رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أن “البلد اليوم مغلق سياسياً بخلفية مشروع أميركي إقليمي يعمل على خنق البلد، وعلى سحق قدراته الداخلية، وهناك من يجيد خدمة الخارج بأسوأ أساليب داخلية من لعبة مال ودولار وأسواق وكمائن سياسية وقضائية ومالية وغير ذلك، بهدف تمزيق البلد وترويعه، وهذه أكبر جرائم الخيانة الوطنية”.
وخلال خطبة الجمعة، لفت قبلان إلى أن “أسباب تعليق جلسات الحكومة معروفة جدا، والجريمة السياسية تبدأ بالخناجر المسمومة، وليس بالضحية، وطريق فتح البلد سياسيا معروفة جدا، ومن يقبل بوضع السكين على مذبحه هو مجنون. والمطلوب ضمان سياسي، بعيدا عن لعبة المكائد لأن المشكلة بدأت بالسياسة وبها تنتهي”.
وأكد “أننا ندرك جيداً أن واشنطن بشراكة دولية إقليمية تعمل على تجويع الناس وسحق قدرتها على العيش، وهو ما يعاني منه شعب هذا البلد بطريقة لا سابق لها”، مشدداً على أن “أهل هذا البلد أكبر من حرائق المال والدولار وأساليب الحصار، وإذا كانت واشنطن تظن أن الانتصار لمشروعها يمر بهذه الطريقة فهي واهمة”.
ولفت الى أن “لبنان والسعودية واليمن وإيران والعراق وباقي دولنا أهل دين واحد، وأخلاقيات واحدة، والحل بالجسد الواحد، بعيدا عن أفخاخ الفرقة ونار الاختلاف والتمزيق، والصلح السياسي ضرورة دين ودنيا، وبلد وشعوب، لأن المنطقة تحترق، فيما المجموعة الدولية بقيادة واشنطن تلقي الزيت على النار، إمعانا بتمزيق دولنا وشعوبنا، بهدف حرق الأخضر واليابس”.
وأضاف: “أما بخصوص إيران فنقول للطبقة السياسية، خصوصا جماعة عوكر، إياكم والسمسرة السياسية على طريقة شيطنة إيران لصالح واشنطن، لأن أميركا تجيد خيانة حلفائها؛ وهي تنسحب اليوم بطريقة مهزومة جدا من مناطق الاشتباك في المنطقة، فلا تحولوا لبنان ضحية بخسة لصالح الأميركي، الذي يجيد ذبح متعامليه تحت عين الشمس، واسألوا من كان قبلكم”.
وتوجه للشعب اللبناني بالقول: “اصبروا وتجلدوا، واتخذوا القرار الصحيح، لأن الدول الضعيفة لا محل لها من الإعراب في نادي القتلة. ومشكلة لبنان التاريخية، أنه تم إنشاؤه سياسيا لخدمة الدول المهيمنة وليكون تابعا وملعبا وأحيانا هدية بخسة لنادي الذئاب، ولقد دفع لبنان أثمانا باهظة لأنه بلد ضعيف، والآن هو على طريق قطع يد الدول المستكبرة عن سيادته واستقلاله وقدرات وجوده”.
وتابع: “ما نعاني منه اليوم ليس الحصار الأميركي فحسب، بل سماسرة بعض الداخل الذين يعملون للخارج بثمن رخيص. لذلك فإن تطهير الداخل من العمالة الأميركية ضرورة ماسة لإنقاذ لبنان، ويتوقف على الخيار الشعبي السياسي الصحيح، ولم يبق إلا خطوة إرادة وطنية كبيرة لوضع لبنان على سكة الاستقلال والاستقرار. ولذلك ولكل الطيبين من كل الطوائف، نحن لسنا ضعفاء ولا مهزومين، فلا تخافوا ولا تهنوا من التهويل، لأننا نملك من قوة العزيمة والصبر والصدق ما يهزم كل أعداء هذا البلد، والأوراق المستورة أكبر من لعبة بيت العنكبوت التي يقودها فريق دولي إقليمي يعيش قلق قوة لبنان المقاوم”.