أشار رئيس حكومة تصريف حسان دياب، الى أنه “بالرغم من مرور 300 يوما على استقالة الحكومة تستمر الحسابات السياسية بتجاهل مصالح لبنان ومعاناة اللبنانيين وتعرقل تشكيل الحكومة، وبسبب هذه الحسابات بات الفراغ قاعدة في البلد، بينما وجود الدولة ومؤسساتها هو الاستثناء”.
ورأى دياب في كلمة له أن “اللبنانيين محبطون لدرجة البحث عن الأمل والانفراج بعيدا عن وطنهم” فلبنان يخسر يومياً كفاءاته العلمية وشبابه، والحلقة المفرغة التي يدور فيها الوطن منذ 15 عاما تخنق الأمل بالخروج من الأزمة وصولا للإنهيار الذي يتهددنا جميعا”.
وشدد على ان خريطة طريق معالجة الأزمة تكمن في خطة التعافي التي اعتمدناها وتم التفاوض مع صندوق النقد الدولي على اساسها. وهذه المفاوضات توقفت مع استقالة الحكومة، ونحتاج اليوم لحكومة قائمة تستكمل التفاوض لوضع البلد على سكة الخروج من الأزمة.
ولفت دياب الى أن لبنان على مشارف الإنهيار الشامل لعدة أسباب منها عجز في تشكيل حكومة جديدة تتصدّى للمشكلات، واستمرار القوى السياسية بعدم تحمل المسؤولية الوطنية واستمرار تجميد خطة التعافي التي وضعناها، واصرار مصرف لبنان على تقليص الاعتمادات لاستيراد المواد الأساسية، معتبرًا ان كل هذا في ظل تهريب مستمر للمواد المدعومة، وحصار خارجي يمنع وصول المساعدات للبنان، وكأنما هناك من يريد دفعه للانهيار الشامل، وستكون تداعياته خطيرة جداً، ليس على اللبنانيين فحسب، وإنما على الدول الشقيقة والصديقة، في البر أو عبر البحر، ولن يكون أحد قادرا على ضبط نتائجه.
وتابع :”اللبنانيون ضحية بينما ستعاود القوى السياسية النهوض لتقديم نفسها كمنقذ للناس والبلد، وأدعو اللبنانيين للصبر على الظلم الذي يعانون منه أو يطالهم، والمطلوب العمل على تداري السقوط وتقديم تنازلات من كل القوى السياسية”، مضيفا :”خافوا الله في هذا الشعب الذي يدفع أثماناً باهظة من دون ذنب”.
وفي الختام، توجه دياب إلى أشقاء لبنان وأصدقائه، بالقول :”لبنان في قلب الخطر الشديد… لا تحمّلوا اللبنانيين تبعات لا يتحمّلون أي مسؤولية فيها، الشعب اللبناني ينتظر منكم الوقوف لجانبه، ولا يتوقع أن تتفرّجوا على معاناته أو أن تساهموا في تعميقها”.