي العام، وهي أننا نسعى ونجتهد مع جميع المخلصين، لإعادة الإعتبار إلى الشهادة الجامعية اللبنانية، بعدما أساء عدد من المؤتمنين ومن تجار العلم ودكاكين الشهادات إلى هذه الشهادة، وبات إسم لبنان الجامعي عرضة للضربات. وقد طلبنا من مؤسسة متخصصة تتمتع بمستوى رفيع في إنجاز الإعتماد الأكاديمي لكي تحدد لنا أي جامعة تستحق الإستمرار وأي واحدة يجب أن تقفل، وذلك في إنتظار صدور قانون إنشاء الهيئة الوطنية المستقلة لضمان الجودة”.
وتابع: “التحدي الماثل أمامنا هو في إدراك التغيير الذي فرضه عصر التواصل الرقمي المفتوح، واستشراف المهن والتخصصات التي سوف تزول، لتحل محلها اختصاصات تتلاءم مع عصر التكنولوجيا والتواصل الرقمي. وفي هذا الخضم وفي ميدان التعليم عن بعد الذي يفرض نفسه في العالم ضمن معايير تحفظها الجامعات ويحترمها سوق العمل. أشارت دراسة نشرها المنتدى الإقتصادي الدولي World Economic Forum (WEF) في العام الماضي، انه في السنوات الخمس القادمة ستختفي من سوق العمل بفعل الثورة الرقمية حوالى 175 مليون وظيفة وستنشأ بديلا عنها 155 مليون وظيفة جديدة مرتبطة بالثورة الرقمية هذه إذ نحن الآن في مرحلة الجيل الرابع من هذه الثورة اي مرحلة الذكاء الاصطناعي. السؤال هل الجامعات في لبنان تتحضر لهذه التحديات؟ كنا نتساءل هل سنصل إلى العام 2000 وها نحن في العام 2019 جيلنا كان يقرأ الصحف ويستمع إلى الراديو وهمنا الأكبر كان في حفظ جدول الضرب .. اليوم كل واحد منكم يملك بين يديه مكتبة متجولة (غوغل) ووسيلة إعلام”.
وقال: “أخيرا كلمة بالسياسة. جمعتنا الحكمة، المدرسة الوطنية الجامعة، والأسم على مسمى. هذه المدرسة التي آمنت بمعنى لبنان، البلد القائم على توازنات دقيقة والذي لا يحكم بالغلبة، ويحتاج إلى قامات وطنية تؤمن بالتوافق والحوار وسيلة لمعالجة الاختلافات، وفي هذا المجال، تحية محبة صافية إلى صاحب الغبطة المغفور له البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي كرس مصالحة طوت صفحة أليمة من تاريخ الجبل ولبنان، عملنا معه ومع المؤمنين، ولا زلنا، على حمايتها ورعايتها لتعزيزها وترسيخها، واستعير من كلام غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي قال “إن الجبل بمثابة القلب للجسم الذي هو لبنان، فإذا تعطل القلب، مات الجسم”. عل بعضهم يدرك ويفقه أهمية هذا الكلام، فأحفظوا القلب”.
وختم شهيب: “نهنىء الخريجين، نهنىء الأساتذة والجامعة رئيسا وهيئة إدارية وأكاديمية، والتهنئة موصولة إلى أهل سهروا وانتظروا، كما نهنىء ولي الحكمة سيادة المطران عبدالساتر والمطران الصديق بولس مطر عنوان التلاقي والمحبة”.