خاص ليبانون تايمز
حسن الدّر
ماذا يدور في رأس سيّد القصر ووليّ عهده؟
وأين هما ممّا يعيشه اللّبنانيّون؟
وهل حقًّا نعيش نحن وتيّار العهد في بلد واحد؟!
حرفيًّا، النّاس في مكان وسيّد القصر في مكان آخر، اللّبنانيّون غارقون في الظّلام، ولا أقصد الظّلام النّاتج عن انقطاع الكهرباء، بل الظّلام الدّامس الّذي خيّم على نفوس اللّبنانيين، وأفقدهم كلّ الأمل بوطنهم، وهم يعيشون في واقع أشبه ما يكون بعصور الظّلام الّتي اتّصفت بالانحلال الدّيموغرافيّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ.
ورغم ذلك كلّه، وبعدما بتنا قاب قوسين أو أدنى من اقفال المستشفيات عقب اقفال بعض الأفران والمؤسّسات الخدميّة أبوابها، وبعدما شلّت معظم المؤسّسات الحكوميّة بسبب انقطاع المواد التّشغيليّة، وبعدما وصل التّسرّب إلى المؤسّسات الأمنيّة والعسكريّة، لم يبقَ شيء في لبنان يوحي بالخير، حتّى المؤسّسات التّربويّة مهدّدة بالاقفال التّامّ حضوريًّا وعن بعد!
هذا كلّه وسيّد القصر القويّ يستمتع بممارسة السّاديّة السّياسيّة ورفع السّقوف باسم الحقوق المسيحيّة، ولا يعير انتباهًا لما يجري حوله!
يؤجّل اللّقاء بالرّئيس المكلّف لانشغاله بأمور خاصّة، ثمّ يلتقيه بقلب بارد وأعصاب هادئة، ويضع شروطًا تعجيزيّة على التّأليف، كأنّه معارض شرس لعهد رئيس آخر!
لكن لماذا كلّ هذا التّعنّت والانفصام؟
ليس منطقيًّا أن يكون سيدّ القصر بعيدًا عمّا يجري حوله، فهو رئيس فعليّ للتّيّار البرتقاليّ، ووليّ عهده على تماس مع جمهوره، وكذلك بنات الرّئيس اللّواتي يعملن في الشّأن العام، أقلّه من خلال “مؤسّسة العماد ميشال عون” الّتي أخذت ترخيصًا عام ٢٠١٥ “لنشر فكر العماد في لبنان والعالم”!
المتابع لطروحات سيّد القصر “وفريقه الطّائفيّ” يدرك جيّدًا بأنّ صاحب الفخامة يبحث عن العُقد وليس عن الحلول، فكلّما رُتقت فتقها، وكلّما حلّت عقدة ابتكر أخرى، ليبقي الوضع على ما هو عليه!
فهل يصبّ ذلك في صالحه؟
تقول الحكمة: “لا تحارب من لا يخاف شيئًا يخسره”، هذه الحكمة تنطبق على سيّد القصر، فالّذي خسر حاضره وماضيه ومستقبله لن يتوانى عن تبنّي مقولة شمشمون: “عليّ وعلى أعدائي”، ومن نصح شعبه بالهجرة ووعدهم بجهنّم لن يرفّ له جفن وهو يرى وطنه في قعر سقر!
من هنا فقط نستطيع استيعاب سلوك سيّد القصر وحاشيته، وبلسان وليّ عهده: “اللي بدو يحرقنا بدنا نحرقه”، نفهم أيّ منطق يتحكّم بتلك الزّمرة الحاكمة.
ما بعد ميقاتي، إذا أقدم على الاعتذار، وهو ما يبدو أنّه فاعله، ستمرّ على اللّبنانيين أيّامٌ أكثر ظلمة ممّا هم فيه الآن، وسندخل مرحلة صراع على الدّستور والصّلاحيّات الرّئاسيّة، وقد لا يقبل أحدٌ بقبول تكليف رابع، وحرق اسمه في محرقة العهد.
يدرك سيّد القصر بأنّ مطالبه غير مستطاعة، فلا تسمية الوزراء المسيحيين حقّ له، ولا المناصفة الحكوميّة دستوريّة، ولا الوقت وقت تمسّك بحقيبة دون غيرها.
يحاول سيّد القصر تثبيت قواعد اشتباك سياسيّة متقدّمة، بانتظار نضوج ظروف التّسوية الكبرى، علّه يحصل على شيء منها، ولا يخرج من الحياة السّياسيّة بخفّي حنين!
فماذا سيكتب التّاريخ عن عون وعهده؟
الحاضر يجيب وكذلك المستقبل القريب!