أكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أن “حزب الله والمقاومة وشعبها أحرص على الاسراع في تأليف حكومة تستعيد بناء الدولة ونظامها الاقتصادي والمصرفي، وقدرتها على إثبات الوجود والوقوف في وجه التحديات، وعلى أن تقول رأيها الصريح، وتضحي من أجل هذا الرأي في علاقاتها الدولية وتحالفاتها وخصوماتها ومواجهة عدوها الوحيد في المنطقة، ألا وهو الكيان الصهيوني الغاصب”.
كلام النائب رعد جاء خلال الاحتفال التأبيني الذي أقيم عن روح ضحايا حادث السير المأساوي الذي وقع على اوتوستراد الجيه – صيدا منذ اسبوع، في باحة ملعب مدارس المهدي في بلدة الشرقية (النبطية)، في حضور مسؤول منطقة الجنوب الثانية في حزب الله علي ضعون وفاعليات.
وتوجه في كلمته لجمهور المقاومة بالقول “أنتم أهل الحل، ولستم أهل المشكلة، فأهل المشكلة هم الذين يتخاصمون حتى اللحظة رغم طوابير السيارات أمام محطات المحروقات، وفقدان الأدوية من الصيدليات والمستودعات والمخازن والمستشفيات، والأدوات الطبية التي يحتاجها المريض إذا ما اضطر إلى عملية جراحية، وفقدان لقمة العيش وحليب الأطفال، فهؤلاء يتآمرون عليكم حين لا يتنازلون لبعضهم بعضا”، لافتا إلى أنه “لا أحد يتوقع في لبنان أن تتشكل حكومة ملائكية، فنحن نعرف النوعية القادمة في أي حكومة ستشكل، وهي لن تستطيع (أن تشيل الزير من البير)، وإذا لم تكن الحكومة معقد آمال أحد من الناس، فعلى ماذا تتخاصمون، لماذا لا يتنازل بعضكم للبعض الآخر”.
وطالب البعض بأن “يتوقفوا عن الكذب على اللبنانيين حينما يقولون بأن المشكلة التي تؤخر تأليف الحكومة تكمن في تسمية وزيرين، فثمة من لا يريد تشكيل حكومة، وهو يعرف نفسه وأوساط العمل السياسي تعرفه، ويريدون من الآن أن يفتحوا معركة الانتخابات النيابية علما أنه هناك حوالي الـ10 أشهر لموعد الانتخابات، وبالتالي، لا مشكلة لديهم بأن يجوّعوا الناس ويفلسوا البلد، وأن يستدعوا كل قوى العهر في العالم ليتفرجوا ويضحكوا علينا ويهزؤوا بنا، بانتظار أن نتنافس انتخابيا لنثبت أننا ديمقراطيون”، ودعا هؤلاء إلى أن “يشكلوا الحكومة، وأن ينطلقوا في العمل، وأن يتركوا الأشهر الأخيرة الباقية من عمر الحكومة للانتخابات النيابية تحضيرا وإنجازا”، لافتا الى ان “صراعاتنا مع بعضنا البعض تستلزم أن نثير العصبيات الطائفية والمذهبية والمناطقية ليثبت كل طرف منا من سيربح في الانتخابات المقبلة، ومن سيأتي برئيس جمهورية جديد للبلاد”.
وشدد على أن “العهود الرئاسية تذهب، والمجالس النيابية يذهب أعضاؤها، ولكن الوطن وأبناؤه يبقون، وبالتالي على البعض في لبنان أن يتركوا مأثرة لهم في هذا الزمن، وأن يسارعوا إلى تأليف الحكومة المدخل الضروري والأساس لمعالجة كل المشكلات والأزمات التي نواجهها اليوم”.
وأكد أن “هناك مشكلات في البلاد لا تواجه بالتراضي، وإنما تحتاج إلى سلطة، وإذا فقدت السلطة، وضعفت مركزيتها، استقوى كل ضعيف عليها، فيصبح زعيم المافيا أكثر أهمية من رئيس الجمهورية، ويصبح (قبضاي) الشارع أكثر أهمية من قائد الجيش، لأنه حينما تضعف السلطة المركزية، يكثر الطامعون والناهبون والمتهورون، ويختلط الحابل بالنابل، فإياكم أن تضيعوا هذه الفرصة”.
وختم:”نحن من موقع فجيعتنا التي أتت في سياق كل هذه الأزمات التي تتوالى علينا في هذا البلد، نناشدكم جميعا أن تقدموا لبعضكم التنازلات من أجل أن تشكلوا الحكومة التي تعتبر المدخل لإجراء الانتخابات النيابية، وإذا لم تؤلّف الحكومة الآن، فلا أحد يضمن تأليفها لاحقا”.