كشفت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية عن تعاون الزعيم الجديد لتنظيم “داعش” الارهابي مع الأميركيين إبان اعتقاله بسجن “بوكا”، جنوب العراق.
وزعمت الصحيفة، في تقرير لها، أن المدعو “أبو إبراهيم الهاشمي القرشي”، واسمه الحقيقي “سعيد عبد الرحمن المولى”، قدم معلومات للسلطات الأمريكي عن عدد من “الجهاديين” وبنية تنظيم “القاعدة” في الموصل.
وبحسب وثائق اطلعت عليها “التلغراف”، فقد قدم “المولى” أسماء 68 مقاتلا في القاعدة، منها 19 اسما حددها من خلال الصور.
ونشر “مركز مواجهة الإرهاب”، التابع للأكاديمية العسكرية الأميركية، ثلاثة تقارير، زعمت أن المولى الذي كان “قاضيا” في “القاعدة” عندما تم اعتقاله، قد حدد عددا من الأشخاص المتهمين باغتيالات واختطاف وتصنيع متفجرات لقتل عناصر التحالف الأميركي في العراق.
وكان من بين الجهاديين الذين حددهم مغربي لقبه “أبو جاسم أبو قسورة” وكان يعتقد أنه الرجل الثاني في التنظيم بالعراق.
وقادت المعلومات التي قدمها المولى إلى قتل الرجل المغربي، وفق الصحيفة.
وبحسب التقارير المشار إليها، فقد أقر المولى بمعرفته بعمليات الإعداما والاغتيالات التي نفذها التنظيم الذي كان يطلق على نفسه اسم “الدولة الإسلامية في العراق”.
وتكشف الوثائق التي تم تظليل الكثير من مقاطعها عن بنية تنظيم “القاعدة” في العراق، بناء على المعلومات التي قدمها المولى.
وتقول التقارير إن المولى قدم معلومات “عن كل الأمراء ومناصبهم الرئيسية”، واعترف بأنه أشرف على الوحدة الإعلامية حيث وافق على كل المواد وتأكد أنها متناسبة مع “الشريعة”.
وورد في الوثائق: “حدد المحتجز عددا من الصور لأشخاص يعدون أرصدة ثمينة في منطقة الموصل”.
ونقلت الصحيفة عن “كريغ وايتسايد”، أستاذ الشؤون الأمنية في كلية الحرب البحرية الأمريكية، قوله إن المولى “لم يتمتع بالكثير من النزاهة ووشى بكل زملائه”.
وقالت المحللة النفسية في شؤون المنظمات، جينا ليجون، إن الوثائق تظهر “الكثير من اللغة الانتقامية”، وأن المولى كان يحمل الحقد بسهولة، وربما “نظر للناس على أنهم مستخدمون يمكن التخلي عنهم وليسوا إلا براغي في عجلة عظيمة”.
وعلى مدى جلسات التحقيق، ذكر المولى 68 شخصا وقدم أوصافا جسدية لهم وأرقام هواتفهم والدور الموكل إليهم في التنظيم، واعتقل بعضهم أو قتل لاحقا.
وتقول ليجون: “كان ذلك السبب الرئيسي وراء الإفراج عنه.. هذا زعيم لا يهتم ويسلم الأشخاص عندما تنتهي فائدتهم”.
وتم التحقيق مع المولى في أم قصر، جنوب العراق، في قاعدة ومعتقل “كامب بوكا”، الذي أطلق على اسم “رونالد بوكا”، أول ضابط في إطفائية نيويورك قتل في هجمات 11 أيلول/ سبتمبر.
وأفرج عن المولى عام 2009 وأصبح لاحقا قياديا بارزا وزعيما لتنظيم “داعش” بعد مقتل “أبو بكر البغدادي” في تشرين الأول/أكتوبر 2019.
ويعرف المولى باسم أبو إبراهيم الهاشمي القريشي ويعتقد أنه مختف في سوريا ولا يزال هدفا للقوات الأميركية، وهو في سن 43 عاما، و”عالم دين”، مع أن البعض داخل التنظيم يشكك في مؤهلاته العلمية، بحسب الصحيفة.
وتكشف الوثائق أنه كتب خطابات البغدادي وعمل إماما في مسجد الفرقان بالموصل، ومجندنا في الفترة ما بين 2000 – 2002 في مشاة الجيش العراقي تحت ظل صدام حسين.
ويقول “هورو إنغرام”، الباحث البارز في برنامج التطرف بجامعة “جورج تاون”، إن الوثائق “ستهز الثقة بقيادة داعش وتكشف أنه لا يمكن الوثوق به”.
ويقول خبراء الأمن إن تنظيم “داعش” “قوة لم تنته، ومصدر إلهام لعدد من الهجمات على الغرب”، بحسب التلغراف.
وقال مصدر للصحيفة إن التنظيم خسر مناطق سيطرته، لكن “رسالة الكراهية حية.. ونظرا للمشاكل التي عانوها في العراق وسوريا فهم يتطلعون للتوسع في مناطق جديدة، خاصة بأفريقيا”.