افتتحت مؤسسات “أمل” التربوية “البطولة الوطنية للروبوت الافتراضي”، بمشاركة 53 فريقا من مختلف المدارس والاندية من المناطق كافة، ويعمل التلامذة على تصميم روبوت افتراضي وبرمجته عن بعد، من خلال منصة Gearsbot العالمية دون الحاجة لشراء معدات او تكبد اي اعباء مادية.
وخلال الافتتاح القى المدير العام للمؤسسات الدكتور بلال زين الدين كلمة قال فيها: “في وطن يئن من جراحاته حيث تعصف فيه الأزمات من كل ناحية أزمة صحية تلقي بثقلها على كاهل الدولة من جهة وعلى كاهل المؤسسات الخاصة التي تصارع بمفردها من جهة أخرى، أزمات اقتصادية عدة ومتشعبة ترهق الوطن والمواطنين، الذين أصبحوا يعانون فقدان المواد الغذائية والكهرباء والماء والدواء وأبسط مقومات العيش والصمود والبقاء، أزمة سياسية لم يشهدها لبنان من قبل في ظل تعنت يطيح بالوطن إلى حيث لا رجعة ولا من يأبه لذلك، ولا من يتنازل عن مكسب”.
وأضاف: “في ظل الأزمات التي لا يقوى بلد على تحملها، تأتي هذه البطولة التي تنظمها مؤسساتنا متحدية كل الظروف والأزمات لتقول للعالم أنه لا مكان لليأس في نفوسنا، ولا يمكن لأحد أن يقتل فينا الابداع، وإن أجيالنا الخلاقة والمبدعة والمتألقة بفكرها وعملها لن تتوانى عن رفع راياتها دائما في ميادين العلم والتطور والإبداع، وأن البطولات اللبنانية والعربية والدولية التي حصدناها سابقا سنستثمرها الآن وغدا وسنبدع من جديد لنرفع رايات التميز والتفوق العلمي والتكنولوجي في ميادين التربية والتعليم والتطور والإبداع”.
وتابع زين الدين: “بناء عليه كانت هذه البطولة، التي تعتبر الأولى من نوعها في لبنان والعالم العربي، حيث التصميم و برمجة الروبوت افتراضيا، دون تكبد الاهل والمدارس أي أعباء مادية في ظل هذه الظروف الصعبة. فكرة البطولة انطلقت من رؤية مؤسساتنا لضرورة مواكبة تكنولوجيا العصر الذي يتقدم بخطى سريعة، وعملا بكلام دولة الرئيس نبيه بري الذي يقول: إن وطنا لا يرتكز على نظام تربوي عصري وبناء علاقة متكاملة بين التعليم والتكنولوجيا وتنمية الموارد البشرية في عملية دائمة ومستمرة سيكون حتما بلد الخراب”.
ولفت زين الدين الى أن “الشباب اللبناني مبدع وقد أثبت هذا التفوق والإبداع في نيله المراتب الأولى في مختلف المباريات العلمية، واليوم نجد هذا الاهتمام الرائع وهذه المشاركة المباركة من مدارس بيروت والبقاع والشمال والجنوب ليقدموا لنا ما انتجته عقولهم من أفكار ترجمت عمليا في ميدان البرمجة والتصميم لتكون خطوة في مسيرة التطور والتألق القادم على المستويات كافة”.
في السياق قال ممثل الجمعية العربية للروبوت والذكاء الاصطناعي غازي مطاوع: “أهمية هذه المسابقة اليوم أنها تأتي استكمالا لمسيرة الروبوت في لبنان والتي أطلقت عام 2010، واستطعنا عبرها أن نصل بلبنان إلى العالمية بفوز فرقنا ببطولة العالم وبطولات دولية كبرى بجهود فردية ومن دون أي رعاية أو دعم رسمي لشبابنا من المولجين مواقع المسؤولية الوطنية الرسمية، كما كان لنا شرف تنظيم بطولة دولية صنفت من بين الأفضل لعام 2019”.
وأضاف: “ما تحقق من إنجازات كما البطولات الخاصة بالروبوت تكتسب أهميتها بالنسبة إلينا كلبنانيين بنقطتين: أثبتت تميز الشباب اللبناني وقدرته على مجاراة العصر، وتحقيق الإنجاز في الميدان التكنولوجي الذي يشكل اليوم المجال الأول في العالم للإستمثار كما إنقاذ العالم مما هو فيه، وهذا يثبت صدق تقديراتنا والتي كانت مؤسسات أمل التربوية من أوائل المنخرطين فيها. أعطت شبابنا فرصة الإندماج والتلاقي والتفاعل والحوار وتبادل الخبرة، وكسرت حلقة الإنغلاق المناطقي والمذهبي والطائفي والسياسي فصهرتهم ضمن بوتقة علمية تؤسس لوحدة وطنية نسعى إليها حرصا على لبنان وبقائه”.
وختم: “أود أن أعلن، في هذا المجال ومن موقع تجربتي الشخصية في إطلاق هذا النشاط على مستوى لبنان، أننا وفي مشاركاتنا الدولية شاءت الظروف أن أترافق في هذه الرحلات بمجموعة من الشباب المنغمسين بشغف في ميدان علوم الروبوت والتكنولوجيا، ومنهم الأستاذ محمد بيروتي، كنا كمجموعة تضم الماروني والسني والشيعي والدرزي، لم نشعر يوما أن أحدنا متميز عن الآخر، وما زلنا حتى اليوم، هدفنا واحد، أملنا واحد هو لبنان وشبابه”.