زهراء شرف الدين – خاص ليبانون تايمز
أجلت المحادثات التي كانت مقررة بين لبنان والعدو الإسرائيلي، بشأن ترسيم الحدود البحرية، حتى إشعار آخر، منهم من يرى أن تأجيلها مرتبط بالضغط الأميركي على لبنان، لإجباره بالقبول بمقاربة إسرائيل، فالتحيز الأميركي لجهة اسرائيل واضح، ومنهم من اعتبر أن الوضع الأمني هو السبب فإسرائيل في حالة قلق وتخوف من انتقام إيران لاغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، وهي منذ اللحظة الأولى لاغتياله لم تفارق طائراتها الحربية سماء لبنان.
الخبير الاقتصادي زياد نصرالدين نفى ما يحكى عن تخوف أمني، ورد السبب الى ضعف الموقف الإسرائيلي في المفاوضات، موضحا الإشكالية لموقع “ليبانون تايمز” أنه “عند الوصول الى المرحلة الاولى في الاتفاق الذي حصل حول ترسيم الحدود، وخوض لبنان مع دولة الرئيس نبيه بري 10 سنوات من المفاوضات الشاقة والتعرض لعقوبات قاسية للتنازل بهذا الموضوع، واستكمال الوفد العسكري الذي يفاوض لإكمال المرحلة الثانية تبين انه يملك خرائط وحقائق جديدة، فمثلا هناك تقريبا 1430 كلم إضافية، فالأميركي كان يريد ان يفاوضنا على خط هوف، لكن الجيش اللبناني فاجأ الجانب الاسرائيلي والأميركي بالتفاوض بإضافة 1430 كلم انطلاقا من آخر نقطة برية، أي أن التفاوض ككل أصبح على 2290 كلم بعد ان كانوا معتدين علينا ب 863 كلم وهذا يضع نصف حقل كاريش لدينا”.

وأضاف نصرالدين أنه “خلال التفاوض اثبت الوفد انه يمتلك كل الحرفية والخرائط والاثباتات القانونية من معاهدة “بوليه نيوكومب” الى معاهدة “البحار” الى موضوع ترسيم الحدود وتثبيت الخط البري انطلاقا من نقطة الـ B1 الى النقطة 23 التي يطالب بها لبنان والتي تبين انه له حقوق على النقطة 29 من دون احتساب الجزيرة كمنطقة برية وهي تقع بالوسط”.
وبالتالي حسبما رأى نصرالدين أن “كل هذا الموضوع أحرج العدو الاسرائيلي، إضافة إلى أن الوفد الاسرائيلي المفاوض كان ضعيف، فهو باني كل آماله وطموحاته بالربح، وتنازل لبنان عن حقوقه، متسلحا بالعقوبات من جهة ووضع لبنان الاقتصادي من جهة أخرى، فشعر العدو انه مربك، مما انعكس بشكل أساسي على أدائه بالتفاوض، فضلا عن وجود ادارة أميركية جديدة”.
وأشار نصر الدين إلى أنه “اقليميا المنطقة متجهة الى مكان مختلف، وبالتالي ما تخشاه اسرائيل ان ينعكس على لبنان، لذلك هي تحاول ان تنهي دوره الاقتصادي والمالي والاجتماعي، في مرحلة لاحقة لمنعه من الاستفادة من موضوع النفط والغاز”.
وخشي نصرالدين من أن يكون سبب قدوم الوفد الأميركي إلى لبنان هو للتنبيه بفرض عقوبات قاسية، إذا ما تم تذخير العمل للوفد الإسرائيلي.
وأفاد نصر الدين بأن “لبنان ليس مسؤولا إذا كان وفد العدو الاسرائيلي ضعيف، او لا يملك المهنية والحرفية المناسبة لتثبيت حدوده”، مؤكدا أن “لبنان لن يتنازل عن حدوده، فالمعادلة واضحة، فخامة الرئيس ميشال عون لن يتخلى عن الحدود ولا دولة الرئيس نبيه بري ولا المقاومة ولا الشعب”.
وان لم تنجح المفاوضات اعتبر نصرالدين أن “السبب سيكون ضعف الإسرائيلي من جهة، ومطمعهم في لبنان الذي يريدون تحقيقه من جهة أخرى”، وبالتالي فشل الإسرائيلي بتثبيت عدوانه البحري على لبنان هو ما يفشل المفاوضات، أما من الناحية اللبنانية، فلبنان جاهز تقنيا وعلميا وعمليا ليسترجع حقوقه التي يعتدي عليها العدو الإسرائيلي”.

وأشار نصرالدين إلى أن “الحل المنطقي ما أخذ بالقوة لا يسترجع الا بالقوة، والعدو يعلم ما كلفه الاعتداء بالبر، وبالتالي التضحيات التي تقدمت ومعادلة جيش شعب ومقاومة، البندقية والنار، تستطيع أن تفرض مسارات جديدة، إذا بقي التعنت موجود، وان لم يسمح العدو للبنان باستخراج نفطه وغازه، هو في المقابل لن يستطيع استخراجها”.
وعن علاقة المفاوضات بوضع الرئاسة الأميركية أكد نصرالدين أن “أي رئيس اميركي ينتخب، ينظر الى لبنان بعيون اسرائيلية، ولكن الذي يختلف هو طريقة الأداء، فبايدن بالأداء مختلف، ولكن العقوبات الاميركية فرضت وقت اوباما، اي ادارة بايدن، لكن الجمهوريين عملوا بها بطريقة سيئة، لذا السياسة كما هي”.
دخل الاسرائيلي المفاوضات وهو “مأمن” أنها ستجري وفقا لأهوائه ولكنه تفاجأ بصلابة الوفد اللبناني وتمسكه بحقه، والمعروف أن الاحتلال الإسرائيلي طبيعته قائمة على العدوانية الدائمة، وإذا لم تكن المفاوضات لمصلحته سينسحب منها بأي طريقة.