نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية تقريرا حول “ضرورة” هزيمة الرئيس دونالد ترامب لمعالجة مشاكل البلاد.
وعلق التقرير، على مشهد وضع ألواح خشبية على واجهات المحلات التجارية قبيل الانتخابات، تحسبا لأي اضطرابات، معتبرا أن هذا “ليس أمرا نفعله” في الولايات المتحدة، “ولا يقوم أنصار مرشح رئاسي باستخدام الحافلات لنشر الفساد على الطرق السريعة أو تهديد الحافلات التي تنقل أنصار المرشح الآخر”.
كما استنكر التقرير ذهاب أميركيين إلى مراكز الاقتراع وسط تساؤل عن ما إذا كانت الأصوات جميعها سيتم عدها، أو ما إذا سيقبل كل طرف بنتائجها، فضلا عن استخدام “وباء قاتل” كأداة سياسية.
وأضاف: “لا شيء مما ذكر يحدث في دولة تعتبر نفسها أعظم ديمقراطية على وجه الأرض”.
وحتى هذا الوقت، بحسب التقرير، فمن المغري تحميل شخص واحد مسؤولية الفوضى التي نعيشها والصلاة أن يهزم ترامب حيث ستعود الأمور إلى سابق عهدها.
لكنه يستدرك بالقول إن ترامب هو مجرد “عرض”، وليس “المرض نفسه”.
وأشار التقرير إلى تصريحات الرئيس السابق باراك أوباما الذي خرج لدعم نائبه السابق جو بايدن حيث استشهد بعبارة قالتها زوجته السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما: “كونك رئيسا لا يغير هويتك ولكن يكشف عنها”.
وأكثر من كل هذا، فقد كشفت رئاسة ترامب عن سريرة الأميركيين ومن هم، بحسب التقرير.
ويوضح بالقول: “لو كانت القوة العظمى لبايدن تعبر عن التعاطف فهي بالنسبة لترامب تعني الوقاحة. فهو لا يحترم السياج الذي طالما حمى حياتنا السياسية”.
ويضيف: “في الماضي كان السياسي الذي يضبط وهو يكذب يقدم توضيحا ويظهر الندم. أما ترامب فهو يكرر الكذبة لأنه واثق من تصديق الكثير من أنصاره لها. وزعم أنه لن يخسر الانتخابات إلا في حالة انتشر التزوير”.
وعندما حاصر أنصار ترامب حافلة كانت تقل عددا من أنصار بايدن على الطريق السريع بتكساس يوم الجمعة، وهو حادث يقوم مكتب التحقيقات الفدرالية بالتحقيق فيه، لم يكن مستغربا أن يرد ترامب بأن يصف سائقي الحافلات المتهورين بـ “الوطنيين”.
ومما يثير القلق، بحسب التقرير هو استمرار ما أسماه “أثر ترامب”، أي الطريقة التي يدفع فيها أنصاره ومعارضيه للقيام بأعمال كانت في الماضي تعتبر خارج السلوك المقبول.
وفي تجمع انتخابي، برزت فيه كالمعتاد صرخات “اسجنها” و “اسجنه” ضد معارضي ترامب، بدا وكأن السناتور الجمهوري عن فلوريدا ماركو ربيو يدافع عن حادث الطريق السريع في تكساس، بقوله: “هل شاهدت ما حصل؟ كل السيارات على الطريق؟ لقد أعجبنا بما فعلوا”.
ويعلق التقرير بالقول إن ترامب وإن كشف عن هذه الوقاحة، إلا أنه لم يخترعها.
ويوضح: “إن هنالك قطاع من السكان البيض، خاصة من يعيش منهم في الأرياف والبلدات الصغيرة، تم تهميشهم على يد النخب الثقافية والسياسية في المراكز الحضرية الكبيرة والمعولمة. ويشعرون بقلق من فقدانهم المكانة والسلطة في بلد بات يبدو متنوعا وبدرجة كبيرة”.
وأدى العنف غير المبرر من الشرطة والعنصرية لوضع السود الأميركيين على حافة الغليان وزاد ترامب من درجة الحرارة، بحسب التقرير، الذي خلص إلى أن السياسة الأميركية باتت “قبلية” وينظر فيها الأميركيون إلى الساسة الذين يقدمون لهم حسا بالتفوق بدلا من السياسات المدروسة التي تنفع كامل الأمة.
وعلى سبيل المثال، يضيف التقرير، فإن هجوم ترامب العنيف على قانون الرعاية الصحية، الذي حظي بدعم غالبية العناصر التشريعية، يأتي بالرغم من أنه يحمي من يعانون من أعراض مزمنة.
وعلى خلاف بعض الجمهوريين، فمعارضة ترامب للقانون لا علاقة له بما نجم عنه ولكن معاداته الشخصية لقانون “أوباما كير”.
فتدمير القانون لم يكن من أجل تقديم قانون أفضل ولكن تفكيك إرث معارض سياسي له.
وحتى لو تعرض ترامب لهزيمة انتخابية، فهو يستحقها، لكن الخلافات التي استغلها بنجاح ستظل موجودة وتهدد الأميركيين، وسيظل كوفيد- 19 يعيث الفساد في الأرض الأميركية، بحسب التقرير.
ويضيف: “لا انتخابات تستطيع محو فكرة أن أمريكا هي الدولة الأكثر عالميا من ناحية الإصابات والوفيات. وسواء هزم أم فاز فإرثه سيظل باقيا”.
ويختم التقرير بالإشارة إلى أمل منبثق من مشاركة 100 مليون أميركي في الاقتراع المبكر، ولكن “لن نبدأ بحل مشاكلنا إلا حينما نتحدث مع بعضنا البعض، والانتخابات هي مكان للحديث. وقد نصيح ونصرخ على بعضنا البعض لكنها البداية وكن جزءا منها وأدل بصوتك”.