بوتيرة بطيئة تسير ماكينة تيار “المستقبل” قبل أشهر من الانتخابات النيابية المقبلة. والسبب هو قرار للرئيس سعد الحريري بعدم خوض الانتخابات. “المستقبليون” ينتظرون عودة زعيمهم إلى بيروت خلال عشرة أيام، كما وعد، لاستطلاع حقيقة موقفه من التوقّف عن العمل السياسي والانصراف إلى العمل التجاري الخاص.
وذكرت صحيفة “الأخبار” أن معلومات تسرّبت عن لقاءات في أبو ظبي جمعت الحريري بمقرّبين منه، خصوصاً عمّته بهية وابنها احمد، أبلغهم خلالها رغبته بالعزوف عن الترشّح، وطلبه “عدم تشكيل لوائح باسم التيار”، مشيراً إلى أن “موقفه من المرشحين ودعمهم والطلب إلى المناصرين التصويت لهم سيصدر في الوقت المناسب”، وكذلك الأمر في ما يتعلق بالموقف من ترشيحات الحلفاء.
في المبدأ، هذه الخطوة غير المسبوقة في مسيرة الحريري منذ عام 2005، تعني خروجاً (ولو موقتاً) من السلطة، من دون التأكّد بعد ما إذا كانَ القرار نهائياً، وسط ترجيحات بأن الحريري “يقوم بمناورة للوصول إلى اتفاق مع الرياض والفوز بتمويل انتخابي يكفي لإعادة إطلاق العمل السياسي والإعلامي الاجتماعي”.
الى ذلك ينقل زوار باريس عن الفرنسيين أن الحريري “بالتفاهم مع نفسه قبلَ التفاهم مع الآخرين، قرّر أن يستريح لفترة”. فضلاً عن أنه “في الفترة المقبلة ستكون له مواقف تصعيدية ضدّ حزب الله، إذ لم يعُد لديه حساب لموقع في السلطة أو ربط نزاع. وسيعتبر نفسه في موقع المعارضة”.