تدور مناقشات عدة حول فاعلية لقاح فايزر ضد كورونا، خاصة بعد إصابة طبيبة إيطالية وممرضة أميركية بالفيروس التاجي، بعد تلقيهما اللقاح.
وكانت أعراض الفيروس التاجي ظهرت على طبيبة إيطالية من مدينة سيراكيوز بجزيرة صقلية، بعد 6 أيام من الجرعة الأولى التي حقنت فيها باللقاح الأمريكي في باليرمو، ثم أثبتت نتائج التحاليل إيجابية المسحة، الأمر الذي فسره العلماء بافتراض أن العدوى ربما حدثت في أحد الأيام التي سبقت تلقيها اللقاح.
ومع ذلك، فحالة الطبيبة الإيطالية لم تكن الأولى، الأمر الذي يتضح من سجلات ممرضة أمريكية في ولاية كاليفورنيا أثبتت نتائج المسحة إيجابية إصابتها بالفيروس التاجي بعد أكثر من أسبوع من الجرعة الأولى، مثل ممرضة إسبانية أصيبت أيضاً بالمرض بعد يومين من الحقن الأول.
ويفسر العلماء ذلك بأن تلقي الجرعة الأولى من لقاح فايزر لا يمكنه استبعاد خطر العدوى، فجرعة واحدة لا تضمن المناعة من الإصابة بالفيروس، ولا توفر حتى اليقين بالحماية الكاملة.
في واقع الأمر، يتم الوصول إلى الفاعلية الكاملة (95٪) بعد أسبوع من الجرعة الثانية للحقن باللقاح، والتي يجب أن تتم بعد 3 أسابيع من الجرعة الأولى، فالحماية المناعية لا تكتمل إلا بعد إعطاء الجرعتين، ومن هنا يتضح أن إصابة الأشخاص بعد الجرعة الأولى من حصولهم على اللقاح على وجه التحديد، يرجع إلى أن الاستجابة المناعية لم تكن وقائية بشكل كامل بعد.
وبالنظر إلى لقاح Pfizer المصرح به في أوروبا، يتم الوصول إلى الفاعلية الكاملة بعد أسبوع من إعطاء الجرعة الثانية، وحتى الآن لم يتم إثبات ما إذا كان التطعيم يحمي أيضاً من العدوى أم لا، فالحديث عن فاعلية 95٪ تشير حصرياً إلى الحماية من مظاهر أعراض المرض بدءاً من اليوم الـ7 بعد الجرعة الثانية.
وذلك لأن الدراسات السريرية التي أجريت حتى الآن كان الهدف الأساسي منها تحديد فاعلية اللقاح في الوقاية من أشكال أعراض المرض.
بمعنى آخر، الغرض الأساسي من التطعيم هو تجنب تفشي المرض بحالات خطرة، وبالتالي مواجهة خطر دخول المستشفى والوفاة.
في الواقع، خلال المرحلة الـ3 من التجارب السريرية، أظهر الباحثون أن الفاعلية التي تمنحها الجرعة الأولى من اللقاح هي 52٪ بعد 12 يوماً من الحقن به، أي أن الاستجابة المناعية التي تحدثها الجرعة الأولى لا تضمن الحماية الفورية والكاملة.
وبالتالي، فإن إيجابية مسحة الطبيبة الإيطالية والممرضتين الأمريكية والإسبانية، بعد تلقيهن الجرعة الأولى من “فايزر”، لا يعني عدم فاعلية اللقاح، لأن البيانات المتعلقة باللقاح الأمريكي تشير إلى حماية جزئية من المرض بعد ما لا يقل عن 12 يوماً من إعطاء الجرعة الأولى.
ومن ناحية أخرى، نظراً لعدم اليقين بشأن خطر الإصابة بالعدوى، فإن ما حدث يؤكد أهمية الاستمرار في اتخاذ التدابير الوقائية، وأهمها ارتداء الكمامات، واحترام التباعد الاجتماعي بين الأشخاص وغسل اليدين بشكل متكرر، حتى بعد الحصول على اللقاح.
وستوضح المزيد من الدراسات ما إذا كانت اللقاحات قادرة على الحماية من العدوى أم لا، أي من دخول الفيروس إلى الخلايا البشرية وبالتالي أيضاً من إمكانية نقله إلى الآخرين، وكذلك تحديد مدة المناعة التي يمكن الحصول عليها، وفي غضون ذلك، سيساعد الحقن باللقاح على تخفيف حدة المرض من خلال احتواء التأثيرات الممرضة للفيروس.