زهراء شرف الدين – ليبانون تايمز
الصراع العربي الإسرائيلي في طريقه كما يزعم البعض إلى الزوال، ليحل مكانه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي فقط، بعدما تخلت بعض الأنظمة العربية عن الدولة الفلسطينية لتعترف بالكيان الصهيوني بحجة مصلحة الفلسطينيين، وما تطبيعهم سوى دليل على خنوعهم وضعفهم.
ولأن السلام العربي الشامل مع إسرائيل كان مطلبا للمجتمع الدولي، وخاصة بعد اعلان صفقة القرن، أعلنت البحرين التوصل إلى اتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل لتلحق بالإمارات التي سبق واتخذت خطوة مماثلة.
في هذا السياق يفيد العميد المتقاعد أمين حطيط لموقع “ليبانون تايمز” أن أساس هذا التطبيع في هذا الوقت، تطبيق مفاعيل صفقة القرن، التي أعلنها ترامب، ليستخدمها كورقة انتخابية قبل انتهاء ولايته، واختيار التطبيع المجاني مع إسرائيل هو بمثابة رهان على كيان يعتقدون أنه سيحفظ لهم عروشهم، في ظل الصراعات الدولية ولو على حساب إذلالهم”.
وبالرغم من عدم احتياج البحرين اقتصاديا لإقامة علاقات مع إسرائيل، ولا حتى أمنيا، إلا أنها طبعت مع الكيان، وعليه يرى حطيط البحرين “كيانا لا يحمل صفات الدولة الحقيقية، وهو نظام مفروض على شعبه اي نظام الاقلية، ورغم ذلك فإن الشعب لم يقبل التطبيع”، إذا تطبيع البحرين مع الصهاينة ليس إلا رقما عربيا يضاف إلى القائمة لمصلحة اسرائيلية بحتة وكذلك تطبيع الإمارات.
وأشار حطيط إلى ان “الدول العربية ثلاث فئات، الفئة الأولى: ضد التطبيع شعب وحكومة، والفئة الثانية حكومة مع التطبيع وشعب قوي ضد التطبيع، اما الفئة الثالثة فهي حكومة قوية وشعب ضعيف ضد التطبيع، الفئة الاولى والثانية لا يمكن ان تطبع لكن الفئة الثالثة تطبع ولذلك كل دول المغرب العربي، العراق، لبنان، اليمن وسوريا مستبعدة من التطبيع، وحتى اللحظة السعودية ليست بوارد التطبيع، وكذلك الكويت فالامير الحالي لا تتماشى سياسته والتطبيع فمن المستبعد قيامها بهذه الخطوة، وبالنسبة إلى السودان فهناك احتمال أن تطبع مع الكيان الصهيوني، أما ما تبقى من دول الخليج يمكن أن تمشي بهذا الأمر في المستقبل”.
وأكد حطيط أن جامعة الدول العربية انتهى دورها وماتت منذ خروج سوريا منها، ولن تغير المسار في شيء، والخيار الوحيد المتبقي للفلسطينيين هو المقاومة.
ورغم أن المرشح عن الحزب الديمقراطي جو بايدن حذر من أنه لن يدعم قيام إسرائيل بضم المستوطنات اليهودية إذا فاز بالرئاسة، إلا أنه رحب بالاتفاق الاسرائيلي-العربي، وعليه يرى حطيط أنه إذا خسر ترامب لن تتغير المعادلة، والعودة عن التطبيع امر غير ممكن رسميا، ولكن التطبيع رغم كل المحاولات فشل، فبالتالي العودة الى ما كان عليه سابقا فيه صعوبة كبرى.
رغم أن تاريخ الكيان الاسرائيلي مع العالم العربي كان متوترا، إلا أنه دخل عالم التطبيع مع دول عربية منذ سنوات، لكن الأمر ظل مقتصرا على مصر والأردن قبل أن تتسع القائمة لتشمل الإمارات والبحرين، ولأن المفاوضات لن تؤدي إلا إلى مزيد من التنازلات، وضياع حقوق الفلسطينيين، تبقى المقاومة الفعلية الطريق الوحيد للوقوف بوجه صفقة القرن والخيانة.