لم يطل استقرار عدّاد كورونا في فلك الألف إصابة لأكثر من أربعة أيام، حتى عاود نشاطه السابق، واقترب أمس من عتبة الألفي إصابة، مع تسجيل 1778 إصابة، تعود لمخالطين محليين، إضافة الى 14 ضحية سجّلها عدّاد الوفيات. هذا ما كان متوقعاً، بعد عشرة أيام على فتح البلاد دفعة وحدة، وعودة النشاط من دون مراعاة أدنى شروط الحماية والوقاية من الفيروس. «هذا أمر طبيعي، مع انفلاش الفيروس في كل المناطق والمخالطة الطبيعية بين الناس»، بحسب رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي.
هذه «الطبيعية» لا تنسحب على المستشفيات التي تشهد اكتظاظاً أكثر مما كان متوقّعاً. فرغم زيادة القدرة الاستيعابية للمستشفيات خلال فترة الإقفال العام، إلا أن ذلك لم يترافق مع خطوة التخفيف من الأعداد، ما يجعل أوضاعها غير مستقرة، خصوصاً الحكومية منها. وفي هذا الإطار، نبّه المدير العام لمستشفى بيروت الحكومي، فراس أبيض، من «الآتي»، الذي يتجلّى اليوم في «الصعوبة التي يواجهها مرضى كورونا الجدد في إيجاد سرير فارغ في غرف العناية المركّزة». وهذا، بحسب أبيض، سيتفاقم مع الوقت، مع ارتفاع أعداد المرضى ذوي الحالات الحرجة إلى نحو 450، من بينهم 140 موصولون إلى أجهزة التنفس، وفي ظل الزيادة في مدة إقامة هؤلاء في وحدات العناية المركّزة.
الخطر ليس محصوراً بمرضى فيروس كورونا، بعدما طاولت تأثيرات الفيروس المرضى الآخرين، ولا سيما مرضى السرطان والأمراض المستعصية.
فبسبب إشغال معظم غرف العناية لمرضى كورونا، يفقد المرضى الآخرون أمكنتهم، وهو «ما بات يؤثر سلباً على أرقام تلك الأمراض»، على ما يقول أبيض، إذ أبرزت التقارير الأخيرة أن «عدد الوفيات من جميع الأسباب آخذ اليوم في الارتفاع»، بسبب «العبء الذي يشكّله الفيروس على النظام الصحي».