* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
تتوالى الأزمات التي يتخبط فيها اللبنانيون، وآخرها وصول أسراب الجراد الى البقاع ليقضي على الأخضر واليابس، ومنع السعودية دخول الفواكه والخضراوات اللبنانية الى أراضيها بدءا من الإثنين، على خلفية ضبط محاولة تهريب مخدرات داخل شحنة رمان قادمة من لبنان.
وتزداد صورة الوضع الداخلي سوداوية، ويبدو المشهد قاتما، فلا حلول في الأفق ولا حراك في أي اتجاه، وما يزيد من حراجة الأزمة وانسداد أفق التشكيل الحكومي، انقطاع كل محاولات الحل الخارجي، وتعطل كل المبادرات التي رمت الى تحقيق تفاهم داخلي على حكومة متوازنة تشرع في الإنقاذ والاصلاحات، فيما الداخل يشتعل بفتائل التوتير بين “بيت الوسط” و”ميرنا الشالوحي”، وهو ما انعكس في ما قاله رئيس “التيار الوطني الحر” في كلمته، ردا على الهجوم الذي شنه الحريري من الفاتيكان، والرد العنيف ل”المستقبل” عليه.
ومع تعطل الحلول، وتوقف الوساطات، ووضع المبادرات على الرف، بات الانهيار مريعا على كل المستويات، ويزداد انزلاق البلاد الى قعر الهاوية. المؤسسات تتهاوى ووحده المواطن الضحية.
البداية من كلام باسيل.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
مصائب كثيرة تنزل على رأس اللبنانيين، وكأنه لا يكفيهم كورونا والأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية حتى أتتهم غزوة الجراد. لكن الجراد البشري والسياسي سبق بأشواط، الجراد الحشري، ولم يترك للبنانيين لا أخضر ولا يابسا.
كان البعض يعقد رهانات على إطلالة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لعله يقدم موقفا أو مبادرة أو طرحا، من شأنه فتح ثغرة في جدار ملف تأليف الحكومة المقفل. لكن بدل أن يكحلها عماها، ومؤتمره الصحفي الذي استمر ساعة من الوقت، أضاف رزمة جديدة من عوامل التأزم، مستهدفا فيها الرئيس المكلف سعد الحريري، الأمر الذي استدعى ردا قويا من “تيار المستقبل”، قال فيه إن “الكذب من شيم الكذابين والمتلونين والمطاردين بعقوبات من الداخل والخارج”. وفي الرد أيضا، أن “رهان باسيل على سحب الرئيس المكلف من معادلة التأليف، هو رهان إبليس على دخول الجنة”.
على المستوى الإقليمي، تصاعدت المواجهة بين قوات الإحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين في انتفاضتهم الشعبية في القدس المحتلة، وديدنهم: “حذار.. الأقصى خط أحمر”.
المواجهة لم تقتصر على القدس، بل امتدت إلى الضفة الغربية، وأشعلت جبهة غزة حيث أطلقت المقاومة الفلسطينية صليات عديدة من الصواريخ على المستعمرات الإسرائيلية، فيما نفذ جيش الاحتلال اعتداءات جوية ومدفعية على القطاع. وبحسب الإعلام الإسرائيلي فإن المؤسسة الأمنية تدرك وجوب خفض لهب القدس لمنع تصعيد غزة.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
من حدود السياسة المشتبكة الى الحدود البحرية الملتهبة، وما بينهما القضاء المتفجر كل يوم بقضية وعنوان، أطل رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بمصطلحات تشخيصية للحالة المأساوية.
من طير أموال اللبنانيين، يريد تطيير القضاء وتطيير التدقيق والتحقيق، ويحاول تطيير “التيار الوطني الحر” من المعادلة، كما قال الوزير باسيل، الذي طالب الرئيس سعد الحريري بأن “يستخدم بطاقة التكليف التي أعطيت له لتأليف الحكومة، لا كبطاقة للتعريف عنه في جولاته”.
جولة من الرسائل أكدت حجم الأزمة وحجم التباعد بين المكونات السياسية، التي لم تعد تتواصل الا عبر التراشق الإعلامي، مع علم الجميع بأن لا مسارات للحل إلا بالتواصل المباشر. ولعل ما قدمه الوزير باسيل مستندا لأفكار الرئيس نبيه بري، رسالة علنية بقبول “التيار” بحكومة “الثلاث ثمانات”، على أن تكون تسمية بقية الوزراء المسيحيين من قبل جهة مسيحية غير “التيار”.
غير الصليب المشطوب الذي استعملته القوات اللبنانية أيام الحرب، وتستعمله اليوم بالسياسة، أشار الوزير باسيل الى قضية القاضية غادة عون وأسرار شركة مكتف، وما تحويه من مادة جعلت البعض يستبسل للدفاع عن تلك الشركة الى حد ملامسة الحرب الأهلية. أما مادة ترسيم الحدود البحرية، فقاربها باسيل برأي خاص كما قال، لطريقة التفاوض مع العدو الإسرائيلي، ومع قبرص وسوريا.
ومع كل الحال اللبنانية الصعبة، كان استغلال قضية شحنة الكابتغون التي ضبطت في السعودية لمنع استيراد الخضار والفواكه اللبنانية. قرار سعودي لا يمكن فهمه إلا في إطار إجراء عقابي، فالقضية مش رمانة بل قلوب مليانة.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
في كل العناوين، تحداكم جبران باسيل اليوم. في موضوع القضاء، تحداكم: “هلق شايفين القاضية غادة عون متمردة على القضاء، ومش شايفين المصرف المركزي متمرد على التدقيق الجنائي؟، ووين أموالكن يا لبنانيين؟، مين أخذها؟، مين حولها؟ غادة عون وجبران باسيل وميشال عون؟ أو المتحكمين بالمال وبالبلاد؟”
في موضوع وزارة الطاقة تحداكم: “أنا جبران باسيل ووزراء “التيار” السابقون، منتحداكم تدققوا بوزارة الطاقة، من الـ 90! بايامنا ما في إلا كلفة دعم الكهرباء يلي انتو قررتوها بحكومة الشهيد رفيق الحريري سنة 94، ورفضتوا تتراجعوا عنها رغم معارضتنا، وحملتوا الخسارة للخزينة من الـ 94″.
في موضوع بواخر الكهرباء تحداكم: “السارق بيخاف من التدقق ومن فتح الملفات، والآدمي بيفرح فيهم،… فهمتموا ليش نحنا منروح عالقضاء مرتاحين، حتى لو حاولوا تركيب ملفات علينا، وما منخاف لأن ما في علينا شي، ولأنو الحقيقة، ولو حاولوا تزويرها، ما بتتغير، وفهمتموا ليش بيهربو وبيخافوا من القضاة الأوادم؟ نحنا رح نضل نلاحق ملف البواخر لنعرف الحقيقة حول أي عمولة. ورح ندحض كل تركيباتهم بالوقت المناسب”.
في موضوع انفجار المرفأ تحداكم: “رح نضطر للمطالبة بلجنة تحقيق دولية بإنفجار مرفأ بيروت، إذا ما كشف التحقيق اللبناني حقائق التفجير بعد سنة من حصوله،…مسرحية اتهامنا وتحميل بعض الموظفين مسؤولية القتل عمدا او قصدا انتهت، وهلق بدأ مع القاضي بيطار مسار جديد، ونحن بانتظاره”.
في موضوع الحكومة تحداكم: “ولا مرة نحنا طرحنا بهالحكومة موضوع التلت زائد واحد، كنا بس عم نسأل مين بيسمي الوزراء المسيحيين، وهني بدن يسموا المسيحيين بالعدد يلي بيوصلهم للنصف زائد واحد. نحنا منريد سعد الحريري اليوم رئيس للحكومة ليتحمل المسؤولية، وما يهرب متل ما هرب بعد 17 تشرين، وهوي مكلف ومرت ستة أشهر على تكليفه. فخليه يألف”.
في موضوع النفط والغاز تحداكم: “ما حدا من اللبنانيين عم يسعى لخلق مزارع شبعا بحرية. وبنفس الوقت، مش من الحكمة إنو نبقى على الخط السابق 23، طالما الإسرائيلي ما عم يعطينا اياه، والتخاذل بيكون بأنو ما نعمل كل شي ممكن لنحصل بالقليلة الحقل الحدودي بالبلوك 9. الموضوع هو إذا للتفاوض ومش للحرب!”.
في كل العناوين تحداكم جبران باسيل اليوم. فهل تكونون ولو لمرة، على مستوى التحدي؟. هذا هو السؤال الكبير الذي يفترض أن يطرحه كل لبناني بكل جرأة وصراحة، بعد الذي سمعه اليوم.
******************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
عذرا مستحقا أيها الأشقاء السعوديون، عذرا ودمعة محرقة، فبعدما كنا نرسل إليكم مهندسينا ومعلمينا وأطباءنا وعنب دوالينا، والكرز بلون خدود الصبايا والتفاح الضاحك كشمس لبنان، صرنا نصدر إليكم الكبتاغون والحشيش.
ومن السعودية عذرنا موصول الى الشعب اليوناني الصديق، الذي تربطنا به منذ الفينيقيين علاقات بنيت على الحرف والمعرفة والفلسفة والتبادل التجاري الشريف، لا على المخدرات والمواد الضارة. عذرا مسبقا الى الرياض وأثينا معا، لأن منظومتنا كذبت عليكما عندما قالت إنها ستبذل جهدها لمنع تكرار هذه العمليات.
نعم إنها تكذب، إذ كيف لها أن تصدق، وهي تخلت عن حدودها مع سوريا للتهريب الممانع وهي لا تجرؤ على ضبطها، لأنها حدود الدويلة ورئتها، ورئة النظام السوري، وممر السلاح، وواجهة إمبراطورية فارس على إسرائيل. وعلى أمل أن تستحي المنظومة وتضبط حدودها، فتخفف السعودية قرارها بما ينقذ قطاعنا الزراعي من كارثة محتمة.
وسط الأمل الخافت المثقل بالشكوك، التراشق يستعر بين المكونات السياسية، وقد غذى النائب جبران باسيل نار السجال بمواقف مضطربة متناقضة، هاجم فيها الداخل وهادن الخارج، إذ ساير الأميركيين بنسفه الأسس التي قامت عليها مفاوضات الترسيم، وهاجم القضاء بالتلويح بلجنة تحقيق دولية في تفجير المرفأ، علما بأن رئيس الجمهورية اعتبرها مضيعة للوقت، ونسف فكرة استقالة المجلس النيابي والانتخابات المبكرة، معتبرا “أنهما تؤديان الى عدم استقرار”. ومن سمع باسيل، لا يسقط من رأسه الحلم الساذج بحكومة، بل ينعى الدولة والوطن ويرمي نفسه على أول عبارة مبحرة أمام شواطئنا.
تزامنا، ولسوء الصدف، وفي ظل الجوع والجراد وكوكتيل المجازر الذي تفرضه المنظومة على شعبها، أحيا اللبنانيون الأرمن ذكرى الإبادة، وهم يتجرعون اليوم نفس المرارات التي عاناها أجدادهم على أيدي السفاح العثماني، لكنهم أقوياء وقد انتزعوا بنضالهم اعتراف الرئيس بايدن بإبادة الأرمن على أيدي الاتراك. ومع الأرمن نصلي كي يمن الله علينا بحكام يعترفون بأنهم يبيدون شعبهم، وتكون لهم جرأة الاعتراف والرحيل.
وسط الظلمة، نقطة ضوء، ال”أم تي في” التي ساهمت في عودة الحياة الى الرياضة، نقلت اليوم الى اللبنانيين والعالم ومحبي اللعبة، نهائي بطولة الدوري اللبناني لكرة القدم حيث فاز فريق الأنصار بالكأس بعد انتصاره على فريق النجمة 2-1، مبروك للأنصار، ولكرة القدم اللبنانية العائدة من عمق الجائحة والأزمات.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
كلما تتحلل الدولة كلما يستقوي الزعران، وتقوى المافيات والكارتيلات، ويستخدم فائض القوة من هنا، ليقابل بميني ميليشيا سرا من هناك.
وقعت واقعة الرمان المهرب، فأكدت أن الدولة شبه جثة، يمر فوقها الزعران، إما لأنهم لا يعترفون بوجودها أصلا، وإما الأسوء، لانهم محميون من بعض من أمنها، وبعض من سياسييها، وبعض من زعمائها، يتقاسمون معهم الغلات، ويعبرون بعمليات تهريبهم الحدود “على عينك يا دولة”.
واقعة الرمان، المهرب حسب المعلومات، من سوريا الى لبنان عبر الحدود البرية، وما أدراكم بالتهريب عبر هذه الحدود الشرعية، او تلك القريبة منها غير الشرعية، هي جزء صغير من سرقة العصر التي ينفذها الزعران وحاموهم، بحقنا كلنا.
وكلنا هنا، يعني “الأوادم”، الذين أصبح أقصى طموحهم، استرداد شيء من جنى عمرهم المنهوب، او حتى منع سرقة ما تبقى منه في المصرف المركزي، وهو 16 مليار دولار.
عندما قاطعت السعودية المنتجات الزراعية اللبنانية، تحت شعار حماية مواطنيها من آفة المخدرات، انهار اللبنانيون والقطاع الزراعي. انهاروا لأنهم حرموا من الـfresh دولار، وللعلم فقط، وبحسب الجمارك فان السعودية استوردت العام الفائت 29,3 مليون دولار من المنتجات الزراعية.
حق المزارعين أن يصرخوا، وحق اللبنانيين أن يخافوا، ولكن ما هي ال29,3 مليون دولار خسارة، مقابل ال500 مليون دولار دعم، التي تسرق منا شهريا؟. “احسبوها منيح”، 500 مليون دولار، تسحب مع كل نهار، وشهرا بعد آخر، لدعم اللبنانيين بالمواد الأساسية، من جيب اللبنانيين.
والأنكى، أن المواد المدعومة هذه، لها مهربوها، وتجارها، وحاموها، ومافياتها، وبعض من الأجهزة الأمنية والزعماء والسياسيين الذين يستفيدون منها. وقف الدعم، كوقف التهريب، يحتاج لشجعان، يتحدون كل هؤلاء، فيتخذون القرار، الذي هو سياسي بامتياز، بعيد عن محاولة تخبئته خلف التقنيات والتمويل.
قرار لا تريد حكومة تصريف الأعمال اتخاذه، ولا يريد الرئيس المكلف سعد الحريري تحمله، أما النواب فإما مستفيدون وإما عاجزون وإما غائبون.
بين الدولة الجثة، واستقواء الزعران، وتواطئ السياسيين وبعض الأمنيين وبعض الأحزاب، يدفع “الأوادم” الثمن. والمعادلة اليوم هي “الزعران بوج الأوادم”. ولا بد أن نربح، نحن الأوادم، ولو بعد حين.