أصبح مواطن أميركي مولود في القدس المحتلة، أول من حصل على جواز سفر أميركي يُدرج الكيان الاسرائيلي كمكان ميلاده، اليوم الجمعة، في خطوة تأتي قبل أيام فقط من الانتخابات الأميركية، التي أبدى فيها دونالد ترامب دعمه الثابت للدولة اليهودية، وكانت سببا رئيسيا لقاعدته المسيحية الإنجيلية.
وقال مناحيم زيفيتوفسكي، 18 عاما، خلال مراسم أقيمت في السفارة الأميركية: “يشرفني ويسعدني الحصول على جواز السفر هذا”. حتى هذا الإصدار، لم تكن تحدد دولة الميلاد في جوازات سفر الأميركيين المولودين “القدس”، حسبما أفادت وكالة “فرانس برس”.
في عامه الأول في الحكم، اعترف ترامب بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ، ثم نقل السفارة الأميركية إلى هناك – مما وضع الولايات المتحدة على خلاف مع كل دولة أخرى تقريبا.
وقال السفير الأميركي في الكيان الإسرائيلي، ديفيد فريدمان، أثناء تقديمه جواز السفر: زيفيتوفسكي انتظر وقتا طويلا حتى تأتي هذه اللحظة. اليوم، لديك أمة ولدت فيها – إسرائيل”.
من جانبه قال حازم قاسم الناطق باسم حركة حماس إن إعلان وزير الخارجية الأميركي السماح لمواطني بلاده المولودين بالقدس المحتلة بوضع اسم المدينة أو “إسرائيل” في خانة محل الميلاد بجوازات السفر، يعكس إصرار واشنطن على تنفيذ كل خطوات صفقة القرن بتشجيع من تطبيع بعض الدول العربية مع الاحتلال.
وأضاف في تصريح صحفي، مساء الخميس “هذا الإعلان بقدر ما يؤكد مشاركة الولايات المتحدة في العدوان على شعبنا الفلسطيني، فإنها تمثل قمة التزوير للتاريخ والواقع والحقائق”.
وشدد على أن السلوك الأميركي الذي يصعد من دعمه للاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة، يدلل على الاستهتار البالغ من الإدارة الامريكية بالمنظومة الرسمية العربية.
وكان وزير الخارجيّة الأميركي، مايك بومبيو، أعلن اليوم، أن بإمكان المواطنين الأميركيّين الذين ولدوا في القدس تسجيل “إسرائيل” في مكان الولادة في جواز سفرهم.
وعادة تُسجّل القدس في جواز السفر الأميركي، لا “إسرائيل” أو فلسطين.
وقال بومبيو: إن القرار يأتي بعدما اعترف الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بـ”القدس الموحّدة عاصمةً لإسرائيل”، وزعم أن الولايات المتحدة لا تصدر موقفا تجاه الحدود السياديّة الإسرائيليّة في القدس، قائلا: إن هذا الموضوع “قابل للتفاوض”.
وتابع بومبيو أنّ الولايات المتحدة “ملزمة بالوصول إلى اتفاق سلام”، وأنّ “صفقة القرن” تشكّل طريقًا للسلام، داعيًا الفلسطينيين “إلى العودة” إلى طاولة المفاوضات، حسب تعبيره.
وكانت المحكمة العليا الأميركية قد ألغت في حزيران/ يونيو عام 2015 قانونا أجاز للمواطنين الأميركيين المولودين في القدس تسجيل “إسرائيل” بوصفها الدولة التي تقع فيها هذه المدينة في جوازات سفرهم.
ورأت المحكمة العليا الأميركية، حينها، أنَّ رئيس الولايات المتحدة وليس الكونغرس له “السلطة الحصرية بالاعتراف بسيادة أجنبية” ويعود له القرار بالنسبة لوضع القدس على جواز سفر.
وسبق لبومبيو أن صرّح في أيلول/ سبتمبر 2019 أن وزارته تراجع “باستمرار مسألة تسجيل جواز السفر، ونفكر في إجراء هذا التغيير”، وأشار حينها إلى أن إدارة ترمب تدرس السماح للمواطنين الأميركيين المولودين في مدينة القدس، بتسجيل مكان ولادتهم “القدس، إسرائيل”، عند استصدار وثائق رسمية منها جواز السفر.
وأشار موقع “بوليتيكو” الأميركي، إلى أن السفير الأميركي لدى “إسرائيل”، المستوطن ديفيد فريدمان، كان من أبرز المتحمسين للخطوة.