لا يكاد يخلو منزل من الأسبرين الذي يستخدم على نطاق واسع دون وصفة طبية لتخفيف الآلام والتخلص من الصداع والحمى، ولكونه دواء شائعاً بهذا الشكل ينبغي لنا معرفة آثاره الجانبية وتفاعلاته مع الأدوية الأخرى، والحالات التي تستدعي تناوله.. في هذا التقرير ستجد أجوبة لجميع الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول هذا الدواء:
- ما هو الأسبرين؟
الأسبرين هو دواء مضاد للالتهابات يحتوي على الساليسيلات، وهو مركب موجود في النباتات مثل شجرة الصفصاف والآس.
وقد استخدمت هذه النباتات بالفعل لتسكين الآلام منذ قرابة 4 آلاف عام، ومن المعروف أن أبقراط الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد استخدم لحاء الصفصاف لتخفيف الألم والحمى.
- ما هي استخدامات الأسبرين؟
للأسبرين استخدامات عديدة، بما في ذلك تخفيف الألم والتورم، وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمثل هذه الأمراض.
الألم والتورم
يمكن أن يخفف الأسبرين من التورم أو الألم الخفيف إلى المتوسط المرتبط بالعديد من المشاكل الصحية، مثل:
الصداع
نزلات البرد أو الإنفلونزا
تشنجات الحيض
الحالات طويلة الأمد، مثل التهاب المفاصل والصداع النصفي
وفي حالات الألم الشديد قد يوصي الطبيب باستخدام الأسبرين جنباً إلى جنب مع دواء آخر، مثل مسكنات الألم الأفيونية أو مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الأخرى.
منع أمراض القلب والأوعية الدموية
يمكن أن يقلل الاستخدام اليومي لجرعة منخفضة من الأسبرين من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى بعض الأشخاص، مع ملاحظة أنه لا يعتبر آمناً للجميع، ولا يجب استخدامه في مثل هذه الحالات دون وصفة طبية، إذ توصي إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) باستخدام الأسبرين فقط تحت إشراف الطبيب.
يمنع الأسبرين تكون جلطات الدم، وبالتالي قد يكون مفيداً للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
قد يوصي الطبيب بجرعة منخفضة من الأسبرين يومياً للأشخاص الذين يعانون من:
أمراض في القلب أو الأوعية الدموية
ضعف تدفق الدم إلى الدماغ
ارتفاع في نسبة الكوليسترول في الدم
ارتفاع في ضغط الدم
داء السكري
ومع ذلك، بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من هذه المشكلات فإن مخاطر استخدام الأسبرين على المدى الطويل يمكن أن تفوق فوائده بكثير.
وحتى بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من هذه المشاكل الصحية فلا يجب عليهم تناول الأسبرين على المدى الطويل إلا في حالات معينة:
لديهم ما لا يقل عن 10% من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية
ليس لديهم مخاطر عالية للنزيف
متوسط العمر لا يقل عن 10 سنوات
مستعدون لأخذ جرعة يومية منخفضة لمدة 10 سنوات على الأقل
علاج حالات الشريان التاجي
يمكن للأطباء إعطاء الأسبرين فوراً بعد نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو أي حدث قلبي وعائي آخر لمنع المزيد من تكون الجلطات، وفقاً لما ورد في موقع Medical News Today.
يمكن أن يكون الأسبرين أيضاً جزءاً من خطة العلاج للأشخاص الذين عانوا مؤخراً من:
سكتة دماغية صغيرة أو نوبة عابرة
السكتة الدماغية التي تسببها جلطة دموية
استخدامات أخرى
يمكن أن يساعد الأسبرين أيضاً في علاج الألم والتورم المرتبط بالحالات الصحية المزمنة التالية:
الحالات الروماتيزمية، بما في ذلك التهاب المفاصل الروماتويدي وهشاشة العظام وحالات التهاب المفاصل الأخرى
الذئبة الحمامية الجهازية
التهاب حول القلب، والمعروف باسم التهاب التامور
قد يوصي الأطباء بجرعة منخفضة من الأسبرين للأشخاص الذين يعانون من:
تلف الشبكية
مرض السكري لأكثر من 10 سنوات
خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم
أو يتناولون الأدوية الخافضة للضغط
- هل الأسبرين آمن للأطفال؟
لا ينصح الأطباء عادة بتناول الأسبرين لمن تقل أعمارهم عن 18 عاماً.
هذا لأنه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بحالة خطيرة تسمى متلازمة راي، والتي يمكن أن تظهر بعد عدوى فيروسية مثل البرد أو الإنفلونزا أو جدري الماء.
يمكن أن تؤدي متلازمة راي إلى إصابة دماغية دائمة أو قد تؤدي أيضاً إلى الوفاة.
ومع ذلك قد يصف الطبيب الأسبرين للأطفال المصابين بمرض كاواساكي أو لمنع تكون جلطات الدم بعد جراحة القلب، حيث يتم تناوله تحت إشراف الطبيب.
وبالنسبة للأطفال، يوصي الأطباء عادةً بأسيتامينوفين (تايلينول) أو إيبوبروفين (أدفيل) بجرعات مناسبة بدلاً من الأسبرين.
- ما مخاطر الأسبرين واحتياطات تناوله؟
يجب على الأشخاص الذين يعانون من الحالات التالية توخي الحذر بشأن تناول الأسبرين، ويجب ألا يتناولوه إلا إذا أوصى الطبيب بذلك:
اضطرابات النزيف، مثل الهيموفيليا
ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط
القرحة الهضمية أو قرحة المعدة
أمراض الكبد أو الكلى
تحت إشراف الطبيب يمكن للحوامل أو المرضعات تناول جرعة منخفضة من الأسبرين، لكن لا ينصح الأطباء عادةً بجرعات عالية من الأسبرين أثناء الحمل.
يجب على أي شخص لديه حساسية معروفة تجاه الأسبرين أو أي من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الأخرى، مثل الإيبوبروفين، تجنب هذا النوع من الأدوية.
لا يقوم الأطباء بإعطاء الأسبرين أثناء السكتة الدماغية، لأن ليس كل السكتات الدماغية ناتجة عن جلطات الدم. في بعض الحالات قد يؤدي الأسبرين إلى تفاقم السكتة الدماغية.
أيضاً يجب على أي شخص يخضع لعلاج الأسنان أو الجراحة، مهما كانت صغيرة، أن يستشير الطبيب قبل تناول الأسبرين.
- ما هي الأدوية التي يتفاعل معها الأسبرين؟
في بعض الحالات قد تتفاعل أدوية معينة مع بعضها، مشكّلة مزيجاً قد يكون خطيراً، فما هي الأدوية التي تتفاعل مع الأسبرين ولا يجب تناوله معها؟
مسكنات الألم المضادة للالتهابات: تشمل الأمثلة على ذلك كلاً من ديكلوفيناك وإيبوبروفين ونابروكسين. يمكن أن تزيد هذه الأنواع من الأدوية من خطر حدوث نزيف في المعدة إذا تم تناولها مع الأسبرين.
مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية ومضادات الاكتئاب الأخرى: تشمل الأمثلة سيتالوبرام وفلوكستين وباروكستين وفينلافاكسين وسيرترالين. تناول هذه الأدوية مع الأسبرين يمكن أن يزيد من خطر النزيف.
الوارفارين: لا يجب تناول الأسبرين مع مميع الدم هذا، إذ يمكن أن يقلل الأسبرين من تأثيرات الدواء المضادة للتخثر ويزيد من خطر النزيف.
الميثوتريكسات: بالاشتراك مع هذا الدواء، المستخدم في علاج السرطان وبعض أمراض المناعة الذاتية، يمكن للأسبرين أن يجعل تخلص الجسم من الدواء أكثر صعوبة، ما قد يؤدي إلى مستويات سامة من الميثوتريكسات.
- ما هي الآثار الجانبية للأسبرين؟
الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً للأسبرين هي:
تهيج المعدة أو الأمعاء
عسر الهضم
غثيان
الآثار السلبية التالية الأقل شيوعاً:
تفاقم أعراض الربو
التقيؤ
التهاب المعدة
نزيف في المعدة
كدمات
يمكن أن يكون للأسبرين أيضاً آثار جانبية خطيرة جداً، مثل النزيف في المخ أو المعدة أو الفشل الكلوي. وتعتبر السكتة الدماغية النزفية أحد الآثار الجانبية النادرة لجرعة يومية منخفضة من الأسبرين.