أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الى ان “البلد بحالة طوارئ قصوى، ورغم أنه ميدان رسائل وصراعات إقليمية دولية إلا أن فكرة الكانتونات تشبه إلى حد بعيد ما يجري اليوم بأوكرانيا، يعني حرب ومشروع خراب، والانتخابات النيابية سقفها لبنان الشراكة الوطنية فقط، لذلك فإن اللعب بألغام السياسة ومحاولة السيطرة على وجهة لبنان وتقديم لبنان بضاعة لهذه الدولة وتلك هذا رابع المستحيلات، كما أن قصة تحرير القرار السياسي وقلب الأغلبية النيابية لتنفيذ أجندة “لبنان الجديد” هذه مشاريع انتحار سياسي وأنصح بعدم اللعب بالنار، وإذا كان لا بدّ من استشارة “عوكر” استشيروها وخالفوها فإن الخير كل الخير فيما يخالف “عوكر”.
وراى قبلان خلال حفل تأبيني في بعلبك أن “تجربة الاميركيين بهذا البلد والعراق وأفغانستان وأوكرانيا تماماً كتجربتها مع متعامليها بفيتنام، تتعامل معكم مثل “حطب المواقد” وتعِدُهُم وتمنّيهم (وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا)”.
ولفت قبلان إلى أن “الناس مأزومة جداً، والبلد منهوب، والكارثة النقدية المعيشية تطحن الناس، والمشروع الأميركي يتعامل مع لبنان على قاعدة: “لا انهيار ولا ازدهار”، ولا يهمّ واشنطن حجم المذابح النقدية والمعيشية، لذلك المطلوب أن نكون حاضرين جداً بساحة المواقف والخيارات السياسية والانتخابية والوطنية، وما يجري اليوم عبارة عن فاتورة عقاب أميركي لسحق البلد والناس، والمطلوب تطهير القرار السياسي من لعبة البضاعة الأميركية، والخيار حماية الشراكة الوطنية والقرار السياسي ولن نقبل للمسيحي إلا ما نقبله للمسلم ومصيرنا واحد وشراكتنا واحدة وكاملة”.
واكد قبلان “اننا لن نقبل أن يبقى لبنان رهينة لعوكر، كما لن نقبل التصويت ببراميل النفط، لأن تجربتنا مع النفط مذابح ومتاريس، وسيعود لبنان عزيزاً كريماً، ومن يزرع الإرادة والممانعة يحصد النصر الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وأكبر ما في لبنان مقاومته، ومن يملك شرف مقاومة لبنان لا تهزمه الشدائد”.