أكدت مصادر سياسيّة واسعة الاطلاع لـ”الجمهورية”، أنّ حجم الخلاف بين عون والحريري واتّساعه أصبح يؤكّد أنّ الوصول الى تفاهم بينهما على حكومة هو من سابع المستحيلات. وما أكدت عليه هذه المصادر يتقاطَع مع نظرة شديدة التشاؤم يُلقيها مسؤول كبير على ملف التأليف، حيث يقول لـ”الجمهورية”: الحجج التي يتذرّع بها عون والحريري لا تحجب ما يُضمرانه، حيال حكومة يريدها كلّ منهما على قاعدة “الأمر لي” فيها.
وفي رأي المسؤول عينه انّ الجَو سوداوي، وحركة التأليف بشكل عام كانت في أحسن أحوالها عبثية بين عقليتين متصادمتين تسعى كل واحدة منهما الى كسر الأخرى. وقال: الحوار الذي حصل بين عون والحريري، والذي قد يحصل لاحقاً، ما هو إلّا مضيعة للوقت. وإنّ خلفيّة موقفيهما تبعث على التأكيد بأنّه لن يوصِل الى اي نتيجة مهما طال أمَده، وانّ أي جهد يُبذل في سبيل دفعهما الى اللقاء والتحاور في ظل هذا الخلاف الجوهري، هو جهد فارغ ولا طائل منه. ذلك أنّ أزمة الثقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف هذه متجذّرة أصلاً، وأصعب من أن تُلحَم بسهولة، وتحتاج الى قدرات خارقة، لا بل إلى معجزة تغيّر ما في النفوس أولاً وقبل كلّ شيء. وتبعاً لذلك، فإنّ ثمة احتمالاً وحيداً لبلوغهما مَدار التفاهم، وهو أن تدفع بهما “قوّة قاهرة” إلى التفاهم وتُكرههما على تشكيل حكومة”.
وبينما يتردّد في بعض الصالونات السياسية المعنية بملف التأليف عن زيارة محتملة لموفد بابوي الى بيروت في الفترة القريبة، كَتتمّة للنداء الذي أطلقه قداسة البابا فرنسيس قبل أيام، ودعا فيه “السياسيين اللبنانيين الى وضع مصالحهم الخاصة جانباً والتحرك سريعاً من أجل وضع بلدهم على طريق الإصلاح عبر خطوات تنفيذية عملية وسريعة”، علمت “الجمهورية” من مصادر موثوقة أنّ باريس ما زالت حاضرة بفعالية على الخط الحكومي، ولم تغيّر إصابة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بفيروس “كورونا” في أجندتها اللبنانية. حيث بقي مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل على خط التواصل الهاتفي مع لبنان حتى ما قبل عيد الميلاد، سعياً الى التقريب بين المختلفين، ولكن من دون أن يلقى التجاوب المطلوب معه، ولقد عبّر دوريل عن إحباطه لبعض الاصدقاء اللبنانيّين.