خلود شحادة – ليبانون تايمز
بعد مرور عام على بدء انتشار فيروس كورونا في الصين، ما زالت علامات الاستفهام توضع حول الكثير من الأمور التي ما زالت تعتبر “غامضة” بالنسبة للشعوب. دراسات تعمل عليها عشرات المختبرات حول العالم محاولة حل لغز “كورونا” ولم تنجح في ذلك الا نسبياً حتى الآن.
فيما يخص عوارض كورونا الطفيفة، فالجميع بات يعلمها. ارتفاع حرارة الجسد، سعال، ارهاق جسدي، وغيرها من التي تعتبر مشتركة بين المصابين الذين تمكّن جهازهم المناعي من مقاومة الفيروس.
ولكن مع ازدياد عدد الحالات التي تعاني من عوارض خطرة، ارتفعت صرخة الطاقم الطبي في دول العالم عموماً وفي لبنان خصوصاً، بعد ان امتلأت أسرّة المستشفيات وغرف العناية الفائقة.
وفي حديث خاص لموقع ليبانون تايمز، أوضحت الاختصاصية في الأمراض الجرثومية الدكتورة ندى شمس الدين أن “العوارض الخطرة التي ممكن أن يعاني منها بعض المصابين بفيروس كورونا، تتمثل بالتهابات الرئتين أم الدم، والتي تؤدي الى جلّطات رئوية، وتؤثر على التنفس والأوكسيجين مما يولّد الحاجة الى تنفس اصطناعي وفي حالات أسوء الى استعمال الأنابيب”، لافتة الى أن “المضاعفات في هذه الحال تكون قوية وتترك أُثراً كبيراً على الجهاز العصبي، أي أن كورونا ممكن ان تؤثر على جهاز الإدراك، الحضور الذهني، الوعي والذاكرة”.
أما عن فحص الـ PCR، فشرحت الدكتورة شمس الدين أنه “يمكن سحب العينة من أكثر من مصدر في الجسم، كسحب العينة من الجهاز التنفسي عبر المنظار، من الفم، أو من خلال الأنابيب التي توضع للمريض في العناية الفائقة، لكن الأسلوب الأسرع هو عبر الأنف”.
وأوضحت أن “العينة التي تستخرج من الأنف غنية بالفيروس، وتخضع هذه العينة للتحليل الجيني عبر ماكينة الـ PCR، حيث يتم تحديد النتيجة “سلبية أو ايجابية”، مؤكدة أن “دقة فحص الـ PCR تتراوح بين 95 و 98 بالمئة، أي انه دقيق جداً”.
ولفتت شمس الدين إلى أنه أحياناً يتم اللجوء إلى فحص الدم عندما لا يتمكن فحص الـ PCR من تحديد الإصابة رغم ظهور كافة العوارض على المريض، فيقدم فحص الدم نتائج تقول بأن الجسم قد كوّن خلايا مناعية ضد فيروس كورونا. ويعتبر فحص الدم فحصاً تأكيدياً لكن لا تظهر الإصابة من خلاله الا بعد مرور 10 أيام تقريباً على الإصابة، بعكس الـ PCR الذي يعتبر تشخيصي سريع”.
وفيما يخص ما يعرف بالـ False positive، شرحت الدكتورة شمس الدين “أن هذه النتيجة تظهر بسبب خطأ في الجهاز، أو في طريق فحص العينة أو نقلها الى المختبر، أو بسبب ما تقوم به بعض المختبرات من فحص أكثر من عينة في آن واحد، لذلك ينصح بإعادة الفحص للتأكد من النتيجة”.
وعن رقم CT قالت شمس الدين: “هذه الأرقام مهمة، ولكن ليس لها دلالات كثيرة، وهناك بعض المختبرات والأطباء الذين يفسرونها بطريقة خاطئة حيث يحددون تاريخ الإصابة بناء عليه، وهذا لا يستند الى مضمون علمي أبداً”، موضحة أن “هذه الأرقام تدل على نشاط الخلايا الكورونية في الجسم”.
وشددت على أنه “لا يمكن الاعتماد على المبدأ الذي يقول أن صاحب الفحص الذي يحمل الرقم 35 لم يعد معدياً”، مؤكدة أن “هناك دراسة أميركية تؤكد ان بعد 10 أيام على الإصابة هناك حوالي 6% منهم نقلوا العدوى (النسبة بناء لعدد العينات التي خضعت للدراسة)”.
وعن التطور الجيني لفيروس كورونا، لفتت شمس الدين الى أنه “اذا عدنا بالذاكرة لفيروس السارس الذي انتشر في الصين عام 2002 قد تطور جينياً حتى اختفى كلياً، أي أن التطور الجيني ليس سلبياً دائماً، وأملت أن يتطور كورونا على هذا النحو مما يفقده القدرة على الاستمرارية”.
وشددت على أن “فيروس كورونا لم يتطور جينياً الا في ما خص سرعة انتشاره، وعلى سبيل المثال بتنا نرى الأسرة تصاب بكامل أفرادها، اضافة الى المآسي التي شهدناها بوفاة عائلة بأكملها عقب اصابتهم بفيروس كورونا، وارتفاع عداد الاصابات بكل دول العالم”، مشددة في الوقت عينه، “أنه لم تحصل بعد طفرة جينية تؤدي الى تغيير في خصائصه”.
في ظل “الفشل العالمي” في مكافحة فيروس كورونا، يبقى أمل الشعوب معلقاً على الفيروس نفسه، بأن يذهب فجأة كما ظهر ويرحم البشرية من المآسي الصحية والاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها.