تتبلور شيئاً فشيئاً صورة المشهد الانتخابي الأميركي لصالح التسليم الجمهوريّ بفوز المنافس الديمقراطي جو بايدن على الرئيس دونالد ترامب، بعدما حسمت المراجعات التي طالت إعادة فرز الأصوات في عدد من صناديق الاقتراع في الولايات المتنازع عليها، أن النتيجة التي انتهت بفوز بايدن غير قابلة للتغيير، وجاءت نتائج ولاية جورجيا التي تتمثل في المجمع الانتخابي بـ16 صوتا لصالح بايدن لتجعله فائزاً بـ 306 مقاعد، بينما حسمت كارولينا الشمالية التي تتمثل بـ 15 مقعداً لصالح ترامب ليصير مجموع 232 مندوباً، والمفارقة أن هذه النتيجة هي التي حازها معكوسة الرئيس ترامب بوجه المرشحة الديمقراطيّة هيلاري كلينتون عام 2016.
القلق الأميركي والدولي من تمسك ترامب بالبقاء في البيت الأبيض تراجع لصالح قلق من نوع آخر هو ما سيفعله ترامب خلال المدة الفاصلة عن تسليم السلطة، في ظل تزايد إجراءات يتخذها لإدخال تعديلات على إدارته لا تتناسب مع قرب الرحيل، بينما تتّسع عالمياً وأميركياً حالة التعامل مع بايدن كرئيس مقبل، فيما يخفّف البعض من أهمية إجراءات ترامب الانتقامية من معاونيه ويضعونها في دائرة تصفية الحسابات مع الذين يحملهم مسؤولية فشله الانتخابي.