توفي المحارب البريطاني السابق، توم مور، الذي تحول إلى بطل قومي في بريطانيا بعد أن جمع مبلغا كبيرا لفرق الرعاية الصحية قبل وفاته.
وفي أيار/ أبريل الماضي، احتفل مور بعيد ميلاده المئة مع تحول هذه المناسبة إلى احتفال وطني في خضم انتشار وباء كوفيد-19. ويشكل بلوغ المرء سنة المئة حدثا بحد ذاته، إلا أن هذه المحطة المهمة أخذت بعدا هائلا بالنسبة إلى “كابتن توم”.
فهو تمكن بعدما قطع حديقته ذهابا وإيابا بواسطة جهاز يساعده على المشي ومرتديا سترة علقت عليها أوسمته العسكرية، من رفع معنويات البريطانيين الذين يدفعون الثمن غاليا في هذه الأزمة الصحية.
ولمناسبة بلوغه المئة، حلقت طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي المستخدمة عادة في احتفالات الذكرى الرئيسية، على شرفه. وتلقى الرجل المتقاعد وهو من منطقة يوركشر في شمال إنكلترا أكثر من 125 ألف بطاقة معايدة من العالم. ومن بين المرسلين الأمير وليام الثاني في ترتيب خلافة العرش وقائد منتحب إنكلترا لكرة القدم هاري كاين فضلا عن آلاف الأطفال الذين أرسلوا له أيضا رسوما جميلة.
وفي السادس من نيسان/أبريل الماضي، حدد توم مور لنفسه تحديا بجمع مبلغ ألف جنيه إسترليني لجمعيات مرتبطة بنظام الصحة الوطني من خلال قطع حديقته البالغ عرضها 25 مترا مئة مرة.
وأراد بذلك تكريم الطواقم الصحية التي عالجته من مرض السرطان ومن كسر في الورك. وبعد عشرة أيام على ذلك اجتاز “كابتن توم” الأمتار الأخيرة من مغامرته متكئا على جهاز يساعد على المشي، بين صفين من العسكريين أدوا له التحية.
وقد تجاوز سخاء المتبرعين كل التوقعات إذ إن التبرعات وصلت إلى حوالى 30 مليون جنيه إسترليني أي حوالى 33 مليون يورو.
واستحال هذا المهندس الذي خدم في صفوف الجيش في الهند وبورما، أسطورة. وقد أشادت به الحكومة معتبرة أنه “مصدر إلهام” للبلاد في الأزمة غير المسبوقة التي تواجهها.
ومنحته موسوعة غينيس للأرقام القياسية “الرقم القياسي العالمي للشخص المنفرد الذي جمع أكبر مبلغ من المال من خلال المشي لأغراض خيرية”.