بدأت المعلومات المضللة حول اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بالإنتشار منذ البدء باستخدام تلك اللقاحات.
تتم مشاركة الدراسات التي لم يتم التحقق منها والادعاءات غير المؤكدة والبيانات الخارجة عن السياق بانتظام عبر المواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم، ما يغذي الخرافات الخطيرة حول الفيروس واللقاحات.
ونظرا لأن النمسا ستصبح أول دولة في الاتحاد الأوروبي تجعل اللقاحات إلزامية هذا الأسبوع، فقد نظرت وكالة فرانس برس في بعض المعلومات المضللة الشائعة حول اللقاحات:
- الاثار الجانبية: أرقام محرفة-
هناك قلق شائع بشأن اللقاحات المضادة لكوفيد من إمكانية التسبب بأضرار أو حتى الموت لمتلقيها.
تزعم بعض المواقع الإلكترونية الربط بين المخاطر الصحية بتلقي اللقاح. ويقدم بعضها الآخر معلومات يستخدمها الأشخاص بعد ذلك كدليل مزعوم على خطورة اللقاحات.
نظام الإبلاغ عن سلبيات اللقاح في الولايات المتحدة “فيرس” هو قاعدة بيانات تجمع الإبلاغات عن أي ضرر مزعوم ناجم عن تلقي اللقاحات.
الموقع مفتوح للجمهور، ويمكن لأي شخص إرسال إبلاغ. لكن “فيرس” يوضح أنه لا يمكن استخدامه كدليل على أضرار اللقاحات.
وبحسب ما جاء في فيديو تدريبي على الموقع فإن “تقرير +فيرس+ لا يعني بالضرورة أن اللقاح تسبب في مشكلة صحية، فقط لأن الأعراض ظهرت بعد التطعيم”.
إذا ظهر أحد الأعراض بعد التطعيم، فهذا لا يعني بالضرورة أن العارض حدث نتيجة التطعيم، مسألة سببية مقابل التسلسل الزمني.
ويؤكد موقع “فيرس” أن التقارير والإبلاغات “قد تحتوي معلومات غير كاملة، أو غير دقيقة، أو عرضية، أو لا يمكن التحقق منها”.
لكن السياسية الفرنسية مارتين فونير استخدمت بيانات “فيرس” للقول إن 54 طفلا أميركيا لقوا حتفهم نتيجة لقاحات كوفيد.
واستخدمت فونير البيانات لتقول أنه لا ينبغي تطعيم الأطفال الفرنسيين.
من جهتها، قالت الهيئات الطبية الرائدة في الولايات المتحدة وأوروبا إن الآثار الجانبية النادرة يمكن أن تحدث نتيجة لبعض اللقاحات مثل تجلطات الدم أو التهاب عضلة القلب، لكن فوائد تلقي اللقاحات تفوق المخاطر.
- جهاز المناعة والعقم –
الخرافات الطبية الشائعة الأخرى ليس لها دليل علمي ولكنها مستمرة، على سبيل المثال أن اللقاحات يمكن أن تضعف جهاز المناعة أو أن تتسبب بالعقم أو أن تعدل الحمض النووي لدينا.
زعم منشور في كانون أول/ديسمبر من موقع إلكتروني أمريكي أن لقاحات كوفيد تسببت في ما يدعى “متلازمة نقص المناعة المكتسبة من اللقاح”، نقلا عن دراسة.
لكن الدراسة المعنية، التي غطت الآثار المتضائلة للقاحات بمرور الوقت، لم تذكر أي “متلازمة” من هذا القبيل.
وأكد أحد القائمين عليها لوكالة فرانس برس أن المنشور يرقى إلى “معلومات مضللة”.
الادعاءات الصحية الزائفة لا تنتهي عند هذا الحد.
زعم أحد مقاطع الفيديو الذي تم نشرها عام 2020 واستمر تداولها عبر الإنترنت حتى عام 2021 أن “97 بالمئة من متلقي لقاح كورونا سيصابون بالعقم”، نقلا عن “تسريبات من كبريات شركات الصيدلة”.
لكن حتى الآن لم يتم ذكر العقم كأثر جانبي لأي لقاح، سواء اللقاحات المضادة لفيروس كورونا أو أي لقاح آخر.
وقالت كاثرين وايت، أستاذة التوليد وأمراض النساء في كلية الطب بجامعة بوسطن، لوكالة فرانس برس عندما سئلت عن الأمر العام الماضي إنه “لا يوجد لقاح في العالم يمكن أن يسبب العقم”.
كما انتشرت عبر الانترنت مزاعم حول بعض اللقاحات بأنها تغير الحمض النووي.
وهي تتضمن لقاحات “إم آر إن إي” أو “الحمض النووي الرايبوزي المرسال”، والتي تخبر الجسم بإنتاج بروتينات تشبه تلك الموجودة في الفيروس بدلاً من استخدام مكون أو فيروس معدل، كما في لقاح الإنفلونزا مثلا.
وقادت هذه التقنية البعض إلى تصديق ادعاءات كاذبة بأن اللقاحات تتداخل مع جينات الناس.
لكن الجينات تقع في جزء خاص من خلايا الجسم يسمى النواة، ولا يصل هذا النوع من اللقاحات الى هذا الجزء من أجسامنا ما يعني أنه من المستحيل أن تصل المادة إلى حمضنا النووي.
- إحصائيات خارج السياق-
غالبا ما يتم إخراج الإحصائيات المحيطة باللقاحات من سياقها أو يتم تشويهها لإظهار عدم فعالية اللقاحات.
في فرنسا، على سبيل المثال يشير بعض الأشخاص إلى أرقام رسمية تقول إن عدد حالات الإصابة بفيروس كوفيد لدى الأشخاص المُلقحين أكثر من الأشخاص غير الملقحين.
لكن نظرا لأن الجزء الأكبر من سكان فرنسا تلقوا اللقاحات، أكثر من 75 في المائة، ليس من المستغرب أن يصاب أشخاص تلقوا اللقاح.
ومن المعروف أن اللقاحات المضادة لكوفيد تساعد في منع المرض الشديد والوفاة، لكن ليس بالضرورة أن تمنع الفيروس من الانتشار.
وهذا يعني أن الإصابات لا زالت تسجل بين بعض من تلقوا اللقاح، وسيكون هناك المزيد من الإصابات بين الملقحين مع تطعيم عدد أكبر من الناس.
وعلى سبيل المثال، اذا تم تلقيح 100 في المئة من السكان، فإن أي إصابة بالعدوى أو دخول المستشفى سيكون من بين الملقحين.
وذلك ليست انعكاسا لتلقي اللقاحات، ولكنها ظاهرة معروفة جيدا بين الإحصائيين تعرف باسم “مفارقة سيمبسون”.