كتب دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري افتتاحية النهار عن امين عام الشؤون الخارجية في مجلس النواب عضو المكتب السياسي في حركة أمل الراحل الاستاذ بلال شرارة:
بلال “شرارة” الانتماء الأصيل.
أول الآذان للصلاة كان “بلال”.
وأول المقاومة “شرارة”… ومؤذنها “بلال”.
قبضة نار … يد من أوار تقبض على الجنوب ويبقى مع الأديم كما هو.
“بلال” على غير عادته!
اللقاء معه هذه المرة لم يكن لتوقيع بريد إداري …أو حوار على فكرة وهو الفكرة … والأفكار لا تموت.
ولا لقاء على نص أدبي خطه يراعه وهو ابدا لم ولن يكون خارج النص.
ولا على نقدٍ لقصيدة إلتمعت من بنات أفكاره … كبارق ثغر متبسم أوكحد سيف يماني !
وليس اللقاء لاهداء منه إليَّ.. ديوان شعر صاغه قواف من عسل وتين ولون صوّره من إخضرار الزيتون وطور السنين!
عذراً “بلال” هي المرة الوحيدة منذ أن “أقتحمتنا” قبل أربعة عقود ونيف شاهراً “السيف” و”القلم”، أبحث عنك اليوم فلا أجدك على كتف فلسطين في مارون ويارون و عيترون والعرقوب مؤذنا لحقها … لقدسها …لقيامتها… لانتصارها وتحريرها …من بحرها الى نهرها.
لكن على غير عادتك وجدتك مغمض العينين عن كل الأشياء …حلوها ومرها …عن كل الجهات إلاّ عن جهة العروبة ولبنان وفلسطين.
متوسداً التراب الذي كنت منه لتعود اليه.
متدثراً الريحان والاقحوان والبيان.
عفواً “بلال” هذه المرّة نخالفك الرأي.
الموت ليس حدثاً عادياً.
موتك وموت الكبار في هذه اللحظة إنكسار.
من كان مثلك مسحوراً بالوفاء والحركية والعنفوان لا يكفيه العزاء.
بعدك تنتهي النهارات ويبدأ الليل .
بعدك من يبشر بالربيع ؟
بعدك من سيكتب بلغة القرآن العربية وليس بلغة الأعراب ؟
من سيكتب عن الحواكير التي مشيت على أشواكها ؟
من سيحصي نجوم السماء في ليالي الحراسة ؟
من سيؤرخ بلغة الصدق دون أي تشكيل أو علامات تعجّب أو وإستفهام، أن فلسطين والإنتساب الى المقاومة والشهداء ليس خطأً شائعاً وليس فعلاً مبنياً على المجهول للضمير العربي الغائب؟
“ابو حسان” يا “شرارة” الإنتماء العربي الأصيل للأرض والإنسان في حياتك لم تتزلف المحبة والصداقة، كنت الصديق وقت الضيق. صرت بعضاً منا وركناً من عائلتنا الكبرى “أمل”.
في يوم رحيلك “أُعزى”… و”أُعزي” نفسي وأسرتك وكل محبيك في لبنان وبلاد الانتشار وزملائك في المجلس النيابي، والمثقفين والادباء والإعلاميين في لبنان والعالم العربي واتحاد الكتاب اللبنانيين والحركة والثقافية في لبنان وإخوانك في افواج المقاومة اللبنانية أمل والمقاومة الفلسطينية.
نستأذنك كي نضّمد جرحاً عميقاً أحدثه غيابك.
نستميحك عذراً لنضّمد الكلام ونسعف الحروف من الجروح.
“بلال” ثقيل رحيلك.
فالكتابة مني إليك وصف، والوصف مهما سما لا يتماهى مع الموصوف.
الى جنان الخلد وجوار الشهداء والصديقين وحسبنا في يوم وداعك قوله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم: ” الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”.
صدق الله العظيم.
“بلال” أول سطر في سفر الخلود … الله معك.