غسان همداني- ليبانون تايمز
في السادس من شباط عام 2006 تم توقيع تفاهم بين أمين حزب عام حزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون، وقد صمد هذا التحالف بالرغم من التباينات في الكثير من المواقف السياسية، رغبة من حزب الله تحديدا في الحفاظ على أواصر التفاهم مع التيار، وسكوت حزب الله على خطايا رئيس التيار جبران باسيل وهفواته وابتزازه السياسي للحزب للوصول الى رئاسة الجمهورية.
تغير هذا المشهد في الأيام القليلة الماضية، وتحديدا في عيد المقاومة والتحرير حيث أعلن السيد حسن نصر الله دعمه وتأييده لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري لجهة تشكيل الحكومة وتفويضه المطلق في هذا الشأن، وارساله وفدا الى الوزير باسيل ضم الى الخليلين الحاج وفيق صفا مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق، وهو ما اعتبر إشارة عن رسالة للوزير باسيل تظهر استياء الحزب من دوره في تعطيل تشكيل الحكومة، وما عزز هذا الافتراض ما سرب عن ان الاجتماع كان عاصفا وان التوتر ساد بين المجتمعين، رغم محاولة أوساط التيار الحر والوزير باسيل إظهار العكس في بياناته المتتالية.
ويبدو أن الحزب يعتمد استراتيجية مختلفة في التعاطي مع الوزير جبران باسيل، خاصة وان تأخير تشكيل الحكومة ربطا بحسابات رئاسية يزيد من تفاقم الوضع الاقتصادي والاجتماعي في ظل تزايد ارتفاع الدولار الذي يبدو انه متفلت من عقاله، بالإضافة الى وقف دعم المواد الغذائية المفقودة أصلا من الأسواق، وارتفاع أسعار اللحمة بشكل جنوني، وفقدان الدواء من الصيدليات التي تشرع في قفل أبوابها، وطوابير الذل على محطات الوقود، والكلام عن العتمة التي ستصبح 24/ 24.
ويرصد حزب الله رد الفعل الشعبي في لبنان عموما وفي بيئته الحاضنة خصوصا، ونفاذ الصبر مع نفاذ الدعم والوقود والكهرباء، وارتفاع الصوت في المجالس الخاصة والعامة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وتحميل العهد والوزير باسيل مسؤولية التعطيل، والتساؤل عن عدم تدخل الحزب للضغط على حليفه لخفض سقف شروطه والتنازل لصالح المصلحة العامة.
وما زاد في انزعاج الحزب من الوزير باسيل تلويح الأخير بالاستقالة من المجلس النيابي والدعوة الى انتخابات مبكرة وهو أمر يرفضه الحزب بشدة، بالإضافة الى الكلام العلني على لسان النائب زياد أسود والقيادي في التيار ناجي الحايك حول دور الحزب، والموقف من العملاء الفارين الى دولة العدو والمساواة بينهم وبين من تحالف مع سوريا ، ما اعتبره الحزب ردا مباشرا من قبل الوزير باسيل على موقف الحزب من مبادرة الرئيس نبيه بري حول تشكيل الحكومة.
وفي خطابه الأخير لمناسبة عيد قناة المنار أعاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تأكيد مواقفه من تشكيل الحكومة ومبادرة الرئيس نبيه بري، وزاد عليها رفضه الانتخابات المبكرة، واتهام جهات حزبية بالترويج لها لحسابات ضيقة، ما يؤشر على ازدياد الضغط على الوزير باسيل، ما قد يؤشر الى واحد من أمرين: إما رضوخ الوزير باسيل لضغط الحزب وتنازله لصالح تشكيل الحكومة، أو طلاق علني مع الحزب والاستقالة من المجلس النيابي ما يعتبره البعض انتحار سياسي للوزير باسيل، وهو ما ستتكفل الأيام القادمة بتبيان حقيقته.