كثر الحديث مؤخرا عن حادثة “تشيرنوبل” التي وقعت في الاتحاد السوفييتي السابق عام 1986، وخاصة بعد المسلسل الأميركي الذي أثار جدلا واسعا وموجة جديدة من اهتمام المشاهدين.
مفاعل تشيرنوبل الرابع لتوليد الطاقة انفجر بسبب خلل في أحد المولدات التوربينية، أثناء تجربة كانت تجرى عليه وأودت الكارثة فورا بحياة 36 شخصا، وأصابت ألفين في حينها، ثم أجلي ما يزيد عن 100 ألف شخص من المناطق المجاورة، خوفا عليهم من تأثير الإشعاعات التي قتلت المئات في السنوات اللاحقة.
والطاقة النووية تعتبر مستقبل الطاقة الإنتاجية النظيفة ومع ذلك نتج عنها حوداث بشرية كثيرة، نورد إليكم أشهرها:
- حادث جزيرة الثلاثة أميال في الولايات المتحدة
موظف في المحمية الحكومية للإشعاع البيئي يقوم بالمسح الإشعاعي بمنطقة محطة البحوث ماساني، والتي توجد في محيط المحطة النووية تشيرنوبيل.
يعتبر هذا الحادث من أسوأ ما شهدته محطة الطاقة النووية الأميركية حتى الآن، وسجل المرتبة الخامسة على المقياس الدولي للكوارث النووية، وبلغت تكاليف احتوائه نحو مليار دولار.
وقع الحادث في 28 آذار 1979 في جزيرة “الثلاثة أميال” بمقاطعة “دوفين” في ولاية “بنسلفانيا الأميركية، وكانت نتيجة انصهار نووي جزئي في أحد المفاعلات النووية الثلاثة الموجودة في الجزيرة، وجاء الانصهار بعد تعطل أحد صمامات نظام التبريد مما أدى إلى تسرب كميات كبيرة من سائل التبريد النووي.
- اختبار “بانبري” في الولايات المتحدة
في 18 كانون أول 1970 أجرت الولايات المتحدة تجربة نووية تحت الأرض في موقع الاختبارات النووية في ولاية نيفادا، وعلى الرغم من دفن الجهاز على عمق 270 مترا تحت سطح الأرض فقد أدى انفجاره إلى تكون سحابة إشعاعية كبيرة بارتفاع 3 كيلومترات في الهواء، وكان يمكن رؤيتها من مدينة لاس فيغاس على بعد 120 كم من موقع الانفجار، وحملتها الرياح للعديد من الولايات الأميركية الأخرى، وتعرض 86 عاملاً بالموقع للإشعاع، ووفقاً لإحصائيات المعهد القومي الأميركي للأورام أدى الانفجار لانبعاث 80 ألف وحدة من العنصر المشع “اليود 131″.
- حادث المفاعل لوسنس في السويد
أثناء بدء التشغيل في 21 كانون الثاني عام 1969، تعرض المفاعل لحادث بسبب فقدان سائل التبريد، مما أدى إلى انهيار الجزئية الأساسية وتلوث إشعاعي ضخم، كما تسبب في تكثيف الماء ليتشكل على هيئة بعض مكونات وقود سبائك المغنيسيوم أثناء إيقاف التشغيل ما أدى لتآكلهم.
لم يُصب أي من العمال أو السكان بالإشعاع، مع أن الكهف الذي كان يضم المفاعل داخله، كان ملوثا بشكل خطير. وقد تم تطهير الكهف وتفكيك المفاعل خلال السنوات القليلة التي تلَت الحادث، وقُيِّم الحادث بـ5 حسب المقياس الدولي للحوادث النووية.
- حادث ويندسكال في بريطانيا
وقع في المملكة المتحدة في 10 تشرين الأول 1957 ويعتبر أسوأ حادث نووي في تاريخ بريطانيا، حيث وقع الحريق في الوحدة الأولى من منشأة وويندسكال المزدوجة على الساحل الشمالي الغربي لإنكلترا في كمبرلاند، وذلك بسبب ارتفاع درجة حرارة المفاعل النووي التي أدت إلى انفجاره، واستمر الحريق لمدة ثلاثة أيام، وكان هناك إطلاق للتلوث الإشعاعي الذي انتشر في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا، وكان من ضمن المواد المشعة المنبعثة (النظائر المشعة لليود 131) ، التي قد تؤدي إلى سرطان الغدة الدرقية، وتسبب هذا الحادث في إصابة 240 حالة بالسرطان، ولكن لم يتم إجلاء أحد من المنطقة المحيطة، وفي عام 2010 لم تجد دراسة أجريت على العمال الذين يشاركون في عملية التنظيف أية آثار صحية كبيرة على المدى الطويل من مشاركتهم.
- حادثة فوكوشيما في اليابان
وقعت في 11 آذار 2011 عندما تعرضت اليابان لــ”تسونامي” في أعقاب زلزال بقوة 9 ريختر، وأدى إلى انصهار ثلاثة من ستة مفاعلات في محطة “فوكوشيما” النووية، وفي اليوم التالي بدأت كميات كبيرة من المواد المشعة في التسرب، وسجل التسرب المرتبة السابعة على المقياس الدولي للحوادث النووية المدرج من صفر إلى 7 درجات وهي المرة الأولى التي تبلغ فيها حادثة مشابهة تلك المرتبة منذ بداية القرن الماضي. ولم يتم تسجيل أية وفيات نتيجة التعرض المباشر للإشعاع على المدى القصير، وتم إخلاء 300 ألف شخص من المنطقة بعد مصرع أكثر من 15 ألف شخص بسبب الزلزال والتسونامي و1600 شخص آخرين نتيجة عمليات الإخلاء وتداعياتها.