هاجمت كاتبة إسرائيلية، الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيغادر البيت الأبيض قريبا، على إثر اتفاق التطبيع مع المغرب، واعتبرت أنه الرئيس منتهي الولاية “باع” اعتراف بلاده بسيادة الرباط على الصحراء الغربية، بهدف توريط الرئيس القادم جو بايدن.
وأوضحت الكاتبة نوعا لنداو، في مقال بصحيفة “هآرتس” العبرية، أن “التفاهمات الجديدة من أجل تعزيز العلاقات بين إسرائيل والمغرب، تم التوصل إليها مقابل ثمن واضح وهو اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية”.
وأضافت: “بعد سنوات من الخلاف حول قطعة الأرض التي تقع بين المغرب وموريتانيا، مرة أخرى اختار الرئيس منتهي الولاية دونالد ترامب، اتخاذ خطوة أحادية الجانب تخالف بشكل صريح السياسة التي استمرت لفترة طويلة في بلاده حول هذه القضية”، منوهة إلى أنه “قبل بضعة أسابيع أيدت واشنطن تمديد التفويض لقوات الأمم المتحدة في الصحراء الغربية، والآن، وبخطوة أخرى تعارض القانون الدولي وقرارات المجتمع الدولي”.
ونوهت إلى أن “ترامب باع اعتراف الولايات المتحدة الأغلى من الذهب بالنسبة للمغرب، مقابل رحلات جوية مباشرة للإسرائيليين الذين هم في الأصل يسافرون إلى المملكة المغربية بشكل حر حتى بدون ذلك”.
وأشارت لنداو، إلى أن “إدارات أمريكية سابقة كانت تريد تعميق السلام السري بين المغرب وإسرائيل وإخراجه من الخزانة، لكنها لم ترغب في دفع ثمن باهظ مثل الثمن الذي دفعه ترامب بدون تردد”.
وتابعت: “بالضبط مثل الاتفاق مع السودان؛ الذي تم التوصل إليه مقابل شطبها من قائمة الدول المؤيدة للإرهاب، وصفقات السلاح الكاسر للتوازن مع دول الخليج”، مؤكدة أن “التفاهمات مع المغرب، دليل آخر على أنه لا يوجد أي شيء يسمى هدايا بالمجان، وفي هذه المرة لسنا نحن والفلسطينيون والولايات المتحدة فقط من يدفع الثمن”. حسب قولها.
ونبهت إلى أن “إسرائيل مرة أخرى ستنضم إلى الحركة التاريخية لأولئك الذين يسعون إلى تقويض النظام متعدد الأطراف وتفكيكه”، مضيفة: “في قراره تغيير سياسة الولايات المتحدة في موضوع الصحراء الغربية، فإن ترامب ليس فقط سيجسد سياسة احتقاره للمجتمع الدولي، بل أضاف عملية خاطفة أخرى لقائمة اختطافات اللحظة الأخيرة التي هدفت لإفشال وتوريط من سيحل محله، جو بايدن”.
ونبهت إلى أن “العلاقات المتوترة بين ترامب وبايدن على حساب المصالح الأمريكية المتمثلة بنقل السلطة بصورة مرتبة، هي لا شيء مقابل ما يحدث في هذه الأثناء في إسرائيل”، موضحة أن “شخصيات رفيعة في واشنطن اعترفت مساء أمس، بأن البيت الأبيض هو الذي أبلغ وزير الأمن بني غانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي عن الاتصالات التي تجري حول الاتفاق مع المغرب”.
وقالت: “بعد سنوات من الوساطة الأمريكية بين إسرائيل وجهات مختلفة ومتنوعة، هذه المرة البيت الأبيض وجد نفسه يتوسط بين رئيس حكومة إسرائيل ووزرائه، وهذا تجديد غريب ومحرج”.
بحسب “هآرتس”، فإن “هذه ليست النهاية، حيث ما زالت تجرى اتصالات للتطبيع مع دول أخرى قبل نهاية ولاية ترامب”، منوهة إلى أن “الحديث يدور عن دول إسلامية في آسيا”.
وفي ذات السياق، أوضحت “يديعوت أحرنوت” في مقالها الافتتاحي الذي كتبه ناحوم برنياع، أن ترامب في هذه الأثناء وقبيل دخول بايدن إلى البيت الأبيض “يحطم التقاليد، حيث دفعه فوز بادين إلى نشاط رئاسي، هو يرغب في أن يطبع على أميركا وعلى العالم ختما لا ينسى، والأهم من هذا، أن يضع الألغام في طريق بايدن إلى البيت الأبيض”.
وأضافت: “في هذه الأثناء، تخرج إسرائيل رابحة بقوة، ومنذ عشرات السنين وإسرائيل تقيم منظومة علاقات شبه سرية مع سلسلة من الدول الإسلامية”.
وذكرت أن “المغرب هي دولة كبيرة وهامة، كلما كانت العلاقات معها أكثر علنية، يكون أسهل على السعودية وعلى سلسلة من الدول الإسلامية الأخرى رفع مستوى علاقاتها مع إسرائيل”، منوهة إلى أن “تطبيع المغرب جاء مع الثمن؛ بالضبط مثل التطبيع مع الإمارات، فقد وعد في المقابل ترامب الملك المغربي بالاعتراف بضم الصحراء الغربية إلى المغرب؛ وهذه هي الصفقة”.
وتساءلت الصحيفة: “هل هذا يذكر بإسرائيل والمناطق؟، هكذا تماما؛ صحيح أن الصحراء الغربية لا تساوي في أهميتها الضفة الغربية، ولكن الضم هو ضم وترامب هو ترامب، والإعلان عن الاعتراف بالضم جاء في تغريدة كتبها”.
ونوهت إلى أنه “في حال كان ترامب في مزاج الضم، فقد تكون هنا فرصة متكررة للسياسيين من اليمين ليعودوا ويذكروا نتنياهو الذي وعد بالضم ولم ينفذ؛ الصحراء الغربية كسابقة”، مضيفة: “صحيح أنهم وعدوا الإمارات ألا يضموا الضفة، ولكن في أيامنا الوعود هي أمر سائل، فلماذا الصحراء فقط؟ إلى الأمام نحو الضم”.