يؤكد عضو كتلة “التنمية والتحرير” النيابية النائب محمد خواجة في حديث إلى “سفير الشمال”، أن “مبادرة الرئيس نبيه بري لا تزال مستمرة، وهناك مساعي تبذل لإحداث إختراق في الوضع القائم، نأمل أن تصل إلى خواتيمها المرجوة”.
ويتابع: “وحده الرئيس بري يحدد توقيت الفترة التي ستعيشها هذه المبادرة، ونتمنى ألا تطول وأن تؤدي إلى ولادة الحكومة. وهذا الأمر يستلزم تعاوناً من الأطراف المعنية وتحديداً من الفريقين المعنيين بتشكيل الحكومة دستورياً، أي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف وبالتالي فريقيهما السياسي”.
وحول ما إذا كان الثنائي الشيعي سيمارس أية ضغوطات على باسيل من أجل حلحلة العقد يقول خواجة: “لا أريد تسميتها ضغوط، بل جهود يقوم بها المعنيون من أجل فكفكة العقد. لقد حصل إجتماعان أو ثلاثة حتى الآن مع باسيل، وهناك إجتماع مرتقب لإستكمال المساعي وحلحلة الأمور. المطلوب اليوم التعالي عن الخلافات والكيديات والحسابات الضيقة فوضع البلد والناس لم يعد يحتمل. فالدولار يقفز يومياً بين 1000 و2000 ليرة الأمر الذي ينعكس إرتفاعاً على أسعار كل السلع من المحروقات إلى المواد الغذائية والطبية وغيرها.. (المستشفيات تهدد بالإقفال الصيدليات أعلنت الإضراب، والأفران سارعت إلى رفع سعر ربطة الخبز). نحن في حالة إنهيار ولا يزال بعضهم يفكر كيف سيحصل على وزير أو وزيرين إضافيين، فيما البعض الآخر يجادل حول فذلكة الصلاحيات”.
ويكمل: “يجب ألا ننسى أبداً، أن أي شخص في موقع المسؤولية هو خادم عند الشعب اللبناني وليس العكس، من رئيس الجمهورية إلى آخر موظف ما دام يتقاضى راتباً من هذا الشعب”.
ويقول خواجه: “أننا نعاني أزمات إستعصائية غير مسبوقة يلزمها جهود ومقاربات وقيادات إستثنائية. فالسلوك الذي نشهده في موضوع تأليف الحكومة تحديداً من المعنيين بالأمر، يفتقد إلى الحس الوطني والشعور بالمسؤولية”.
وعن الوضع الاقتصادي يقول: “أن الوضع الإقتصادي سيء جداً. وأولى شروط النهوض توفير الإستقرار السياسي الذي لن يتحقق في ظل الفراغ الحكومي. وهذا يجب ألّا ينسينا أن الأزمات التي نعيشها هي نتاج السياسات الإقتصادية والمالية الريعية الفاشلة التي إعتمدت خلال العقود الماضية أوصلتتا الى ما وصلنا إليه اليوم”.
ويتابع: “رغم الواقع المأساوي، فإن لبنان بلد صغير إذا إنتظم عمل المؤسسات فيه وتوفر الإستقرار السياسي من بوابة تشكيل حكومة مشهود لوزرائها بالخبرة والكفاءة والمثابرة ونظافة الكف، يمكن عندها وضع حد للانهيار ومن ثم الإنطلاق في مشوار التعافي التدريجي”.