أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة له بمناسبة يوم “شهيد حزب الله” ان “ملف المفاوضات معزول عن مسار التطبيع في المنطقة، وهذا الموضوع لا يحتاج تعليقاً وغير وارد عند حركة “أمل” و”حزب الله”، وكل ما يقال عن مسار للتطبيع هو كلام فارغ”، لافتا إلى ان “الكلام عن مفاوضات بين حزب الله واسرائيل تحت الطاولة وبين إيران واسرائيل وبين الرئيس السوري بشار الاسد والاسرائيليين وحماس، كل هذا مناخ واحد ينبع من غرفة سوداء واحدة هدفها التغطية على المطبّعين، وهذه كلها مجرد أكاذيب وأوهام ولا أساس لها من الصحة، فنحن موقفنا من اسرائيل واضح ودائما نكرره في كل المناسبات فهي وجود غر شرعي سرطاني وشيطاني، هم مجموعة من العصابات المغتصبة لارض فلسطين ولسنا بوارد ان نكون مسهلين لمفاوضات التطبيع معه”، موضحا انه “نقبل بمفاوضات لحل ملفات كتحرير أسرة وترسيم حدود اما مفاوضات السلام فموقفنا واضح ولا يحتاج إلى مزيد من التفسير”.
وأكد السيد نصرالله ثقته الكاملة بادارة الرئيس ميشال عون لهذا الملف، “نعرف صلابته وحرصه على تحقيق المصلحة الوطنية وتحصيل حقوق لبنان، ونحن اختلفنا معه على تشكيل الوفد اللبناني المفاوض واننا لا نقبل بالوفد الاسرائيلي إلا عسكر من باب الحرص الشديد على ان لا يثير هذا التفاوض اي أسئلة أو شبهات، والرئيس تجاوب مع فكرة ان لا يضم الوفد سياسيين لكن بقي الخلاف حول وجود المدنيين ولم نستطع ان نتفاهم وأصدرنا البيان حول هذا الأمر لتسجيل موقف وهذا البيان حمى الوفد اللبناني”. وقال: “من الواضح ان الوفد اللبناني يلتزم بحذر وبشدة وبدقة بالضوابط الموضوعة، وهو ليس بموقع ضعف والتوسل لأحد لا للأميركيين ولا لغير الأميركيين”.
وعن المناورة الاسرائيلية الأخيرة، لفت إلى انه “خلال المناورة الإسرائيلية الأخيرة تم الحديث عن جهوزية اسرائيلية لعمل ما في لبنان أو الجولان”، مشددا على ان “المقاومة في لبنان تنقل الإسرائيلي من موقع الهجوم الى موقع الدفاع، والإسرائيلي كان يتعاطى مع لبنان انه لا شيء وقواتنا غيرت نظرته وهو يتوجس من الهجوم على لبنان”. وأكد انه “نحن لا نستهين بالسلاح الجوي الاسرائيلي ونسلم بأنه من أقوى الاسلحة في المنطقة لكن هذا لا يشكل ضمانة ولا يحمي المشروع الصهيوني في المنطقة لأن سلاح الجو وحده غير قادر على صنع الانتصار”. وأعلن ان “المقاومة كانت قبل بدء المناورة إلى ما بعد المناورة في حالة استنفار وهذا أمر عرف به الاسرائيلي لأن أهميته هي التأكيد أننا جاهرون وأنه إذا فكر بأن يقوم بأي حماقة سيكون ردنا جاهزا وسريعا”.
من جهة أخرى، أشار إلى انه “في كل سنة نحيي ذكرى شهدائنا، للتذكير فقط اخترنا هذا اليوم ليكون يوما لذكرى كل شهائنا باعتبار العملية الكبيرة التي حصلت في مثل هذا اليوم عام 1982 عندما قام الاستشهادي أحمد قصير باقتحام مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي في صور مما أدى باعتراف الاسرائيلي إلى سقوط ما يزيد عن 100 ضابط وجندي اسرائيلي، وهذه ما زالت العملية الاكبر والاضخم في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، ونأمل ان يأتي يوما ويقوم مجاهد آخر بعملية تكون هي الاضخم والاكبر من هذه العملية”، مشيرا إلى انه اخترنا هذا اليوم ليكون يوما لكل شهدائنا القادة المسؤولين والعلماء في كل المناطق. وفي هذه المناسبة أتوجه غلى ارواح الشهداء الطاهرة بالتحية والسلام، نحن نعترف بفضلهم وعظمتهم و ما قدموه لنا ويجب ان يعرف ذلك الناس وأن نعرف قيمة الشهداء ، وعندما نتحدث عن أمن وسلام واستقرار وسيادة وعزة وكرامة وموقع قوّة فالفضل الأول لذلك كهو لله عز وجلّ ومن ثم لهؤلاء الشهداء لذلك نحن نعترف بهذا الفضل لهم ونشكرهم لأننا ننعم ببركة انتصاراتهم”.
وعن الانتخابات الرئاسية الأميركية، دعا السيد نصرالله للتأمل بالارقام والمعطيات التي قدمت خلال الحملة الانتخابية والتوقف عندها وأخذ العبرة “لأن هناك من يقدم لنا أميركا النموذج الأعلى”، لافتا إلى ان “كل العالم تابع الانتخابات وهذا الأمر طبيعي، ومجريات الانتخابات والخطابات والحملات الانتخابية قدمت صورة عن مجموعة حقائق في اميركا على مستوى النظام السياسي والديمقراطي”. ورأى انه “إذا كانت الادارة الأميركية بشكل رسمي أي الحزب الجمهوري تتبنى المعركة التي يواصلها الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب ولا تسلّم بالنتائج فأين الديمقراطية؟”.وأضاف” ان ترامب يريد ان يصادر أصوات عشرات الملاييين من الأميركيين لاعلان فوزه ولا نعرف إلى اين يريد أخذ أميركا”. وقال: ” وبالتالي بعد ما رأيناه لا أحد ينظّر علينا بالديمقراطية الغربية والأميركية”. واعتبر ان “الأمور لن تتغير مع الادارة الجديدة في منطقتنا، فالأساس هو في السياسة الاسرائيلية لأن كل شيء له صلة باسرائيل ولا يهمنا من الرئيس الأميركي فجميعهم يتقاتلون على حماية إسرائيل ودعمها والوقوف معها”. ودعا لعدم المراهنة على الادارة الجديدة.
واعتبر انه “من أسوأ الحكومات الأميركية المتعاقبة هي حكومة ترامب وهي الأكثر تكبراً وقبحاً ووقاحة وسيغادر حاملاً حسرة ألا مسؤولاً ادارياً ايرانياً اتصل به، وهو فشل بكسر ارادة الشعب الفلسطيني، ومع خروجه يسقط احد الاضلاع الثلاثة لصفقة القرن التي يمثلها إلى جانب بنيامين نتنياهو ومحم بن سلمان”. وقال: “ترامب فشل في فنزويلا وكوبا وكوريا الشمالية وفشل باخضاع الصين والعنوان العريض له هو الفشل، وانا فرح بسقوط المذل خصوصا بعد قتله لقاسم سليماني وتفاخره بالأمر”. كما رأى انه “في ظل حكومة عدوانية عل هذا المستوى العالي من العنجهية وإمكانيات الذهاب الى الحرب مثل حكومة ترمب، صمدنا ومنعنا بإدارتنا التي تتفوق على طغيانهم انتصارهم”. ودعا للحذر واليقظة والانتباه خلال هذين الشهرين، آخر شهيرن من ولاية ترامب”.