وصلت وحدات الجيش من الجيش السوري، فجر اليوم الخميس، إلى محيط بلدة كناكر أقصى ريف دمشق الجنوبي الغربي قرب الحدود الإدارية للقنيطرة، وذلك بعد توترات أمنية وهجمات نفذها ارهابيون على مدار الأسبوع الماضي.
مصادر ميدانية أكدت لـ “سبوتنيك” وجود نحو 200 ارهابي يتحصنون في الأراضي الزراعية الغربية التابعة للبلدة والمتاخمة لأراضي قرية زاكية، إضافة إلى بعض الأحياء السكنية القريبة من مسجدي الرحمة وعمر بن الخطاب، مرجحة أن يكون السيناريو المتوقع هو عملية عسكرية محدودة تشبه العملية التي نفذها الجيش آذار الماضي ضمن بلدة الصنمين بريف درعا، حيث من المتوقع عرض تسوية على المسلحين ومن لا يرغب بالتسوية يصار إلى نقله إلى بلدة طفس في ريف درعا.
وكشفت المصادر عن قيام الارهابيين بسلسلة من الهجمات المسلحة على قسم شرطة البلدة وبعض المؤسسات الحكومية، وقطعوا الطريق العام الذي تطل عليه البلدة ويربط دمشق بمدينة القنيطرة عدة مرات، كما قاموا بخطف عناصر من الجيش السوري واحتجزوهم لعدة أيام قبل إطلاق سراحهم.
وتبعد بلدة كناكر نحو 12 كيلومترا عن خط برافو الذي يفصل بين القوات السورية من جهة القسم المحرر من الجولان عن القوات الإسرائيلية في الجولان المحتل، وذلك وفق اتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
وفي 2018، استقبل جيش العدو الإسرائيلي آلاف الارهابيين الهاربين أمام تقدم الجيش السوري في ريفي القنيطرة ودرعا، ونقلهم إلى عمق الأراضي المحتلة، ومن يومها انقطعت أخبارهم.
ولفتت المصادر الميدانية إلى أن المسألة لا تتعلق أبداً بـ “اعتقال امرأة من البلدة” كما يحاول الارهابيون الترويج له تبريرا لهجماتهم، إنما بنوايا مبيتة طفت على السطح خلال الشهرين الماضيين، حيث شهدت البلدة مناوشات عدة تم افتعالها من قبل الارهابيين الذين عقدوا اتفاق مصالحة سابق مع الدولة السورية، إلا أنهم استمروا بالتحريض عبر منصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وينادون بإحياء ما يصفوه بـ “الثورة” من جديد، لكن القوى الأمنية والجيش السوري حافظا على الهدوء التام في المنطقة، وأبقيا التواصل في أعلى المستويات مع مسؤولي المصالحة حرصا على أرواح المدنيين.
وختمت المصادر حديثها لـ “سبوتنيك” بالقول إن “معادلة الهدوء تبدلت كليا بعد هجوم عنيف شنه مسلحو البلدة على نقاط عسكرية يوم الثلاثاء الماضي، وأن الارهابيين أطلقوا رصاصة الرحمة على المصالحة التي تمت في المنطقة، خصوصاً بعد سيلان الدماء من طرف الجيش السوري الذي اتخذ سلسلة من الإجراءات التي ستمنع المسلحين من تكرار هجماتهم”، مؤكدة أن الإجراءات التي ستتخذ من قبل الجيش السوري ستسير بخط متواز وحذر مع مسار المصالحة التي تهم آلاف المدنيين القاطنين في البلدة.
يذكر أنه في نيسان الماضي، بث الإعلام الحكومي السوري اعترافات لمجموعة شبان من البلدة ذاتها، صنعوا ونقلوا معداتٍ تسليحية ولوجستية، ونفذوا مهمات في قلب العاصمة دمشق، أرقت سكانها وأعادت إلى أذهانهم سيناريوهات العبوات الناسفة في المناطق المكتظة.