تجاوزت طرابلس قطوعاً كبيراً مساء أول من أمس، بعدما نجح الجيش اللبناني والقوى الأمنية في ضبط الأوضاع ومنع خروجها عن السيطرة، بسبب توتّر شديد ساد المدينة في الأيّام الأخيرة، وتحديداً عشية الانتخابات الرئاسية السّورية، على خلفية إعلان أهالي محلة جبل محسن وسوريين مقيمين في المدينة نيّتهم الاحتفال بفوز الرئيس السّوري بشّار الأسد بالرئاسة.
فخلال السّاعات الـ48 التي سبقت الاستحقاق الرئاسي السّوري، رزحت طرابلس تحت عبء ثقيل من الشائعات والمخاوف من احتمال عودة التوتّر الأمني إلى المدينة مجدّداً، نتيجة قلق أن يرافق الاحتفالات التي بدأت الاستعدادات لها مسبقاً، أجواء من الاستفزاز ستُقابَل بردود فعل، ما سيؤدي إلى استعادة المدينة أجواء جولات العنف الـ22 السابقة، التي وضعت خطّة أمنية في 1 نيسان 2014 حدّاً لها.
وزاد من منسوب القلق أنّ هذه الشائعات والمخاوف ترافقت مع حوادث أمنية متفرّقة طيلة الأيّام السابقة، تمثلت في رمي مجهولين قنابل يدوية وإطلاق قذائف إنيرغا على محاور الاشتباك التقليدية في المدينة، توزّعت بين أحياء شارع سوريا في باب التبّانة وساحة الأميركان في جبل محسن وساحة البقّار في القبة. كذلك أقدم مسلحون مجهولون على إطلاق النار في الهواء من سيارة أثناء مرورها على أوتوستراد التبّانة، بعدما كان الجيش اللبناني قد أزال دشمة اسمنتية وُضعت داخل أحد أحياء باب التبّانة المتاخمة لجبل محسن، وتوقيفه 5 أشخاص خلال عمليات دهم في باب التبّانة ومصادرة أسلحة.