لفت عضو اللجنة التنفيذية لـ”منظمة التحرير الفلسطينية”، عضو اللجنة المركزية لـ”حركة فتح” والمشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد، عقب لقائه والسفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور وأمين سر “حركة فتح” وفصائل “منظمة التحرير” في لبنان فتحي أبو العردات، رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، إلى أنّ “بري أحد الأعمدة اللبنانية والعربية في نضالها من أجل قضيّتها الأولى المركزية القضية الفلسطينية، والدفاع عن القضايا العربية عمومًا”.
وشدّد على “أنّنا في مرحلة خطيرة بل هي أخطر ما واجهته الأمة العربية منذ عشرات السنين، وهي ما يُسمّى بـ”صفقة القرن”، الّتي تحت هذا الإسم العجيب الغريب السخيف تحتمي الإدارة الأميركية برئاسة الرئيس دونالد ترامب متحالفة مع اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، من أجل تصفية القضية الفلسطينية وتحقيق الحلم الصهيوني بإقامة إسرائيل الكبرى، الّتي بدأت خطوات تنفيذها منذ أكثر من سنة ونصف السنة”. وأوضح “أنّنا في القيادة الفلسطينية في معركة لن تتوقّف منذ أيلول 2017 في مجابهتنا للإدارة الأميركية في كلّ الساحات الدولية ومع اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة نتانياهو”.
وبيّن الحمد أنّ “بري أكّد على الموقف الثابت للقيادة اللبنانية والشعب اللبناني، الّذي لمسته في زيارتي الّتي اختتمها اليوم باللقاء معه. وقد شعرت بهذا الموقف لدى تسليمي رسالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى رئيس الجمهورية ميشال عون ولقائي مع رئيس الوزراء سعد الحريري، وكلّ اللقاءات الّتي جرت مع الرسميّين والقيادات السياسيّة والعسكريّة والأمنيّة. وسألتقي قريبًا الفعاليّات السياسيّة اللبنانيّة كافّة والرؤساء الروحيّين للطوائف كافّة”.
ونوّه إلى أنّ “الموقف اللبناني واحد، ولعلّ الموقف الّذي أعلن خلال وجودي وقبل وصولي مرارًا، أنّ لبنان لن يشارك في ورشة البحرين الّتي هي ليست قضيّة اقتصاديّة بل تتناول أخطر جانب في “صفقة القرن”، ويريدون أن يبتزّوا العرب مليارات الدولارات لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تصفية قضية اللاجئين. يعتقدوا أنّ باستطاعتهم رشوة فلسطين ولبنان والأردن من أجل توطين الفلسطينيين وإغلاق قضية اللاجئين، وهذا لن يكون”.
وذكر أنّ “البداية كانت بعدم المساهمة في ميزانية “الأونروا”، لكن تكاتفنا جميعاً وتمكنّا من سد الثغرة المالية في الأونروا للعام 2019 وسنكون إنشاء الله قادرين على استمرارها أولاً لتقوم بمسؤولياتها السياسية وتعريف من هو اللاجئ. اللاجئ هو من طرد من فلسطين وأحفاده وأحفاد أحفاده الى أن يعودوا جميعاً الى وطنهم فلسطين وفق قرار الأمم المتحدة 194″.
كما أكّد أنّ “اليوم مصادفة هو يوم مشؤوم، وكان أمس كان آخر يوم في القتال البشع الذي جرى في غزة عام 2007. سماه البعض الحسم وسماه البعض الإنقلاب وسمّاه البعض التمرد. ليس هذا هو الموضوع، اليوم ذكرى مرور 13 عاماً على الإنقسام (الفلسطيني) والرئيس بري في كل لقاءاتنا بل هو على تواصل دائم، ومؤخراً قام بحركة نشطة منذ أكثر من شهر، وكانت إحدى النقاط التي ناقشناها أثناء لقائنا هو أنه يجب إنهاء الإنقسام ومن يريد أن يتصدى لحلم إسرائيل الكبرى فعلاً علينا أن ننهي الإنقسام أولاً في الساحة الفلسطينية ونضع حداّ لمحاولة تقسيم أمتنا العربية”.
واعلن أنّ “علينا ان نفشل “صفقة القرن” من جذورها ليس فقط نخوض معارك ونرهق أنفسنا ويلهونا عن مجابهتنا للإحتلال الإسرائيلي. لذلك ركز بري على هذه المسألة، وأثناء وجودي عنده، هناك عدد من الأخوة الفلسطينيين منهم من قيادة حماس ومن قيادة الجهاد ومن الصاعقة، والقيادة العامة والذين أعرفهم أسميهم. ولقد التقينا لدقائق ولنا موقف موحّد نعبر عنه وعبرنا عنه ويعبر عنه الجميع، وعبر عنه أيضاً بري ولبنان بأجمعه”.
إلى ذلك، شدّد الأحمد على أنّ “كلنا ضد “صفقة القرن” وهذا يلقى علينا مسؤولية كيف نفشل ورشة المنامة المتفرعة من صفقة القرن ونمنع انعقادها قبل أن تعقد وإذا لم نتمكن من منع انعقادها نفرغها من انعقادها قبل أن تعقد. وأنا أقول لكم حتى تحركنا كقيادة فلسطينية والموقف الفلسطيني الرافض للمشاركة بها وفكرتها أنهاها عملياً، وعندما انضم لبنان وقال لا أنهاها بامتياز، لذلك نأمل أيضاً لقاء بري مع أخوتنا الفلسطينيين الذين تركتهم مجتمعين معه أن تنجح جهوده في جعل الكل الفلسطيني كما وقف موقفاً موحداً في رفض محاولة تصفية القضية الفلسطينية ورفض صفقة القرن أن ننهي الإنقسام البغيض في هذا اليوم الذي يصادف في ذكرى مرور 13 عاماً على الإنقسام”.
من ثمّ، التقى بري وفد أمناء والقيادة المركزية لتحالف القوى الفلسطينية. وبعد اللقاء، ركّز نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري، باسم الوفد، على أنّه “كانت هناك نقطتان أساسيتان على جدول أعمالنا: النقطة الأولى البحث في موضوع صفقة القرن وهو المشروع الأمريكي الذي تصممه الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية على مقاس المصالح الصهيونية والإضرار بالمنطقة كلها على حسب الرؤية الأميركية. هناك موقف فلسطيني موحد لكل هذه الفصائل على رفض صفقة القرن والمشروع الأميركي لتصفية القضية الفلسطينية لحساب الكيان الصهيوني، وموقف دولة الرئيس أيضاً موقف واضح وثابت وقاطع برفض هذه الصفقة وكل أدواتها ونتائجها. وندعو جميع القوى الفلسطينية والأخوة المشاركة هنا على أن يكون هناك ثبات وتمترس خلف هذا الموقف ولدينا قناعة تامة بأن الإلتفاف الفلسطيني الموحد حول رفض صفقة القرن سيفشل هذه الصفقة مهما كان هناك من محاولات وضغوطات وإغراءات لتمريرها”.
وأوضح أنّ “الموضوع الثاني هو موضوع الوجود الفلسطيني في لبنان أيضاً نحن متفقون ودولة الرئيس وجميع القوى الفلسطينية على رفض التوطين الفلسطيني في لبنان باعتباره عنواناً لتنازلنا عن حقنا التاريخي والوطني في أرضنا وبلدنا فلسطين، ولذلك نحن نرفض التوطين ليس في لبنان فحسب بل في كل مكان. الفلسطيني وطنه بيته في فلسطين، هذا وطننا ولن نرضى له بديلاً رغم أن لبنان وكل دولنا العربية والإسلامية هي بيوتنا ولكن وطننا الذي يجب أن نعود إليه هو فلسطين. وتكلمنا في أوضاع الفلسطينيين في لبنان وحقهم في أن يكون لديهم حياة كريمة مثل إخوانهم اللبنانيين وهذا لا يتعارض بحال من الأحوال مع الحق الوطني في العودة الى فلسطين. هناك انشاء الله توافق بين هذه القوى مع دولة الرئيس في كل ما يتعلق بالوجود الفلسطيني في لبنان وبحقوق الفلسطينيين وبسلاح الفلسطينيين داخل المخيمات أيضاً والإلتزام الفلسطيني بأن يكون هذا السلاح رمزاً لإستمرار نضالهم وقضيتهم الوطنية وليس لأي صراعات داخلية أو لأي استخدامات داخل الساحة اللبنانية، وجميعنا كفصائل ملتزمون بأن هذا السلاح هو رمز لاستمرار النضال والعودة الى فلسطين وليس لأجل صراعات داخلية بيننا بأي حال من الأحوال، شاكرين دولة الرئيس بري وآملين انشاءالله أن يكون هذا الموقف الصلب الفلسطيني واللبناني صخرة تتحطم عليها كل المؤامرات على قضية فلسطين ولبنان والمنطقة العربية جميعاً”.