تحدثت مصادر مطلعة على الاتصالات بين القوات والمستقبل لـ”الشرق الأوسط” عن معركة رئاسة الجمهورية المبكرة التي تأخذ حيزاً من الخلاف بين رئيس “القوات” سمير جعجع ورئيس “المستقبل” سعد الحريري. وفي ظل “التحالف الجديد” بين الحريري والمرشح للرئاسة رئيس تيار “المردة”، سليمان فرنجية، تقول المصادر إن القوات يحاول الدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق لتحديد المسار في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بحيث يؤدي على الأقل إلى تعهد بتوحيد المواقف في هذا الاتجاه بين المستقبل والقوات، وهو ما لا يلقى تجاوباً من الحريري.
هذه المعلومات ترفض التعليق عليها مصادر نيابية في تيار المستقبل، بينما يؤكد النائب في القوات جورج عقيص أنه لم يسمع هذا الأمر من جعجع، مستبعداً أن يكون رئيس القوات قد طلب موقفاً مسبقاً حول الاستحقاق الرئاسي، ومؤكداً أن العلاقة لا بد من أن تعود لسابق عهدها بين الطرفين؛ خصوصاً أنه لا يوجد خلاف جوهري بينهما، إنما الأمر يحتاج إلى المصارحة والإجابة عن بعض علامات الاستفهام والهواجس.
وتقول مصادر المستقبل لـ”الشرق الأوسط”: “هناك عتب كبير على جعجع من قبل الحريري، وهناك علامة استفهام تطرح حول خلفية هذه المواقف وحقيقة الأسباب التي يعلنوها، بحيث نشعر أن هناك أسباباً أخرى أكبر مما يقال”. وتضيف: “قبل ذلك قالوا إنهم يريدون مصلحة الحريري. والآن يقولون إنه جرب ولم ينجح؛ لكن في النهاية من الواضح أن (القوات) تبحث عن مصلحتها وتأخذ خياراتها انطلاقاً من هذا الأمر”؛ لكن رغم ذلك تؤكد المصادر أن الأهم في علاقة الطرفين أنهما متفقان على الأمور الاستراتيجية، والخلافات لا تزال تنحصر في الأمور التكتيكية، وبالتالي لا بد من أن يتم تذليلها.