اشار البطريرك مار بشارة الراعي الى ان المسؤولين خنقوا في قلوبهم المشاعر الانسانية بتغليب انانياتهم ومصالحهم وفسادهم، اين هم من مد يد الرحمة والحنان؟ ولفت الى ان المواطن يعاني من جراحات الجوع والعوز والاستبداد والاستكبار، والسلطة السياسية تمعن في هذه الجراح بتعطيل مسيرة الدولة ومؤسساتها الدستورية، وعلى راسها عدم تشكيل حكومة وعرقلة العدالة عبر التدخل السياسي.
ولفت الراعي في عظة الاحد، الى اننا نضم صوتنا الى اصوات منكوبي انفجار مرفأ بيروت، هؤلاء كلهم كانوا ينتظرون نتائج التحقيق العدلي منذ 6 اشهر، فإذا بشكليات وبراهين واهية تطغى على كل هذه الكوارث فيعود التحقيق الى نقطة الصفر، وهذا يثبت المطلب الاساسي منا ومن غيرنا بالتحقيق الدولي، ونحن نتمنى للمحقق الجديد القاضي طارق البيطار الاسراع بمهامه، ونحن نتمنى للقضاء الافلات من يد السياسيين والنافذين فلا تظل تشكيلاته مجمدة وملفاته غب الطلب واتهامات كيدية، والا كيف يكون العدل اساس الملك امام هذا الواقع المؤسف، بالاضافة الى استحالة التفاهم بين القوى السياسية لتشكيل حكومة المهمة.
اضاف “نحن دعونا الى مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية الامم المتحدة من اجل اعادة تحصين لبنان في اطار إتفاق الطائف، اما الهدف الاساسي والوحيد هو تمكين الدولة من استعادة حيوتها وحيادها الايجابي وعدم الانحياز ودورها كعامل استقرار في المنطقة، وما نطمح اليه في هذا المؤتمر دولة موحدة في ارضها ومؤسساتها، ودولة تبني سلمها على اساس العيش الآمن لا على اساس مصالح دول أخرى. واعتبر انه اذا كان الطائف قد وضع حدا للحرب الاهلية الى غير رجعة، نامل من المؤتمر الدولي برعاية الامم المتحدة ان ينتشل لبنان من تعثره.