يتعرّض كل شخص لآلام المعدة من حينٍ إلى آخر، صحيح أنّ ذلك لا يدعو عادةً للقلق، إلّا أنه يمكن أن يكون وجعاً حقيقياً. ولحسن الحظّ، هناك علاجات طبيعية عديدة لهذه المشكلة، ولكن ما أفضلها وأكثرها فاعليّة؟
يمكن أن ترمز أوجاع المعدة لأمور مختلفة ناتجة عن عوامل كثيرة تشمل ارتجاع المريء، والعدوى، والمبالغة في الأكل، والغازات، والنفخة… فضلاً عن أنّ الجسم يختلف من شخص إلى آخر، لذلك يتطلّب الأمر الاستعانة بقليلٍ من العلاجات المختلفة لمعرفة الأنسب له.
وفي ما يلي أفضل العلاجات المنزلية لأوجاع المعدة، إستناداً إلى خبراء موقع «Livestrong»:
– إستنشاق النعناع
يعمل النعناع على إرخاء العضلات الملساء في الجهاز الهضمي، وبالتالي فهو فعّال في علاج التشنّجات المِعوية. ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ هذا التأثير المُهدّئ قد يُفاقم أعراض ارتجاع المريء، لذلك يجب الحذر في حال مُعاناة الحرقة، أو وجع في الصدر، أو صعوبة في البلع، وتكمن أسهل طريقة لاستهلاكه باحتساء شاي النعناع، ولكن يمكن أيضاً استخدام زيت النعناع بمثابة علاج بالروائح.
– اللجوء إلى حمية «BRAT»
إنها تتكوّن من الموز، والأرزّ، وصلصة التفاح، والتوست. تساعد هذه المأكولات على تهدئة أوجاع المعدة لأنها سهلة الهضم، وتُهضم جيداً في حالات الإسهال أو الفيروس المِعوي. يوصي الأطباء عموماً بالتمسّك بهذا الغذاء 3 إلى 7 أيام لتحسين شكل البراز ومنح الجهاز الهضمي فرصة الشفاء من الاضطرابات الهضمية، ولكن بما أنّ هذه الأطعمة منخفضة البروتينات، لا بدّ إذاً من إدخال بعض مصادرها مثل الدجاج، والحبش، والسمك، والبيض، والحرص على شَويها أو سَلقها وليس قليها بالزيت أو الزبدة كي لا يصبح الوضع أسوأ.
– إحتساء شاي الزنجبيل
يعمل الزنجبيل على تهدئة الجهاز العصبي وعضلات المعدة، ويخفض الإسهال، ويعزّز إفراز اللعاب الذي يحتوي على أنزيمات تدعم الهضم. ولقد خلُصت دراسة نُشرت عام 2019 في «Food Science & Nutrition» إلى أنّ استهلاك 1 غ من الزنجبيل قد هَدّأ أعراض الغثيان عند الحوامل، كذلك وجدت دراسة صدرت عام 2012 في «Supportive Care in Cancer» أنّ 0,5 إلى 1 غ من الزنجبيل قد خفّض أعراض الغثيان بشكلٍ ملحوظ عند الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيماوي.
– الاستعانة بعرق السوس
إستُخدم منذ القِدم كعلاجٍ طبيعي لأوجاع المعدة بفضل خصائصه المضادة للأكسدة، والالتهاب، والميكروبات. يمكن تناول مكمّلات عرق السوس أو شراء شاي عرق السوس، أو حتى تحضير هذا المشروب في المنزل من خلال تذويب ملعقتين كبيرتين من مسحوق عرق السوس في كوب من المياه الساخنة، ولكن لا بدّ من استشارة الطبيب أولاً بما أنّ عرق السوس قد رُبط بآثارٍ جانبية جدّية تشمل ارتفاع ضغط الدم، وانخفاض مستويات البوتاسيوم، والولادة المُبكرة.
– تناول مصادر البروبيوتك
أظهرت الأبحاث أنّ تناول المأكولات الغنيّة بالبروبيوتك يُفيد العديد من مشكلات الجهاز الهضمي، مثل تهدئة الإمساك وتفادي الإسهال، وفق «National Center for Complementary and Integrative Health»، وتشمل أهمّ مصادر البروبيوتك اللبن، والكفير، والكومبوتشا، والميزو، والتمبيه.
– ممارسة اليوغا
وجدت دراسة نُشرت عام 2016 في «Clinical Gastroenterology and Hepatology» أنّ اليوغا قد خفضت أعراض الأمعاء والقلق بشكلٍ ملحوظ عند 273 شخصاً يشكون من متلازمة القولون العصبي، كذلك بيّنت دراسة أخرى صدرت عام 2016 في «International Journal of Environmental Research and Public Health» أنّ اليوغا قد قلّلت التشنّجات المِعوية والنفخة عند النساء اللواتي يعانين أعراض ما قبل الحيض.
– شرب الكثير من المياه
يمكن لكوبٍ كبير من المياه أن يشكّل الحلّ البسيط لمشكلات صحّية كثيرة، خصوصاً لعسر الهضم، لأنّ التقيؤ أو الإسهال يُهدّدان الجسم بالجفاف، وأوصَت «National Academies of Sciences, Engineering and Medicine» البالغين بشرب 11 إلى 15 كوباً يومياً.
– تجنّب الكحول والمشروبات الغازية
تقلّل الكحول من ضغط العضلة العاصرة للمريء وتؤخر تفريغ المعدة، ما يرفع ارتجاع المريء، وبسبب ذلك، وبما أنّ الكحول تعزّز أيضاً الجفاف، يُنصح بتفاديها تماماً إلى حين الشعور بحالٍ أفضل.
كذلك يمكن للمشروبات الغازية أن تخفض ضغط العضلة العاصرة للمريء، ما يسمح للحامض بالتدفق للخلف من المعدة إلى الحلق، وقد تزيد أيضاً الغازات والنفخة.
– الإقلاع عن التدخين
يساهم التدخين في إرخاء الضغط السفلي للعضلة العاصرة للمريء، وقد يزيد من محتوى الحامض فيه، ما قد يسبب ألم الحلق ويجعل المعدة في حالة أسوأ.
– حذف منتجات الألبان
وفق «National Institute of Health»، يعاني 65 في المئة من البالغين بعض أشكال العجز عن هضم اللاكتوز، والعديد منهم يجهلون أنهم لا يهضمون منتجات الحليب جيداً، وبما أنه يجب تسهيل الهضم قدر الإمكان أثناء التعرّض لأوجاع المعدة، يُستحسن تفادي الحليب ومشتقاته من 7 إلى 14 يوما، مثل حليب البقر واللبن والبوظة.
– تجنّب الاستلقاء
إنّ الأشخاص الذين يميلون إلى مواجهة آلام المعدة ليلاً عليهم الامتناع عن الاستلقاء أو النوم في غضون 3 ساعات من وجبتهم المسائية، يرجع ذلك إلى أنّ الاستلقاء يرفع احتمال تحرّك حامض المعدة إلى الأعلى والتسبب بالحرقة.