أشار وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، إلى أن “رسالة سوريا هي أننا نريد من الأمم المتحدة أن تتقيد بميثاقها”، معتبراً أن “خروج الأمم المتحدة عن مبادئ الميثاق سينسيها الهوية التي أُنشئت من أجلها”.
وخلال حديث تلفزيوني، لفت المقداد إلى أنه “لولا وجود روسيا والصين في الأمم المتحدة لكانت الأمم المتحدة انتهت منذ وقت طويل. ونحن عقدنا مع 18 دولة اجتماعاً تحت عنوان “مدافعون عن ميثاق الأمم المتحدة”. ورأى أن “الاجتماع بداية متواضعة لرفع الصوت للحفاظ على المبادئ النبيلة للمنظمة الدولية”.
وأفاد بأن “واشنطن كانت تمارس ضغوطها على المؤسسات الدولية للوصول إلى غاياتها، وهي خسرت الكثير ولم تربح من خلال ابتعادها عن المنظمات الدولية”، موضحاً أنه “إذا كانت واشنطن راغبة بلعب دور ينسجم مع ميثاق الأمم المتحدة، فعليها احترام أسسها”.
وشدد على أن “إدارة الرئيس الأميركي الشابق جو بايدن ما زالت جديدة، وعليها أن تثبت أنها ملتزمة بميثاق الأمم المتحدة”، موضحاً أنه “إذا التزمت واشنطن بالميثاق، فنعتقد أن الكثير من الحروب والضغوط ستنتهي”. وشدد على أن “الولايات المتّحدة هي أكبر منتهك لميثاق الأمم المتحدة ولحقوق الإنسان”.
إلى ذلك، أكد أن “الدولة السورية تحرص على كل مواطن حتى آخر سنتمتر من الحدود السورية”، مشيراً إلى أنه “عندما كانت المجموعات المسلّحة في الغوطة كنا نوصل المساعدات الإنسانية للمواطنين”. وأفاد بأن “واشنطن وحلفائها لجأوا إلى المنافذ الحدودية لتسليم المنظمات الإرهابية المساعدات”.
وأضاف: “أغلقنا ثلاثة معابر ولم يبق إلا معبر باب الهوى، ونأمل أن يصار الى إغلاقه”، لافتاً إلى أن “هناك ما يسمى بالدول المانحة وكلها دول غربية تفرض أقسى حالات الحصار على شعبنا”. موضحاً أن “الحصار الذي فرضته واشنطن على سوريا بدعم دول أوروبية خلق المشاكل الاقتصادية”. وتابع: “لم يكونوا مخلصين في إيصال المساعدات إلى من يستحقها، بل إلى المجموعات المسلّحة”.
كما أفاد بأنه “في المرحلة الماضية، كانت الدول الغربية تمنع أيّ مساعدات لإعادة الإعمار في سوريا، ونأمل اليوم أن نصل الى اتفاق مع الأمم المتحدة حول هذه الجوانب”، مؤكداً أنهم لا يثقون “بنوايا الدول الغربية فهي التي صنعت الإرهاب في سوريا، والتي لا تزال تقدّم الخدمات الإعلامية المجانية لنشاطات التنظيمات الإرهابية”.
ورأى المقداد أن “العقوبات مبدأ لا أخلاقي ولا تنص عليها المواثيق الدولية، وهي أدت الى فرض سياسات غير إنسانية تأثر بها لبنان بشكل أساسي”، لافتاً إلى أن “قانون قيصر يخدم إسرائيل ويخدم محاصرة بلدان سعت وتسعى للحفاظ على سيادتها”. وأعرب عن أمله بأن “تعود الإدارة الأميركية وأن يعود الكونغرس لممارسة العقلانية والواقعية والرشد”، معتبراً أنه “لو لم تكن واشنطن مرغمة على نقل طاقة من مصر والأردن إلى لبنان عبر سوريا لما فعلت ذلك”.
وقدّر لـ “الشعب اللبناني الجهد الذي بذله لتقديم مختلف أنواع المساعدة للمواطنين السوريين، فالمواطن السوري رحل من سوريا إلى لبنان لأن المجموعات الإرهابية أجبرته على ذلك”، مشدداً على أنه “يحق لكل لاجئ أو نازح أو مهجّر سوري أن يعود إلى وطنه، ولكن ما يمنع عودتهم هي الضغوط الاقتصادية التي تمارسها الولايات المتّحدة”.
وقال: “هل يشجع قانون قيصر وتطبيقاته المواطن السوري على العودة الى بلاده؟ بالتأكيد لا”. وأشار إلى أن “الرئيس بشار الأسد أصدر الكثير من المراسيم التي تضمن عودة طوعية لهؤلاء المواطنين”.