زياد الزين
ليبانون_تايمز
على بعد ٢٠ يوما من استحقاق تعتبره كل القوى السياسية على تحالفاتها وتناقضاتها، تكاملها او تناحرها مفصليا ليس في تسجيل النقاط حيث يتم فرز الصناديق واعلان النتائج بل من حيث الأثر والتأثير المباشرين على رسم المشهد السياسي العام للبلد والتداعيات اللاحقة، وتشكيل الهيئات المؤسساتية لناحية اي حكومة يراد تظهيرها ليس فقط على مستوى رئاستها انما ملامسة العناوين ذات الطابع المصيري.
وهناك أسئلة دسمة؛ من يحدد البرنامج السياسي والاقتصادي والتفاوض، مع الجهات الدولية المانحة، أي برنامج اجتماعي انقاذي سيعتمد، اي موازنة هي تلك التي تخرج البلد من نفق الأزمات المظلمة، أعمق من ذلك من هي القوى السياسية التي ستشكل كفة الميزان الراجحة لانتخاب رئيس جديد للبلاد وتفسير واضح غير مبهم لمصطلح “العهد” الذي اقترن مرارا وتكرارا بالعديد من القضايا الكبرى التي بقيت دون قرار؛ أي صفر انتاجية على غرار العديد من التشكيلات الأمنية والقضائية والدبلوماسية والادارية التي اعتمدت فيها مراوغة متقنة في نزع الاوكسجين عن بث روح الحياة في تداولها الذي، يفترض ان يكون سلسا وروتينيا؛ وأخيرا ما هي السياسة الخارجية التي سيتم انتهاجها وموضوعيتها دونما التجلي المطلق او التخلي المسبق على غرار الموقف الأخير الملتبس، اسلوبا ومضمونا، من الحرب الروسية الأوكرانية؛ كما وضرورة عدم الانتقائية في حفظ الدستور ومواده انطلاقا من كيان لبنان العربي وعدوانية كيان وحيد والجرأة بل التجرؤ على تبني برنامج زمني لالغاء الطائفية السياسية المتزامنة مع حفظ حقوق الطوائف.
وفي هذه الزحمة يشتد عصب “والذين جاهدوا فينا” الذين هم مرآة التنمية وقطاف التحرير فلا الهرمل، ولا مدينة الشمس في بعلبك، ولا تعايش المدنية في صور، ولا بحر الساحل الدافئ الذي يعانق سيدة مغدوشة، ولا الريحان المتكامل مع حصانة جزين، ولا مرجعيون المتألقة على اكتاف حدود التحرير، ولا بيروت عاصمة العالم والقرار والعروبة؛ كلها آيات من سحر لن تتقبل مظلومية اسقاطات من غير سلوكيات أهلها ولا انماطا على غير عاداتها وثقافتها الأصيلة، ولا تنكر لمن صنع فيها أروع لوحات الفن والذوق انماء وتربية ونور ورحاب للعبور.
من يراقب ماكينات هذه الحركة السياسية يستشعر قمة العفوية والمرونة؛ فلا جهد استثنائي يتطلبها للتعامل مع جمهورها، هو انفاس رئة ٣١ آب، يجدد البيعة تفضيلا دون فضولية، ثقة مطلقة معمدة بدماء الشهداء. مرة أخرى سيستفيق لبنان على قيامة تيار سياسي لطالما اعترف بكل الآخرين وتفاعل مع كل الخيارات كلهم يجتمعون في عقل راجح، انه رجل كل المراحل.