كشفت دراسة حديثة شارك فيها باحثون من 3 دول أوروبية عن آثار كارثية لفيروس كورونا على المخ والأعصاب تستمر لفترة طويلة.
وتوصلت الدراسة إلى وجود صلة بين الإصابة بفيروس كورونا وتلف الأوعية الدموية في الدماغ مما قد يؤدي إلى ضعف الوظيفة الإدراكية ومخاطر طبية خطيرة، مثل السكتة الدماغية، على ما أفاد موقع mako.
الدراسة التي أجريت عبر مسح أدمغة أشخاص ماتوا جراء كورونا وجدت أن الفيروس يمكن أن يقتل خلايا في المخ تسمى “الخلايا البطانية”.
حدد الفحص وجود ما يسمى بالأوعية الخيطية وهي بقايا شعيرات دموية لنفس الخلايا التي اختفت بعد موتها.
وترتبط تلك النتائج بدراسات سابقة وجدت نسبا عالية من ضعف حاسة التذوق أو الشم ونوبات الصرع، والسكتة الدماغية والارتباك بين أولئك الذين مروا بكورونا.
وبحسب الباحثين، قد يكون هذا هو التفسير لكل تلك الأعراض التي يمكن أن تظهر حتى بعد عدة أشهر من المرض.
أجرى الدراسة علماء من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا ووفقا لنتائج الدراسة، قد يكون الضرر قابلا للعكس، وهو ما يمكن أن يتضح عبر إجراء مزيد من البحث.
وقال الباحث فينسينت بيرفوت: “لقد رأينا أنه في الهامستر (نوع من القوارض يشبه الفئران) الذي يطور أشكالا صغيرة من كوفيد-19، أن من المحتمل أن تكون هذه الظاهرة قابلة للعكس، لذلك يمكننا أن نأمل في إمكانية عكسها عند البشر أيضا”.
ويعد ضعف بطانة الأوعية الدموية سمة مميزة لأمراض الدم وغالبا ما يُعتبر حدثا يوحي بتطور تصلب الشرايين.
غالبا ما يتم الكشف عن اختلال وظائف البطانة في المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم.
ويتيح الأداء السليم للبطانة تدفق الدم الطبيعي في الشرايين عن طريق إفراز مواد تسمح للأوعية الدموية بالتمدد، وتمنع تراكم الدهون على جدران الأوعية الدموية، ويمكن أن يؤدي تعطيل تدفق الدم إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.