اشاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال استقباله في قصر بعبدا وزيرة القوات المسلحة الفرنسية السيدة فلورانس بارلي، “بعلاقات الصداقة والتعاون التي تربط بين لبنان وفرنسا”، مؤكداً “الرغبة بتعزيزها في المجالات كافة”، منوهاً خصوصاً بالدعم الذي تقدمه فرنسا للجيش اللبناني وبمشاركتها في القوات الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل”.
وخلال اللقاء الذي حضره عن الجانب الفرنسي السفير برونو فوشيه وعدد من ضباط البحرية الفرنسية، وشارك فيه عن الجانب اللبناني وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي ووزير الدفاع الوطني الياس بو صعب، أكد الرئيس عون على التزام لبنان قرار مجلس الأمن الرقم 1701، لافتاً إلى ان الوضع مستقر على الحدود اللبنانية الجنوبية في وقت تستمر الاتصالات للبدء بمفاوضات لترسيم الحدود البحرية والتي تتولى الولايات المتحدة الأميركية عبر السفير ديفيد ساترفيلد تقريب وجهات النظر بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي لمباشرة التفاوض بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وشدد الرئيس عون على أن لبنان متمسك بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم من دون انتظار الحل السياسي للأزمة السورية، لا سيما وأن القسم الأكبر من سوريا بات مستقراً والتوتر محصور في منطقة لا تشكل سوى 10% من أراضيها. ولفت رئيس الجمهورية الوزيرة الفرنسية إلى أن عمليات إعادة النازحين السوريين الراغبين في العودة من لبنان إلى سوريا مستمرة وبلغ عدد العائدين نحو 300 ألف نازح، لم تتبلغ السطات اللبنانية تعرضهم لأي تضييق أو ضغوط بعد عودتهم. وشدد الرئيس عون في هذا الإطار على قدرة لبنان على التفاوض مباشرة مع السلطات السورية لاستمرار انسياب عودة النازحين، مستغرباً إصرار المجتمع الدولي على عدم المساهمة في هذه العودة، وعدم تجاوب الأمم المتحدة مع طلب لبنان تقديم مساعدات عينية للنازحين العائدين إلى بلادهم وذلك بهدف تشجيعهم على العودة.
وتم خلال اللقاء الحديث عن الاحتفالات التي ستقام لمناسبة مئوية لبنان الكبير والتي تمتد طوال سنة كاملة، وستتضمن فعاليات مشتركة بين الدولتين اللبنانية والفرنسية.
ونقلت بارلي إلى الرئيس عون تحيات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتمنياته له بالتوفيق، مركزة خصوصاً على التعاون القائم بين لبنان وفرنسا في مجالات عدة لاسيما منها التعاون العسكري بين الجيشين اللبناني والفرنسي، مشيرة إلى استعداد بلادها لتعزيز قدرات الجيش اللبناني وفقاً لمداولات مؤتمر “روما 2” الذي عقد العام الماضي.