اعتبر صندوق النقد الدولي أنّ الحرب في أوكرانيا تزيد من “خطر تجزّؤ الاقتصاد العالمي”، محذّراً من أنّ هذا الأمر، وإن كان حدوثه غير متوقّع على المدى القريب، يهدّد بزوال جزء كبير من مكتسبات الازدهار التي تحقّقت على مدى العقود الماضية في كثير من الاقتصادات الناشئة.
وقال بيار-أوليفييه غورينشا، كبير الاقتصاديين المعيّن حديثاً في الصندوق، خلال مؤتمر صحافي إنّ تجزّؤ الاقتصاد العالمي أي التحوّل إلى “عالم متعدد الأقطاب” يضمّ تكتلات دول عديدة هو “خطر جدّي” حتى وإن كان “خطراً على المدى البعيد أكثر منه على المدى القريب”.
وفي تقرير نشره صندوق النقد لمناسبة اجتماعات الربيع، أوضحت المؤسسة المالية الدولية التي تتّخذ مقرّاً في واشنطن أنّ “الحرب تزيد من خطر تجزؤ الاقتصاد العالمي بشكل دائم إلى كتل جغرافية-سياسية لكلّ منها معايير تكنولوجية وأنظمة مدفوعات عبر الحدود وعملات احتياطي خاصة بها”.
وحذّر التقرير من أنّ “هذا “التحوّل الهيكلي” سينشأ عنه تراجع في مستويات الكفاءة على المدى الطويل والمزيد من التقلّبات، فضلاً عن أنّه يفرض تحدّيات كبيرة أمام الإطار القائم على القواعد الذي ساهم في تنظيم العلاقات الدولية والاقتصادية على مدار الخمسة والسبعين عاماً الماضية”.
وفي مؤتمره الصحافي أوضح غورينشا أنّ “هناك أدلّة على أنّ الدول تكون قادرة على تحقيق نموّ أسرع ورفع مستوى المعيشة فيها عندما تستفيد من اندماجها في الاقتصاد العالمي وعندما يمكن ربطها بالعرض العالمي”.
ولفت كبير اقتصاديي الصندوق إلى أنّ هذا الأمر يساهم كثيراً في الحدّ من الفقر.
وحذّر غورينشا من أنّه إذا انقسم العالم “إلى كتل لا تتاجر مع بعضها البعض إلا قليلاً وتستند إلى معايير مختلفة، فسيكون ذلك بمثابة كارثة على الاقتصاد العالمي”.