* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
إذا كانت العبرة في التأليف، فإن الإتصالات القائمة بعيدا من الإعلام على مسار التأليف الحكومي، بعد ثلاثة لقاءات حصلت بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، ستستمر في عطلة نهاية الأسبوع، من أجل الوصول الى اللقاء الرابع بعد غد الإثنين في قصر بعبدا، وتكون صورة تشكيلة حكومية بحقائب وأسماء غير مكتملة في شكل تام، يحملها ميقاتي الى عون، بعد مرور أسبوع على تكليفه، وعلى هذه الصورة الأولية يظهر المقتضى.
وبين اليوم والإثنين، يحل غدا الأول من آب- عيد الجيش، “عيد الضمانة الأكيدة للإستقرار والوحدة الوطنية”، بحسب ما ورد في كلمة رئيس الجمهورية العماد عون الى الجيش في عيده.
يحل العيد ولبنان يرزح تحت أعتى الأزمات الإقتصادية والمعيشية والحياتية، وربما السياسية أيضا، حيث لم تتألف حكومة منذ سنة منذ استقالة حكومة الرئيس دياب، بعد انفجار الرابع من آب، انفجار تم تصنيفه عالميا على أنه ثالث أضخم انفجار، وما زال دويه يملأ الكون ويلبد سماء لبنان ويدميه بغالبيته، وجدانا وجراحا وجروحا لدى الذين لديهم إنسانية وإحساس. وما زالت لحظات عصفه التي خطفت مئات الأرواح البريئة لم تبلغ بعد ضمائر عدد كبير من المسؤولين والمعنيين، في وقت ارتفع منسوب المزايدات في التسابق، على اقتراحات رفع الحصانات.
نقديا- ماليا، تخطى سعر صرف الدولار اليوم عتبة ال19 ألف ليرة لبنانية. في أي حال، ولما كانت المحاسبة في كل المجالات متعذرة محليا، فقد أعلن الإتحاد الأوروبي أمس عن إقرار إطار قانوني لنظام عقوبات يستهدف أفرادا وكيانات لبنانية.
ولبنان النازف في عاصمته وفي كل أنحائه، يبدو أنه يفقد ما تبقى من مزاياه الحضارية والبيئية، بفعل إصابة رئته الشمالية والبقاعية الشرقية بنيران الإهمال، ومع احتراق أحراج عكار: القطلبة- القبيات، عودين- عندقت، أكروم وامتدادا الى جرود الهرمل، حيث نجحت طوافات الجيش وعناصر الدفاع المدني وأبناء المنطقة وبمساعدة الاصدقاء بالتخفيف من حدة الحرائق وحصرها بشكل قياسي بإستثناء جوار أكروم، فيما لا تزال الجهود حتى الآن مستمرة، وكذلك هي الحسرة، على احتراق أربعة ملايين شجرة.
في المنطقة أيضا، اندلعت حرائق كبيرة في تركيا. وفي المنطقة أيضا، يستمر تشابك الملفات، من اليمن الى التفاوض النووي الايراني- الأميركي، وصولا الى الأزمة في تونس والوضع وفي ليبيا.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
غدا الأول من آب عيد الجيش اللبناني، يحل هذه المرة فيما يغرق الوطن الصغير في أتون أزمة قاسية تعصف باللبنانيين، والعسكريون من ضمنهم.
في العيد، ألف تحية ووردة للجيش الضمانة الأكيدة للإستقرار والوحدة الوطنية، وهو الحائز على ثقة كل اللبنانيين في الزمن الصعب كما في كل حين.
في عيد هذه المؤسسة الوطنية الجامعة، دعوة من الرئيس نبيه بري إلى القوى السياسية والجماعات والأفراد “للاقتداء بمناقبية الجيش والتضحية من أجل الوطن وليس التضحية بالوطن من أجل مصالح شخصية وفردية ضيقة”. وفي موقف الرئيس بري تكرار لمقولته: “من لا يفهم لغة جيشه لن يفهم لغة وطنه”.
في اللغة الحكومية، ترقب للاجتماع الرابع بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي بعد غد الإثنين. في الإجتماع المرتقب يفترض أن يقدم ميقاتي رسما تشبيهيا حكوميا أوليا، بعد حسم التوزيع الطائفي للحقائب، ثم إنجاز البحث بالأسماء.
أما في الشأن المتصل بانفجار مرفأ بيروت، فبرزت معلومات عن احتمال استماع المحقق العدلي إلى الرئيس ميشال عون قريبا.
وعلى خط مواز، تواصل كتلة “تيار المستقبل” جولتها على القوى السياسية والنيابية لعرض اقتراح الرفع الشامل للحصانات، وسط تأييد واسع له كونه المدخل الحقيقي لتحقيق العدالة.
على المستوى المعيشي والخدماتي، لا داعي لتكرار عناوين المآسي الممتدة من لهيب الأسعار إلى أزمات المحروقات والأدوية وغيرها. بهذه اللائحة التحقت اليوم مؤسسة الكهرباء التي حذرت من الدخول في مرحلة الخطر، وصولا إلى الوقوع في الإنقطاع العام في إنتاج الطاقة الكهربائية.
انقطاع كهرباء الدولة الذي بشرت به مؤسستها، مضافا إلى توقف المولدات الخاصة بسبب فقدان المازوت، يلقي بالمواطن في أتون العتمة الشاملة… فتصوروا أي مصير اسود أمام اللبنانيين!!.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
تغلبت عقارب الاحتكار على العقرب الذي نال من زهراء طليس من بلدة بريتال البقاعية، فكان سمهم أكثر فتكا بعد أن حجبوا الدواء عن إبنة التسع سنوات التي قاومت لسعة عقرب لثلاثة أيام، فحرموا أهلها منها وهم المحرومون أصلا من كل شيء، وكانوا يواسون أنفسهم بضحكة ابنتهم التي قضت بقرار وإصرار محتكري الدواء.
جريمة تضاف الى سجل الجرائم الطويل الذي يرتكب بحق اللبنانيين، من العتمة المفروضة الى صفيحة المازوت او البنزين المسروقة، وكل ما يحتاجه اللبناني الذي حوله أصحاب القلوب والعقول السوداء الى سوقهم السوداء التي يتحكمون فيها بأعصاب، بل بأرواح الناس.
هي جريمة لن تتحرك لها النيابات العامة ولا الأجهزة المختصة، فقد يكون بعض هؤلاء كما بعض السياسيين شريكا أيضا لأهل الاحتكار المختصين بقتل زهراء وأمثالها من آلاف اللبنانيين.
أما جريمة نهب أموال اللبنانيين فهي واضحة وبكل دليل، اقترفتها البنوك والمصرف المركزي وطبقة سياسية نهبت وهدرت وفسدت على مدى عقود، كما قال رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين، الذي نبه من يظن أن حل المشكلة الاقتصادية في لبنان يتطلب تنازلا سياسيا لمصلحة العدو، مؤكدا أن “التنازل هذا سيدفع الى مزيد من المعاناة الاقتصادية والمالية، والى مزيد من الضغوط”.
ولمواجهة العدو والحفاظ على الوطن ووحدته كانت دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللبنانيين في عيد الجيش “الى الالتفاف حول جيشهم، الذي بالرغم من الظروف الاقتصادية والمالية القاسية، ما زال الضمانة الأكيدة للاستقرار والوحدة الوطنية، وحامي الحريات واسس الدولة الديمقراطية التي نص عليها الدستور”.
فيما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الجميع الى “الإقتداء بمناقبية الجيش وإلى البذل والتضحية من أجل الوطن وليس التضحية بالوطن، من أجل مصالح شخصية وفردية ضيقة”.
ومع كل هذا الضيق، بقي أمل رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بالجيش كمؤسسة وطنية جامعة “لا تعطل دورها الحسابات المذهبية والطائفية والحزبية والشخصية”، فيما تمنى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي أن “يبقى الجيش صامدا وشامخا كأرز الوطن”.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
هذا يقول: الحكومة قريبة. وذاك يرد: الحكومة بعيدة. الأول يعطي أسبابا تبدأ في واشنطن، وتمر بباريس وطهران والرياض وغيرها من العواصم. والثاني يعطي أسبابا مضادة، لكنها تبدأ أيضا في واشنطن، وتمر أيضا ببارس وطهران والرياض وغيرها من العواصم.
غير أن الحقيقة لا يملكها لا الأول المتفائل ولا الثاني المتشائم، وهي وإن كانت تتأثر بكل العواصم المذكورة، غير أنها في المحصلة ستصل الى بيروت عاصمة لبنان.
وفي لبنان، قرار تشكيل الحكومة مرتبط بتوقيعين: توقيع رئيس الجمهورية وتوقيع رئيس الحكومة، وبنيل الحكومة الجديدة ثقة مجلس النواب خلال ثلاثين يوما بعد التشكيل. وفي لبنان، دستور لا مزاج، وميثاق لا آحادية، ومعايير موحدة لا ازدواجية.
وفي لبنان، مواطنات ومواطنون تواقون الى حكومة إصلاحية، تحمل مشروعا واضحا محددا في الخطوط العريضة والمهل، حتى لا نكون امام مرحلة جديدة من التسويف والمماطلة والهرب الى الأمام، بدل مواجهة المشكلات بهدف الحل.
لكن في لبنان أيضا، شعب هاله أن يعمد بعض ممثليه المفترضين الى ابتداع عريضة غريبة عجيبة بهدف الالتفاف على تحقيقات المحقق العدلي في انفجار المرفأ، تماما كما أسف لطروحات أخرى تصب في الإطار عينه، متعمدة تسييس الملف.
غير أن هذا الشعب نفسه تابع بأم العين كيف أن رئيس البلاد، الذي يمنع الدستور اي ملاحقة بحقه إلا في حالتي الخيانة العظمى وخرق الدستور، بادر من تلقاء نفسه الى إبداء الاستعداد للادلاء بإفادته أمام المحقق العدلي.
فإذا كان رأس الدولة ورمز وحدتها يعلن بشكل طبيعي احترامه للقضاء، فأي مسؤول آخر في الدولة اللبنانية يحق له أن يتملص من المثول أمام القاضي خدمة للعدالة؟.
هذا هو السؤال المحوري في الرابع من آب هذا العام، علما أن السؤال حول مصير الحكومة لا إجابة عليه قبل اللقاء المقبل بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف الاثنين، مع الإشارة الى أن الهيئة السياسية في “التيار الوطني” أعربت اليوم عن الأمل في ولادة الحكومة قبل 4 آب، علما أن رئيس التيار جبران باسيل كان شدد في مقابلته التلفزيونية الأخيرة على أن من ناحية التيار لا سبب بعد يحول دون انجاز التأليف.
******************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
يا أركان المنظومة، لا تحسبوا أن كثافة الاهتمام الدولي بلبنان، من تقرير الFBI حول نيترات المرفأ، إلى العقوبات الأوروبية على المسؤولين اللبنانيين الفاسدين والمقصرين، والذي حظي إطارها التنفيذي بإجماع الإتحاد، إلى تأييد واشنطن الخطوة واستعدادها للمؤازرة، وصولا إلى مؤتمر باريس لدعم لبنان، والذي تعمدت الإدارة الفرنسية عقده بالتزامن مع الذكرى الأولى لبركان الرابع من آب.
لا تحسبوا يا أهل المنظومة، أن في الأمر مؤامرة كونية عليكم، بل إقرأوه بغرائزكم المسنونة، ومن زوايا مصالحكم التي تعلو كل مصلحة، لأنكم في حسن قراءتكم إياه تكونوا اشتريتم لأنفسكم عمرا مستقطعا ثمينا في السلطة. وإن قرأتموه بعين متعجرفة متعالية تكونوا أفسدتم هذه الفرصة.
فالدعوات الدولية إلى تغيير السلوك والجنوح نحو الإصلاح ومحاربة الفساد وعدم تسليم مقدرات الأمن القومي والسيادة للدويلة، وعدم ضرب مقومات لبنان الإقتصادية والمالية وصولا الى اغتيال رسالته وعلة وجوده، هذه الدعوة تبطن قبولا مرحليا بكم في ظل عدم توفر البديل الجاهز الذي يتولى دفة البلاد، أقله حتى موعد الإنتخابات النيابية.
علما بأن المجتمع الدولي نفسه أفهمكم، أنه بات جاهزا للتحرك لمعاقبتكم وعزلكم ورذلكم، كما بات جاهزا للتعاطي مع المجتمع المدني والقوى الثورية الناشطة للتغيير، وإن من زاوية تمهيدية تبدأ أوليا ومرحليا بالتحاور معها قانونيا ودبلوماسيا بصفتها القوى البديلة، وإنسانيا من خلال تسليمها الإشراف على المساعدات الإنسانية التي سيخصصها، لمنع سقوط اللبنانيين فرائس المجاعة والمرض والموت.
والى أهل المنظومة أيضا وأيضا، لا تحسبوا الغضب الشعبي المتجمع في الصدور، نتيجة إهمالكم المتمادي لأمور الناس من أبسطها الى أكثرها تعقيدا، وقد أذقتموهم أبشع أنواع الذل والجوع والعوز والقهر، لا تحسبوا هذا الغضب مؤامرة تحركها السفارات لضرب إنجازاتكم العظيمة، وانتبهوا جيدا الى كيفية قراءة ما يحصل، فهو ليس ابن ساعته، وقد تلقيتم من الناس ملايين رسائل الغضب والدعوات المحقة الى التصحيح.
والأغرب أن ما هو مطلوب منكم واضح وبسيط: حققوا العدالة في قضية المرفأ، اتركوا المحقق العدلي يعمل، وشكلوا حكومة ترضي الناس والمجتمع الدولي، فهل هذا كثير؟. طبعا لا.
أخيرا إحذروا كوكتيل القهر الشعبي الذي صبت روافده في العنبر رقم 12، الذي سيتفجر بعد أيام في الرابع من آب، ولا تعتبروا أن انصياعكم الكلامي والمتأخر للعدالة، وقبولكم المثول أمام القاضي بيطار سيبقى من دون متابعة لصيقة من الناس.
على أرض الواقع، الإثنين ستجيب السلطة إن كانت تلقت إيجابا الرسالتين الداخلية والدولية، والجواب منتظر من اللقاء المفصلي بين الرئيس عون والرئيس ميقاتي الإثنين: تشكيل أو لا تشكيل. فالناس سئمت تناتش الحقائب على سطح سفينة الوطن الغارق ولن تسكت ولن تسامح.
وسط هذه العبثيات القاتلة حل عيد الجيش، وانهالت عليه خطب الرياء ورسائل الدجل ممن جوع ضباطه وجنوده وممن حمله تبعات فجوره السياسي وإخفاقاته في إدارة الخير العام، وجعله في مواجهة ناسه وأهله، وممن ينتزع منه حقه الحصري بالدفاع عن السيادة. يا أركان المنظومة، هدية واحدة يطلبها الجيش منكم، اصمتوا وارحلوا.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
لن تشكل حكومة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي قبل الرابع من آب، فالاتفاق بينه وبين رئيس الجمهورية لم يحصل في موضوع الحقائب السيادية الأربع، أي المالية والخارجية والدفاع والداخلية، علما أن أم المعارك ليست الداخلية فقط، إنما تمسك ثنائي “أمل”- “حزب الله” بحقيبة المالية، ما يعيق المداورة المفترضة بهذه الحقائب.
الاثنين المقبل، يفترض أن تبحث الحلول والبدائل في بعبدا، والفرق في عملية التأليف بين هذه الحكومة وحكومة الرئيس الحريري، هو التعامل بين ميشال عون ونجيب ميقاتي.
فرئيس الجمهورية أبوابه مفتوحة ويريد الوصول الى حل، وميقاتي يلاقيه في تدوير الزوايا، لأن الاثنين يتهيبان فشل التأليف الذي قد يشعل أزمة، يرفضها ليس فقط الداخل اللبناني إنما كذلك دول العالم.
ففي الأيام القليلة الماضية، أبلغ سفراء دول الغرب المعنيين، بضرورة الإسراع في التأليف، لان ترف الوقت غير متوفر، ولأن سقوط البلاد في مطبات أمنية وربما اهتزازات خطر مرفوض.
الغرب إذا، لا يريد سقوط لبنان وفرنسا رأس حربة في تعبيد طريق الحكومة، فهي تريد انجاح مبادرتها، وقد نالت موافقة أميركية عليها، ويبدو أن تفعيل ديبلوماسيتها، لا سيما بعد لقاء وزير خارجيتها جان ايف لودريان نظيره السعودي فيصل بن فرحان الأخير، أدى الى اقناع المملكة العربية السعودية، ولأول مرة، بحضور مؤتمر مساعدة لبنان المقرر عقده في الرابع من آب، عبر تقنية الزوم وظهرا بتوقيت باريس.
حتى الساعة، علمت الLBCI، أن الرياض أكدت الحضور، وفيما لم يعرف مستوى تمثيلها، علم أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيحضر المؤتمر أيضا.
حضور المملكة ليس تفصيلا، لا بل هو مؤشر شديد الأهمية، فالرياض رفضت منذ الرابع من آب 2020 على الأقل، المشاركة في أي مؤتمر يخص لبنان.
وإذا التقط اللبنانيون، وعلى رأسهم الرئيس ميقاتي، الذي تردد انه سيحضر المؤتمر الإشارة السعودية، ممكن ان نكون أمام فتح كوة في الحائط الحكومي، لا سيما اذا عرف الرئيس ميقاتي وعلى الأكيد بمساعدة الفرنسيين، أسس وشروط وسبل إقناع السعودية، باستعادة دورها في لبنان، من دون أن يخسر ثقة من منحه الثقة أصلا في الداخل، اي ثنائي “أمل”- “حزب الله”.
على هذه الأسس، تدخل البلاد في اسبوع أليم. فأيام قليلة تفصلنا عن 4 آب، عن لحظة تفجير الضمير التي قتلت أحباء ودمرت، ليس فقط بيروت، إنما قلوب كل اللبنانيين.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
في بلاد كثرت فيها العقارب وتراكمت المصائب، قضت زهراء بلدغة من عقرب ولدغات من إهمال، انتظرت خلالها إبنة الأعوام التسعة دواء مضادا للسم وصل بعد فوات الأوان، وكفى الله العائلة المفجوعة بيان تعزية من وزارة الصحة.
أما العقارب السياسية فترياقها منها وفيها، وقد استراحت على وضعها واتخذت فسحة تأمل من الخميس إلى الاثنين، موعد اللقاء الرابع في بعبدا لبحث المقتضى في السيادة على الحقائب.
رئيس الجمهورية وعد باستغلال كل دقيقة في سبيل السير على أوتوستراد التأليف السريع، لكن اللقاءات الثلاثة جرت رابعا وفرملت سرعة إنجاز الحكومة خمسة أيام، وأجلت بحث الحقائب الخلافية الى مطلع الأسبوع وما لم يرتض به عون للحريري لن يقدمه على طبق من تسهيل لميقاتي والمرحلة المقبلة ستكون متممة لأشهر النكد التسعة بذرائع تعطيل جديدة طوب من خلالها رئيس الجمهورية وزارة المال للرئيس نبيه بري، في مقابل الحصول على وزارة الداخلية.
تفوقت أرانب قصر بعبدا على أرانب عين التينة الشهيرة، وتكشفت خيوط المساومة بين عون وميقاتي وفي كواليس التكليف وفق الصحافي جوني منير: هناك اتفاق جرى توقيعه بين الطرفين، تنص مواده على “قبول ميقاتي التكليف بعد اعتذار الحريري، في مقابل كف يد الملاحقة القضائية عن ملف قروض الإسكان”.
التسوية هذه باءت بالفشل، لكن التدخل في القضاء لم يسقط بمرور الزمن. فرئيس الجمهورية أبلغ القاضي غسان عويدات بعد سنة على الانفجار استعداده للإدلاء بإفادته في ملف انفجار المرفأ، على أن تتحقق العدالة لدى القضاء المختص أي “بالعربي المشبرح” أمام مجلس محاكمة الرؤساء والوزراء الموؤود في مهده منذ تأسيسه، وكان التاريخ سيسجل لعون موقفه لو أبدى استعداده لرفع الحصانة عن نفسه، تمهيدا لرفعها عن كل مسؤول.
لكن عون وضع خطا أحمر تحت القضاء المختص، وحصن الحصانات بإشارة ممنوع التجاوز. أولياء البلد يسيرون أحوالهم ويتلاعبون بالوقت المتبقي، على مسافة أيام قليلة من جريمة المرفأ ووعد الأيام الخمسة لمعرفة أسباب ومسببي الكارثة بلغ عامه الأول، ومؤسسات البلد تنهار واحدة تلو أخرى، وكل ما في هذا الوطن قتل ممنهج لأبسط مقومات العيش من كهرباء وغذاء ودواء، انضمت إليها اليوم خدمة الإنترنت المقطوع عن مدينة بيروت وضواحيها.
كنا لنقول إننا نعيش في شريعة الغاب، لكن حتى غابات لبنان أتت النيران على أخضرها واليابس فيها، باعتراف مدير العمليات في الدفاع المدني بأن الحرائق في لبنان مفتعلة وأنها من صنع الإنسان، فأي محمي ينتمي إلى المحميات السياسية أشعل الحرائق في المحميات الطبيعية؟.
قد لا يعثر على الفاعل، ولكن المسبب بهذه الجريمة معروف الإقامة وهو مرسوم حراس الأحراج النائم في أدراج بعبدا، الذي رفض رئيس الجمهورية توقيعه لغلبة طائفة على أخرى. وليحترق البلد، ولن تأخذوا توقيعي.
===============================