مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
كل عام وأنتم بألف خير. وأخيرا، رحلت سنة 2020 سنة الشؤم والمآسي، وسط دموع اللبنانيين بخسارة أحباء لهم، وذهول لما آلت اليه أوضاعهم المعيشية والحياتية، بحالة لم يشهد لها لبنان مثيل، وها هي السنة الجديدة التي دخلنا فيها، يؤمل منها أن تكون أقل قساوة على اللبنانيين، وخصوصا أن البلاد تمر في أحلك الظروف.
فلبنان مكبل بمشاكل عديدة، أولها التفشي المجتمعي لوباء كوفيد 19 وسلالته المتحورة والمتحولة، وانعدام المسؤولية، حيث شارفت أرقام الإصابات للوصول الى ال4000، ما بات يحتم الذهاب مجددا الى الإغلاق العام، وهو ما ستبحثه اللجنة الوزارية لمتابعة وباء كورونا برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في السراي الحكومي، مطلع الأسبوع المقبل، لاتحاذ القرار المناسب.
سياسيا أيضا، الملف الحكومي مجمد، والتباعد السياسي سيد الموقف على عكس عدم الانضباط بالتباعد الإجتماعي صحيا، وهناك ترقب لعودة الرئيس المكلف سعد الحريري من إجازة خاصة مع عائلته في الخارج، ولقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ليعاد تحريك الملف، مع بروز الحديث مجددا عن عقدة درزية.
واليوم ذكرت صحيفة “ذي تايمز” البريطانية أن سياسيي لبنان يعرقلون تحقيقات المرفأ للتنصل من المسؤولية.
من هنا بات المطلوب، إنقاذ لبنان سياسيا وصحيا واجتماعيا وماليا، مع التأكيد على بقاء الدعم والتوجه به نحو المحتاجين، ولجم سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الاميركي، الذي يلامس ال8500 في السوق السوداء.
وفي هذا الإطار، دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة قداس رأس السنة في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي، الى تأليف حكومة، “إذ أنه من المعيب أيضا على المعطلين التعاطي بالشأن اللبناني كأنه حجر من أحجار شطرنج الشرق الأوسط، أو الدول الكبرى”.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
باسم الناس، نفتتح أخبار العام بنشرة أحوال كل الناس المقهورة.
نكون كما كنا دائما إلى جانبهم وأمامهم وخلفهم، نشكو بلسان وجعهم، نصرخ بصوت ألمهم، نعكس مرآة حالهم، نفتح العيون على حاجاتهم، ونضع الإصبع على كل ما يعانون من جروح في سبيل عيش حياة كريمة.
في بداية العام الجديد أردنا مرة جديدة أن نكون صوت الناس وصورتهم، تفاصيل يومياتهم، إسمهم ورسمهم، وجعهم وأنينهم، خوفهم على مستقبل وطنهم وأبنائهم، المهم وأملهم بغد أفضل.
ها هو عام الانفجار قد أبحر غير مأسوف عليه، بعدما أغرق الوطن بالدماء والدموع، فهل يرسو لبنان في عامه الجديد عند رصيف الانفراج؟ تركة عام ثقيلة على كل المستويات يرثها عام لبنان الجديد، تحتاج إلى ما هو أكثر من صبر أيوب، فيها ما هو أقسى من حزن يعقوب وربما باتت تحتاج إلى سفينة نوح للنجاة من تداعياتها الجهنمية.
في هذه النشرة لا نستهدف مشاهدة أكبر، بل نهدف إلى نقل عينات عشوائية عن حكايا الناس الموجوعة.
في التفاصيل، نقرش راتب رب أسرة بات يساوي قروشا مقابل نار الدولار، نروي قصة مريض لا سبيل لحصوله على جرعة دواء، مقعد يحلم بكرسي مدولب لتدور عجلة حياته مجددا، نسمع معاناة من فقد عزيزا، من خسر بيته أو عمله بفعل انفجار أو فاعل فيروسي، من بات جنى عمره وتعويض تقاعده حبيس حساب مصرفي أو حبر أرقام على ورق ممنوع من الصرف والتصرف.
نأخذ علما ممن حرم من طلب أبنائه العلم في تغريبة الوطن أو في غربة بقاع الأرض في زمن العملة الصعبة، وسعي عائلة لعفو في زمن آمر السجن الكبير الجنرال كوفيد، وبعد.
نفتح منبرنا للناس على مساحة الوجع من الشمال إلى الجنوب مرورا بالبقاع والجبل وبيروت لبث شكواهم. هكذا هي رسالة الإعلام. هذه هي رسالتنا، اجتمعنا من أجل الإنسان ومن أجل لبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
بكارثة أخلاقية وإنسانية، ودع اللبنانيون عام الكوارث واستقبلوا العام الجديد.
فما إن رحل عام النكبات حتى أطل العام 2021 برصاص الطيش الذي بات سمة لبنانية، فقتل وأصاب أبرياء موزعين على مختلف المناطق اللبنانية، ولم تسلم منه حتى الطائرات في مطار بيروت.
ظاهرة لم تكن لوحدها القاتلة، فما شهدته المقاهي والملاهي وبعض التجمعات يلامس حد نوايا القتل العمد لدى البعض، الذي تبلغ بعداد كورونا الذي فاق الثلاثة آلاف وخمسمئة إصابة قبل انطلاقه الى التجمعات، التي لم تراع شيئا من ضوابط التباعد وقواعد السلامة التي فرضتها الوزارات المعنية، فيما يجمع المعنيون في القطاع الطبي أننا ذاهبون الى كارثة لا محال، لن يكون فيها محل للعدد الذي سيحتاج أسرة عناية فائقة في المستشفيات.
في الأزمة السياسية الإقليمية الفائقة التعقيد، رسالة من أولى ساعات العام الجديد للقتلة الذين سفكوا الدم تكبرا وتجبرا مع مطلع العام المنصرم. رسالة من الجمهورية الإسلامية في إيران لقتلة القائدين الكبيرين: اللواء قاسم سليماني، والحاج أبو مهدي المهندس، بأن القصاص قادم لا محال، وأن مقاوما سيصل يوما الى من أمر بالجريمة ونفذها لينقتم منهم ، كما أكد قائد فيلق القدس اللواء اسماعيل قاآني، أما لواء الحاج قاسم سليماني فهو الذي سيرتفع يوما فوق قبة الأقصى الشريف، كما أكد رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين، وأن المقاومة أصبحت بعد جريمة إغتيال القائدين الكبيرين أشد إصرارا على تحرير المنطقة من الإحتلال الاميركي ..
تحرير أجمعت عليه الكلمات التي ألقيت في كرمان الإيرانية، فكان صوت المقاومة الفلسطينية كتلك العراقية ومعهما تأكيد يمني سوري، أن راية المقاومة ستبقى هي العليا في زمن سقوط البعض العربي، في مستنقعات التطبيع..
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
في اليوم الأول من العام الجديد، وباسم جميع اللبنانيين الصادقين، المؤمنين بمستقبل لهم في هذا الوطن، نكرر:
أولا: إن لبنان الكبير الذي دخل عامه الأول بعد المئة، لم يؤسس إلا ليكون نهائيا حرا سيدا مستقلا، كما تنص الفقرة (أ) من مقدمة دستوره، لا ليعيش أسير صراعات بين محاور لا ناقة له فيها ولا جمل، بل حظه منها مجرد دفع أثمان باهظة ترهق شعبه، ولا تحقق مصالحه الوطنية العليا.
ثانيا: لم يلد المواطنون اللبنانيون، أفرادا وجماعات، إلا ليكونوا متساوين في الحقوق والواجبات، وهذا ما يستدعي الإنطلاق فعلا لا قولا بوضع مشروع الدولة المدنية حيز التنفيذ، بدءا بطرح القانون الموحد للأحوال الشخصية بشكل جدي، الى جانب السير بلا إبطاء بسائر القوانين الإصلاحية التي طال انتظارها، وبينها اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، ومن دون تفريغها من مضمونها، او إقرارها ثم وضعها في أدراج النسيان.
ثالثا: التزام الميثاق والدستور، من قانون الإنتخاب الى تشكيل الحكومة، مرورا بالحضور في الإدارة العامة وجميع مرافق الدولة، وإبقاء التمثيل الوطني الصحيح والمعايير الموحدة عناوين فوق النزاعات السياسية، تماما ككل المبادئ التأسيسية للكيان اللبناني.
رابعا: بعد تشكيل حكومة فاعلة، بناء على نص الدستور وروحه، يترقب اللبنانيون تنفيذا سريعا لمشروع إصلاحي كبير، عناوينه العريضة معروفة، والخطوط الحمر التي تمنع تطبيقه يجب أن تمحى، ليكون الفاسد فاسدا بلا مذهب او طائفة، ومجردا من أي حماية سياسية.
خامسا: في الوضع المالي، الإندفاع في التدقيق الجنائي، ودعم القضاء ليضرب بيد من عدل في جميع ملفات الفساد، حتى تصبح الرقابة والمساءلة والمحاسبة عناصر لا غنى عنها في المشهد اللبناني، يتكسر أمامها أي رأس كبير.
سادسا: التأسيس لاقتصاد منتج، نأكل فيه مما نزرع ونشرب مما نعصر ونلبس مما ننسج، ونبقى منفتحين على الشرق والغرب، بما يحقق مصلحة الوطن والمواطنين.
سابعا: إسقاط المحرمات أمام البحث في تعديلات دستورية حيث يلزم، فتحا للطرق المقفلة، ومنعا لانسداد الآفاق.
ثامنا: توحيد الموقف من مسألتي اللجوء والنزوح، منعا للتوطين، وتحقيقا للعودة الآمنة للنازحين السوريين، والإلتفاف حول الدولة في القضايا الاستراتيجية، ومنها مفاوضات النفط والغاز.
تاسعا: نبذ الحقد ودفن الكراهية بين اللبنانيين، واعتماد لغة الحوار والإحترام المتبادل أساسا ثابتا وحرا للتعامل بين الناس، ومقاربة كل الملفات بالمباشر او عبر مواقع التواصل.
عاشرا: في الموضوع الصحي، التشدد في التزام الاجراءات الوقائية من كورونا من قبل المواطنين، والتشدد الأقصى في فرضها من قبل الدولة. صبرنا كثيرا ولم يبق إلا القليل، والسماح لبعض اللبنانيين بقتل البعض الآخر او تعريض صحتهم للخطر لمجرد الاستخفاف والاستهتار، هو أمر ممنوع.
في مستهل العام الجديد، لبنان باق، ونحن باقون.أما الصعوبات والمطبات فهي التي ستكون بلا أدنى شك، الى زوال.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
للأسف، نحن بلد “غير شكل” عن كل دول العالم. فالعالم استقبل السنة 2021 بفن ورقي وتحضر، أما نحن فاستقبلناه بهمجية ووحشية.
في باريس ولندن ونيويورك ودبي، نورت الألعاب النارية الشوارع والساحات، وزينت الأضواء الباهرة ناطحات السحاب والأبراج. أما في مناطق لبنانية محددة وفي أحياء معينة من بيروت فلعلع الرصاص، ليثبت مرة جديدة أننا نعيش في غابة لا في دولة. الرصاص الطائش لم يوفر مطار رفيق الحريري الدولي، فكانت العيدية إصابة ثلاث طائرات للميدل إيست، كما تسبب الرصاص الطائش في طرابلس بوفاة لاجئة سورية. فما هذا الإستلشاق بحياة الناس وبالممتلكات؟، وما هذا الاستهتار بالقوانين والأنظمة المرعية الاجراء؟، وهل بالتخريب والقتل نحتفل بانقضاء عام وبداية عام آخر؟.
على أي حال، الإستهتار لا يقتصر على يوم واحد في لبنان، بل هو إسلوب حياتنا كل يوم. وإلا كيف نفسر الإنتشار المتصاعد للكورونا بهذا الشكل المخيف والمروع؟، فبين سلطة لا تجروء على اتخاذ قرارات رادعة حاسمة، وبين شعب لا يريد أن يحترس ويحترز، صار الوضع الصحي والإستشفائي عندنا مأسويا. فماذا تنتظر السلطات المعنية لتتخذ قرارا بالإقفال الجدي والكامل؟، إن سياسة الترقيع لم تعد تنفع، وإن تمديد التعبئة العامة الصورية تحول مهزلة، فهل من يتحرك جديا وعمليا قبل فوات الأوان؟.
سياسيا:المنظومة الحاكمة لا تزال تعيش حال إنكار وانفصام عن الواقع. البلد يغرق يوما بعد يوم، والمسؤولون عندنا لا يريدون او لا يعرفون كيف يتفقون على تشكيل الحكومة، الانهيار الكبير يقترب، وأركان المنظومة ما زالوا يبحثون بين الركام والخراب عن امتيازات ومكاسب.البلد على شفير الإفلاس النهائي، وفرسان الجمهورية يبحثون كيف يعززون صفقاتهم وتركيباتهم وسرقاتهم، وكيف يحمون فسادهم. فعلا نحن في مأزق.
كل العالم يريد أن يساعدنا ونحن نرفض ان نساعد أنفسنا. ماكرون لا يزال مصرا على مبادرته التي تحظى بغطاء أوروبي وبقبة باط أميركية.الفاتيكان ينسق مع بكركي ومع المجتمع الدولي لإخراج لبنان من أزمته.الصندوق الدولي يناشد المسؤولين أن يشكلوا حكومة ليتمكن من مد يد العون قبل فوات الاوان. لكن لا حياة ولا حياء لمن تنادي.
لقد أثبت حكامنا أنهم يريدون لنا دولة فاشلة، فهل هذا ما نريده لأنفسنا؟، إنه السؤال الجوهري الذي يجب أن نجيب عنه في السنة التي بدأت اليوم، وإلا فإن دولة لبنان الكبير التي بدأنا بناءها قبل مئة عام، ستنهار نهائيا على رؤوسنا جميعا… وعندها لا ينفع الندم!.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
إرتكب لبنانيون في وداع سنة واستقبال سنة جديدة، جريمتينن موصوفتين عن سابق تصور وتصميم، واكتشفتا بالجرم المشهود.
الجريمة الأولى، إطلاق النار عشوائيا في استقبال السنة الجديدة، ما تسبب بسقوط ضحية هي أم لخمسة أولاد، وبإصابة ثلاث طائرات تابعة للميدل إيست. جريمة القتل عمدا، ما هي عقوبتها؟، وجريمة إلحاق الضرر بثلاث طائرات ركاب، ما هي عقوبتها كذلك؟.
نفتح هنا مزدوجين لنسأل: ماذا لو تذرَّعت دول أو شركات طيران أو شركات تأمين بما تسبب به إطلاق النار وإصابة ثلاث طائرات، أليس بإمكانها أن تسأل عن سلامة الطيران إذا كان الرصاص يصل إلى المدرجات ويصيب الطائرات؟، أين تصبح سمعة المطار في هذه الحال؟، ماذا لو أصاب رصاص طائش طائرة تهم بالإقلاع أو بالهبوط، هل يقدر أحد حجم الكارثة التي يمكن أن تقع؟.
في الجرم المشهود، وهي حال إطلاق النار أمس، هناك مجرمون وهناك شهود، والشهود هنا هم الجيران وكل من يقطن قرب مطلقي النار، وعدم التبليغ عنهم هو تستر على الجريمة، والتستر يعاقب عليه القانون أيضا، ولكن قبل القانون أين حس الوطنية؟، أليس مستغربا أن لا أحد يبلغ عن مطلق نار؟، هل هو خوف أم وقوف إلى جانب القاتل ضد الضحية؟، لو يعرف مطلق النار أن هناك من سيبلغ عنه، هل يتمادى في ارتكابه الجريمة؟.
الجريمة الثانية التي ارتكبت ليل أمس، هي إما التسبب بإعطاء عدوى كورونا من مصاب، وهذه بمثابة القتل عمدا … وإما بالسهر من دون التزام معايير الوقاية والسلامة العامة والإصابة بكورونا، وهذا بمثابة انتحار …
والسؤال هنا: إلى أين سيصل الإستهتار بالبعض؟، إذا كانوا “غير سئلانين عن حالهن ” أليس لديهم كبار في العائلة؟، ألا يشفقون عليهم؟، ماذا لو عرفوا أن بعض هؤلاء الكبار التقطوا العدوى منهم؟، فهل يحملون عقدة الذنب طوال حياتهم بأنهم تسببوا بوفاة أب او أم أو جد أو جدة؟.
هذه قضية يجب أن تتوقف عند حد معين، فهل تملك السلطة ما هو أفضل من النصح الذي يبدو أنه “ما بيمشي” مع قسم من الشعب، في الجرمين، الكرة في ملعب السلطة والمسؤولية في ملعب الناس، ألا تريدون أن يبقى “مين يخبر”؟.
لكن البداية من مكان آخر، من أمل إنبعث من إحدى ضحايا انفجار المرفأ … دخلت في غيبوبة منذ خمسة أشهر، أما اليوم فماذا حصل؟.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
تحت سماء الجمهورية الطائشة لا يعود الرصاص الطائش خبرا مدويا.. فالحال من بعضه، وكما تحكمون يولى عليكم، وتحت سلطة “عثمانية”.. عمادها يهنئ القوى الأمنية على التحكم في ليلة رأس سنة، لا يعود الضحايا الذين سقطوا في إطلاق الرصاص سوى رقم يضاف الى صفحة الوفيات، وهكذا فإننا شعب نثبت من عام إلى عام حضارة الإستقبال والوداع..
بفوضى من فوهات المسدسات نطلقها على أهلنا وجيراننا وفوق رؤوس الأشهاد، وإذا كانت الرصاصة رمز الإنتقال بين السنوات.. فإن فوضى التلاحم في زمن الكورونا دوى أزيزها في أماكن السهر.. لكأن جائحة لم تكن، ونتائج عينات ليلة رأس السنة مع سابقاتها سوف تخضع لتحليل جنائي وزاري، يتقرر بعده مصير العودة إلى الإغلاق العام الذي بات أكثر من ضرورة ريثما نبلغ مرحلة اللقاح.
وإذا كان رب البيت بالسياسة ضاربا، فشيمة أهل البيت كلهم الرقص.. حيث تسجل الخروق السياسية على كل طبل ودف وعزف على القانون، إذ اختتمت السنة رأسها بصفقة من العيار الثقيل بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري عنوانها الأبرز: دورة عام أربعة وتسعين.
ففي مقابل توقيع وزير المال غازي وزني على المراسيم، طلب بري الحصول على الأثمان وفق معادلة “أعطيني لجبلك.. وخدني توديك”.. لكم دورتكم.. ولنا أدورانا، ولإتمام الصفقة التي واجهت عقبات ولا تزال.. أوفد الرئيس بري مستشاره علي حمدان إلى وزارة المال ليمسك بيد غازي وزني قبل التواقيع، ومع إتمام الصفقة فإن المراسيم والترقيات ستكلف الخزينة أموالا جديدة لم تكن في الحسبان.. وتزيد من عجزها وتخرق سلال السلسلة.
وهذه الواقعة تنبئ بأن الحال “ع حطة إيدكن”، وأن “الشبيبة” لم يمر عليهم الزمن ولا ثورة من تشرين او انفجار الرابع من آب.. ولم يتأثروا بدمار إقتصادي للبلد.. وليسوا على استعداد لتأليف حكومة تزعج الخواطر.
والمشهد السياسي المبكي إعتلى عظات بداية العام اليوم.. وكان المطران الياس عودة أكثر المؤنبين الواعظين، قائلا: “إن العالم كله خائف على لبنان إلا حكامه”، وسأل: “ترى أهو إنتحار جماعي أم نحر جماعي؟ ألا يوجد بين من يتولى أمرنا من يهتز ضميره لما وصلنا إليه، فيقوم بعمل بطولي في هذه الأوقات المصيرية؟، وإلى متى سيبقون لبنان رهينة مصالحهم وأسير لعبتهم السياسية التقليدية، وخلاصتها تقاسم الحصص والغنائم الوزارية؟، وهل بقي ما يستحق التقاسم؟”.
أما مطران بيروت بولس عبد الساتر، فقد وجه صفعته الثانية هذا العام في وجه الحكام.. وطالب ب- “محاسبة المسؤولين الذين لا يعملون لخير كل لبناني حتى ولو خسرنا “خدماتهم” لنا.. وإلا ستشبه سنة 2021 سنة 2020 كثيرا في مآسيها وأحزانها”. ليبقى كلام البطريرك الراعي من عيد إلى عيد ومن أحد إلى أحد سيد الكلام.. مسجلا اليوم عيبا على المعطلين “كأن لبنان حجر من أحجار شطرنج الشرق الأوسط أو الدول الكبرى.
لكن، حان لصرخات الراعي أن تتحول إلى كلام مباشر يسمي المعطلين بأسمائهم.. وهما طرفان إثنان: رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، ولا ثالث لهما سوى الشيطان الذي كمن في التفاصيل ولقيه جبران باسيل، وإذا أراد الراعي إسداء خدمة للبنانيين فيمكن أن تتلخص بالتوقف عن استقبال دعاة الحل والوساطات.. وكان آخرهم مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي الذي أطلق من بكركي عبارات “الطلاسم المعجمية”، متحدثا عن عمل المؤسسات وإنشاء السلطات الدستورية بشكل صحيح ومتوازن عملا بالأحكام الدستورية..
وعندما تسمع هذه الشعارات تترحم على بدعة “المعايير” سيئة الذكر، ومن بين كل التصريحات السياسية المسيلة للدموع.. ضحكة مسيلة للأمل سطعت من فم ليليان.. ضحية من ضحايا الرابع من آب.